الأسئله و الأجوبة العقائدیة (۳-۱)
(۱) هل خطبة البيان والخطبة التطنجية صحيحتان؟ وهل حديث الخيط الأصفر وحديث النورانية المرويان في «البحار» صحيحان؟ وقال رسول اللّه (صلى الله عليه وآله): «إني خلفت فيكم الثقلين؛ كتاب اللّه وعترتي أهل بيتي، ما إن تمسكتم بهما لن تضلوا بعدي أبداً». ما هو الثقل الأكبر، كتاب اللّه أم العترة؟
بسمه تعالى؛ لم يثبت عندنا صحة نسبة الخطب المذكورة للإمام أمير المؤمنين (عليه السلام)، والمراد من الثقل الأكبر هو واقع القرآن الكريم المحفوظ عند أهل البيت (عليهم السلام) وصدور بعض المؤمنين، فإن الأئمة (عليهم السلام) ضحوا بأنفسهم في سبيل حفظ الثقل الأكبر، وليس المراد من القرآن النسخ التي بأيدي الناس فهذه النسخ حاكيات عن القرآن المحفوظ عند أهله، واللّه العالم.
(۲) ما معنى هذه الفقرة المستحب قراءتها في عرفات: «اللّهم لا تمكر بي ولا تخدعني ولا تستدرجني». ما معنى المكر، ما معنى الخديعة، ما معنى الاستدراج؟ وهل اللّه سبحانه يخدع؟
بسمه تعالى؛ معنى مكر اللّه سبحانه وخدعته هو جزاء الإنسان الماكر والخادع على مكره وخديعته، كما ورد في الخبر: أن اللّه عزوجل لا يسخر ولا يستهزئ ولا يمكر ولا يخادع، ولكنه عزوجل يجازيهم جزاء السخرية وجزاء الاستهزاء وجزاء المكر والخديعة. فمعنى لا تمكر بي ولا تخدعني، أي لا تجزني بمكري ولا بخديعتي، واللّه العالم.
والاستدراج هو الاستدناء إلى الهلاك، وفي الخبر عن أبي عبداللّه (عليه السلام) في قول اللّه: (سنستدرجهم من حيث لا يعلمون)، فقال: «هو العبد يذنب الذنب فتجدّد له النعمة معه تلهيه تلك النعمة عن الاستغفار من ذلك الذنب»، فمعنى لا تستدرجني، أي لا تجعلني ممن يذنب الذنب ويجدد اللّه له النعمة فتلهيه تلك النعمة عن الاستغفار، واللّه العالم.
(۳) هل دعاء التوسل وارد عن أهل البيت (عليهم السلام)؟
بسمه تعالى؛ دعاء التوسل لا يحتاج إلى السند، فإن مضامينه التوسل بالأئمة (عليهم السلام)الذي يدخل ذلك في قوله سبحانه وتعالى: (وابتغوا إليه الوسيلة)، ولا نعرف وسيلة غيرهم وغير من يتعلق بهم، ومع ذلك فالمحكي عن المجلسي (رحمه الله) أنه مروي عن الأئمة (عليهم السلام)، مضافاً إلى ذلك أنه دعاء مجرّب لا ينبغي التردد فيه، واللّه العالم.