ميلاد الإمام الكاظم (ع)
هو الإمام الهمام موسى بن جعفر، الملقب بالكاظم، وهو سابع أئمة أهل البيت (عليهم السلام)، وقد ولد في مثل هذا اليوم بالمدينة المنورة في موضع يسمّى الأبواء، وبمناسبة ولادته قام أبوه الصادق (عليه السلام) بدعوة الناس الى وليمة أطعم فيها الناس مدة ثلاثة أيام.
وقد ترعرع في أحضان الإمام الصادق (عليه السلام) وتشرب منه ومن علمه إضافة الى الخصائص التي اختصه الله بها من السخاء والعبادة والزهد وكظم الغيض عن الأعداء، وكان أحفظ أهل زمانه للقرآن الكريم، وأحسن الناس صوتاً. وقد اختصه الله سبحانه بشرف الولاية على جميع المسلمين، وكان أجلّ الناس شأناً، وأعلاهم في الدين مكانة ومكاناً.
وقد امتاز بالدرجات العلمية العليا، فهو سليل النبوة ووارث علم النبي، بل النبيين (سلام الله عليه)، وعلى الرغم من الظرف السياسي الحرج وتضييق الحكّام عليه، إلاّ أنه لم يترك مسؤولياته العلمية الكبرى. فتصدّى لتيارات الإلحاد والزندقة لتثبيت أركان التوحيد وتنقية ما ألصقه به المنحرفون، وإيجاد رؤية عقائدية سليمة وصحيحة. وقد عاصر نهاية الحكم الاُموي البغيض وبدايات العهد العباسي المشؤوم، فعاصر أبا العباس السفاح، ثم حكم المنصور الدوانيقي، ومع ذلك فقد عاش الإمام الكاظم (عليه السلام) ثلاثة عقود والحكم العباسي لم يستفحل بعد، لكنه قد عانى من الضغوط في عقده الأخير كثيراً، وذلك في عهد هارون العباسي، حيث السجن المستمر والاغتيالات المتوالية، وهكذا اُحكمت القبضة على الإسلام والمسلمين. لقد بقي الإمام الكاظم العظيم مقاوماً صلباً على خط الرسالة المحمدية المباركة، لا تأخذه في الله لومة لائم، حتى قضى نحبه مسموماً شهيداً مضحيّاً بكل ما يملك في سبيل الله تعالى، وإعلاءً لكلمة الله سبحانه ودين جدّه المصطفى محمد (صلوات الله تعالى عليه) في الخامس والعشرين من رجب الأصب.
فسلام عليه يوم ولد ويوم استشهد على يد الطاغية هارون العباسي ويوم يبعث حيّاً مع النبيين وحسن اُولئك رفيقاً.
حكمة من حكمه (عليه السلام):
(وجدت علم الناس في أربع، أولها: أن تعرف ربّك، والثانية: أن تعرف ما صنع بك، والثالثة: أن تعرف ما أراد منك، والرابعة: أن تعرف ما يخرجك عن دينك).