احکام الأيمان والنذور والعهد
(۲۶۶) قيّم (المسؤول عن المقام) في مقام أحد الصالحين، يقوم بتوزيع بعض ما يجلبونه الزوّار إلى المقام، من ماء …ورد والبخور وبعض الحلاوة، إلى أهله وأصدقائه ومعارفه، هل هناك إشكال في أخذ هذه الأشياء وقبولها منه، مع العلم أنه له حق التصرف في هذه الأشياء من إدارة الأوقاف الجعفرية. وهي تعطي بعض الأشياء له شخصياً، مثل الحلاوة وغيرها. فما حكم أخذ هذه الأشياء؟
بسمه تعالى؛ لا بأس بتوزيع بعض الحلاوة إلى أهله وإلى أصدقائه ومعارفه الذين يزورون المقام، واللّه العالم.
(۲۶۷) هل يكفي في التحليل من النذر واليمين أن يقول الوالد أو الوالدة لولدهما: أحللتك نذرك أو يمينك، أم لا بد من نهيه عن فعله حتّى يصير غير راجح فيبطل؟
بسمه تعالى؛ لا ينعقد اليمين إلاّ بإذن من الوالد ولو بالإجازة الحاصلة بعد اليمين، وأما بالنسبة للنذر فإذا صدر النهي من أحد الأبوين انحل نذره، وأما مجرد: أحللت نذرك، بدون تضمين النهي فلا أثر له. ومثل النذر إذا صدرت اليمين من الولد، مع نهي الوالدة عن متعلق اليمين، واللّه العالم.
(۲۶۸) المعروف أن للمرأة عدة تعتد بها للزواج الثاني ويعتمد في ذلك على الدورة الشهرية، فإذا كانت المرأة قد تم استئصال رحمها أو كانت يائسة فهل يجب عليها الاعتداد للزواج الثاني؟
بسمه تعالى؛ عدة الوفاة أربعة أشهر وعشرة أيام واجبة على كل أرملة بدون تفصيل، وأما عدة الطلاق فإذا كانت المرأة في سن من تحيض لكنها لا تحيض لمانع من الموانع ولو كان هو عدم وجود الرحم فعدتها ثلاثة أشهر، كما أن عليها أن تصبر ثلاثة أشهر قبل طلاقها ثم يقع الطلاق ثم تعتد بعد ذلك، واللّه العالم.
(۲۶۹) اعتادت النساء في بعض مناطقنا في آخر يوم عدة المتوفى عنها زوجها أن تختبيء في غرفتها وتطفيء الأنوار لمدة يوم من الواحدة بعد منتصف الليل، ولا تخرج منها إلاّ بعد صلاة المغرب؛ لتغتسل من العدة وتخرج منها. ما الحكم، فهل هذا العمل له مسوغ شرعي؟
بسمه تعالى؛ إذا كان ذلك العمل بعنوان العدة فهو تشريع يجب تركه، وليس في الخروج عن العدة غسل، واللّه العالم.
(۲۷۰) سألت شيخين من منطقتنا عن الحلف بغير اللّه، فقالا: يجوز ولكن لا يتحقق، فراجعت كتب الحديث الشيعية فوجدت كثيراً من الأحاديث تنص على حرمته (تهذيب الأحكام ۸/۲۷۸، باب أنه لا يجوز. . .، والكافي ۷، ۴۵۰، باب أنه لا يجوز. فما الحكم في ذلك؟
بسمه تعالى؛ المقصود بعدم الجواز في هذه الروايات عدم النفوذ لا الحرمة التكليفية، بمعنى أن الحلف بغير اللّه لا أثر له، لا أنه أمر محرم. نعم، الحلف بالكواكب ونحوها فيه إشكال، واللّه العالم.
(۲۷۱) ماذا يفعل الشخص الذي نسي صيغة النذر الذي نذره للّه تعالى، سواء كان صلاة أو صياماً أو غير ذلك لقضاء حاجته من اللّه تعالى، فكيف يؤدي نذره الذي هو نساه؟
بسمه تعالى؛ يعمل بما يحتمل أنه متعلق لنذره، واللّه العالم.
(۲۷۲) إذا شككت أنني نذرت نذراً لحادثة معينة ولم أتأكد هل نذرت لها أم فكرت في النذر فقط، فما الحكم؟
بسمه تعالى؛ لا يجب عليه في مفروض السؤال شيء، واللّه العالم.
(۲۷۳) إذا نذرت نذراً: إن رزق اللّه صديقي مولوداً أن أذبح في منزله ذبيحة على رجله. ولكنني خائف من أنه يرفض فكرة الذبح على رجله وفي منزله أيضاً، فماذا أفعل؟
بسمه تعالى؛ إذا لم يقبل بكيفية الذبح على رجله لا يلزمه الوفاء بالنذر. نعم، إذا استرضاه وقبل لزمه الوفاء بالنذر، واللّه العالم.
(۲۷۴) ماذا يقول الوالد لابنه، حتّى تسقط النذور التي في ذمته؟
بسمه تعالى؛ حل نذر الولد من قبل والده معناه أن الوالد ينهى ولده من العمل بنذره ويقول لولده: لا تفعل المنذور، ويسمي منذوره. وإذا كانت مخالفة نهي الوالد موجبة لتأذيه وتأثره فنذر الولد منحل، واللّه العالم.
(۲۷۵) ما هو حكم من نذر وعاهد اللّه على أن لا يفعل كذا، وأحنث؟
بسمه تعالى؛ إذا نذر وعاهد وخالف فعليه كفارتان، وإن نذر من غير عهد أو عاهد من غير نذر فعليه كفارة واحدة لمخالفة النذر أو العهد. وكفارة النذر كفارة اليمين وكفارة العهد كفارة الصوم إذا خالف نذره أو عهده، واللّه العالم.
(۲۷۶) منذ مدة أتيت بالقرآن ووضعت يدي عليه، وقلت بصوتي: «اُعاهدك يا ربي أن لا أفعل كذا وكذا . . .» وبعد مدة من الزمن نقضت العهد وفعلت الفعل، فما حكم ذلك وما هي كفارته؟
بسمه تعالى؛ إذا كان المعاهد على تركه مرجوحاً فعليك الكفارة لنقضك العهد على الأحوط، وإن كنت ناسياً للعهد عند العمل فلا شيء عليك إلاّ التوبة إذا كان الفعل محرماً، واللّه العالم.
(۲۷۷) ما الحكم في شخص قال: علي عهداً ونذراً وعقداً وبيعة ويميناً للّه ولرسوله وأهل بيته وملائكته وأنبيائه ورسله، وكان يجدد هذا القول يومياً، ألاّ أعمل العمل الفلاني؟ قال هذا القول لأنه أراد تكبيل نفسه بحيث أنه يلتزم به؛ لعدم استطاعته من ترك هذا العمل. وبعد فترة طويلة من التزامه به عاد للعمل الذي عاهد بعدم فعله إما نسياناً أو لعدم مقدرته على ترك هذا العمل عند الظفر به.
وما الحكم في شخص مثل السابق، ولكن قال: عهداً مع اللّه وعهداً معهم، أي مع محمد وآل محمد؟
بسمه تعالى؛ لا يجوز مخالفة العهد والنذر واليمين إذا كان متعلقه راجحاً وفي المخالفة الكفارة، ولكن الصيغة المذكورة في السؤال ليست صيغة العهد والنذر واليمين، وعليه فلا بأس بمخالفته. نعم، إذا كان ترك واجب أو كان الفعل محرماً فلا يجوز فعله نذر أم لم ينذر، واللّه العالم.
(۲۷۸) إذا نذر الولد أو الزوجة نذراً ما ثم خالفا مقتضى النذر، ثم جاء الوالد أو الزوج وحلّ النذر، حيث يحق له ذلك، فهل تجب الكفارة على مخالفة النذر؛ لأن المخالفة وقعت قبل حلّ النذر، والنذر إنما بطل من حين الحلّ، فيكون القول فيه كالقول بالنقل في عقد الفضولي. أم لا تجب؛ لأن حلّ النذر يجعله باطلاً من أصله، ويكون كالقول بالكشف في عقد الفضولي؟
بسمه تعالى؛ لا تسقط الكفارة في مخالفة مقتضي النذر بنهي الوالد أو الزوج بعدها، إذا كان متعلق النذر راجحاً في نفسه، واللّه العالم.
(۲۷۹) ما هو حكم الحلف بدون أدنى سبب، أو الحلف في موقع لا يستحق الحلف؟
بسمه تعالى؛ لا ينبغي للمؤمن أن يحلف فضلاً عن أن يتعود على يمين لأدنى سبب، ولا تجعلوا اللّه عرضة لأيمانكم، واللّه العالم.
(۲۸۰) إذا تزاحم صوم النذر المعين في شعبان بأكمله أو أيام منه مع صوم القضاء المضيق فأيهما يقدم؟ وماذا عليه من حكم؟
بسمه تعالى؛ يصوم قضاء، ويكفي ذلك في الوفاء بالنذر، واللّه العالم.
(۲۸۱) هل يجوز الحلف بالقرآن الكريم؟ ولو حلف الشخص بالقرآن وهو كاذب فكيف يكفر عن ذنبه؟
بسمه تعالى؛ الحلف كاذباً داخل في الكذب وهو حرام، سواء كان باللّه أو بغيره من الأسماء الحسنى وبالقرآن. والقسم الإجباري لا كفارة فيه، سواء كان صادقاً أو كاذباً، واللّه العالم.
(۲۸۲) ما هي الصيغة الشرعية للنذر؟ وهل يسقط النذر عند عدم الإتيان بهذه الصيغة؟
بسمه تعالى؛ صيغة النذر أن يقول الشخص: «للّه علي كذا»، أو يقول: «للّه علي كذا إن تحقق الأمر الفلاني». ولا بد أن يكون متعلق النذر راجحاً شرعاً، وإذا لم يأت بالصيغة المذكورة فلا يكون نذراً يجب الوفاء به، واللّه العالم.
(۲۸۳) إذا كنت قد نذرت إن سكنت البيت فلله عليّ عشاء أو غداء للمؤمنين أو لأهل نفس البيت، وسكن البيت وتأخرت في إيفاء النذر إلى أن هجر البيت، فما الحكم في ذلك؟
بسمه تعالى؛ إذا لم تحدد يوماً معيناً للوفاء بالنذر لم يسقط عنك وجوب الوفاء ولو بعد ذلك، فتطعم المؤمنين وفاءً بالنذر، واللّه العالم.
(۲۸۴) إذا تحقق متعلق النذر وتنجز، مثلاً: إذا نذرت أن أدفع مئة دينار إذا رزقت بولد ذكر، وتحقق ذلك، فهل يمكن التحلل من هذا النذر بأن ينهاني والدي عنه حتّى في هذه الحالة، أم لا يمكن التحلل من النذر بعد التحقق والتنجز ولا بد من الوفاء به؟
بسمه تعالى؛ الأحوط الوفاء بالنذر، واللّه العالم.
(۲۸۵) إذا نذر للّه بأموال وعليه ديون مستحقة للغير، فأيها يقدم؟
بسمه تعالى؛ يقدم الوفاء بديون الناس عند التزاحم وعدم وفاء المال بهما معاً، واللّه العالم.
(۲۸۶) لقد نذرت للإمام الحسين (عليه السلام) أنه إذا حصلت على وظيفة في أحد الشركات الكبرى، بأن اُخرج من مرتبي الشهري مبلغاً وقدره ۱۰۰ ريال سعودي، فلما حصلت على الوظيفة المرغوبة سألت أحد المشايخ الفضال عن كيفية صرف هذا المبلغ، فأجاب بأن اُقيم مأتم عزاء على أبي عبداللّه الحسين (عليه السلام)، وأن اُنفق هذا المال عليه. وذلك من خلال مبلغ التكليفة، كتجميع أربعة أشهر وإقامة المأتم. واليوم توجد لدينا في قريتنا حسينيتان للإمام الحسين (عليه السلام)؛ إحداهما لم تنشأ حتّى الآن ويقوم جماعة من المؤمنين بجمع التبرعات لهذه الحسينية، والحسينية الآخرة تقوم جماعة من المؤمنين بجمع المال لترميمها وتعديلها. كيف يتم النذر. وماذا ترون في كيفية التصرف بهذا المال؟
بسمه تعالى؛ يصرف في إقامة مجالس العزاء على أبي عبداللّه الحسين (عليه السلام)، ولو بالمساهمة في المجالس المقامة له (عليه السلام)، واللّه العالم.
(۲۸۷) علي أكثر من نذر، تقريباً في حدود العشرة أو أكثر ولا أعلم هل الصيغة كانت صحيحة أم لا، ماذا يترتب علي فعله لبراءة ذمتي؟
بسمه تعالى؛ إذا كان الناذر عالماً بالصيغة ثم شك في صحتها فيما بعد فيبني على صحة الصيغة، وأما إذا لم يكن عارفاً بالصيغة فليس عليه شيء، واللّه العالم.
(۲۸۸) صيغة النذر لمن يحرمون بالنذر، هل يجب التلفظ بها أم يكفي القصد؟ وهل يكفي فيها سماعها من المرشد دون ترديد معه؟
بسمه تعالى؛ لا يكفي قصد النذر، فلا بد أن يتلفظ بالصيغة الصحيحة، واللّه العالم.
(۲۸۹) شخص نذر أن يحفظ سورة البقرة، فحاول حفظها عن ظهر قلب ولكنه لم يستطع ذلك، ما الذي يجب عليه؟
بسمه تعالى؛ إذا حدد زمان الحفظ بوقت معين وعجز عن الحفظ في الوقت المفروض سقط عنه وجوب الوفاء بنذره، وأما إذا لم يحدد الحفظ بوقت معين فيحاول الحفظ حتّى في سنين متعددة. وأما إذا لم يكن للشخص قدرة الحفظ فليس عليه شيء، واللّه العالم.
(۲۹۰) ما حكم حلف اليمين على ترك شيء معين في حال الغضب؟ وإذا كان عليه كفارة فما هي؟ وما هو الحال لو حلف بقوله: «اُقسم باللّه تعالى العظيم أنني لن أفعل ذلك مرة اُخرى»، بدون ذكر الشيء المقصود لفظياً؟
بسمه تعالى؛ إذا أخرجه الغضب عن حالة الاختيار فلا شيء عليه، وإلاّ عليه كفارة اليمين إذا خالف يمينه، هذا إذا كان القسم باللّه دون غيره من المقدسات الاُخرى، كالقرآن والكعبة. وكفارة حنث اليمين إطعام عشرة مساكين أو كسوتهم، وإذا لم يقدر على ذلك صام ثلاثة أيام متوالية، واللّه العالم.
(۲۹۱) نذر شخص مبلغاً للإمام المهدي (عليه السلام)، فماذا يعمل بهذا المبلغ؟ هل يجزي صرف المبلغ في قراءة ميلاد الإمام (عليه السلام)؟
بسمه تعالى؛ إذا كان الناذر قاصداً عند النذر ولو قصداً ارتكازياً أن يصرف المبلغ في المناسبات المتعلقة بالإمام (عليه السلام) فلا بأس بصرفه فيها، وإلاّ فالمال يصل للمرجع الديني الواجد للشرائط، واللّه العالم.
(۲۹۲) النذور التي تنذر لأحد الأئمة هل يمكن صرفها في أي وجه من وجوه الخير، كالفقراء ومصالح المسلمين العامة؟
بسمه تعالى؛ النذر لأحد الأئمة (عليهم السلام) يصرف على زواره، فإن لم يمكن فيصرف في مجالس عزائه، واللّه العالم.
(۲۹۳) إذا طلبت زوجة من زوجها بعدم الزواج من غيرها مادامت في ذمته ووافقها على ذلك برضاه، وأقسم على ذلك إن فعل ذلك يطلقها أو يخبرها قبل أن يتزوج وتنظر هي في الأمر هل يتزوج أو تنفصل عنه. ثم تزوج متعة دون علمها، وهي الآن تريده أن يفي بوعده ويطلقها؛ لأنها تقول: لأنها تصاب بحالة غثيان ودوار بمجرد أن تتذكر أن زوجها لمس غيرها، فهي لا يهمها سكن فاخر أو غير ذلك، بل فقط زوج صادق ولا يلمس المرأة. ما حكم الحلف للمرأة وما حكم الحلف للزوج؟ وهل عليه كفارة، وهل يطلق زوجته مع العلم أن عندهم أبناء؟
بسمه تعالى؛ القسم بالطلاق باطل، لا أثر له، واللّه العالم.
(۲۹۴) هل يجوز الحلف بالقرآن الكريم؟ ولو حلف الشخص بالقرآن وهو كاذب فكيف يكفر عن ذنبه؟
بسمه تعالى؛ الحلف كاذباً داخل في الكذب وهو حرام، سواء كان باللّه أو بغيره من الأسماء الحسنى وبالقرآن. والقسم الإجباري لا كفارة فيه، سواء كان صادقاً أو كاذباً، واللّه العالم.
(۲۹۵) نذرت للّه بركة للإمام الحسين (عليه السلام) ذبيحة، وذبحت ودعيت الأصدقاء وتناولنا ولم نقرأ مجلساً حسينياً، هل يسقط النذر لكوني ذبحت الذبيحة أم لابد من القراءة؟ أفتونا مأجورين.
بسمه تعالى؛ إذا كان المنذور هو الذبيحة فقط والإطعام فلا يجب قراءة مجلس، والقراءة أفضل؛ لكونها ذكراً لأهل البيت (عليهم السلام)، وفيها الأجر والبركة، واللّه العالم.