المرحوم الميرزا (قدس سره) والأسرار
* كان الفقيه المقدس المرحوم الميرزا جواد التبريزي(ع) يخرج صباحاً فيروز السيده فاطمة المعصومه ثم يصلي النافلة ويذهب الى مسجد الامام الحسن العسكري(ع) لأداء فريضة الصبح ثم يَمشي قليلاً ويذهب الى المخبز لشراء خبزة واحدة لإفطاره الصباحي ثم يتجه الى منزله.
حضر أحد الخبازين في قم تشييع جنازة المرحوم الميرزا(ع) وكان يلطم على رأسه ووجهه ويبكي ويقول: لم تعرفوا هذا الرجل كم كان جليل القدر، متواضعاً، انموذجاً، كنت ينتابني شعور خاص عندما يأتي الى المخبز، والنظر إليه صباحاً يبقينا في سرور الي الليل، يقول هذا الخباز: كان يشتري(ع) الخبز من عندنا كل يوم و كان يحب الوقوف مثل الناس وفي صفهم، وأضاف: لاحظت بأن الميرزا(ع) لا يأتي إلى المخبز لشراء الخبز، فغرقت في التفكير وقلت في نفسي ان العلماء لهم اطلاع على الاسرار وتذكرت أن الخباز كان يخبز وقد تنجست ملابسه بالدم وهو يلمس أحياناً بيديه ملابسه النجسة وهذا ما دفع الميرزا+ إلى عدم المجيىء لشراء الخبزمنا. ومنذ ذلك الوقت قررت تطهير ذلك، ومن العجيب رأيت في اليوم الثاني الميرزا+ واقفاً في صف الواقفين لشراء الخبز ففرحت كثيراَ وشكرت الله، وسعيت من حينها إلى خدمة الميرزا(ع) وعرفت عظمة هذا الرجل الإلهي، والذي كان محلاً لعناية الله تعالى حتى في مسألة تهيئة الخبز. ويتميّز بدقة في كافة شؤون حياته، وابتعاد عن الامور التي فيها شبهة، مما جعلني أن أتأثر به وأكون دقيقاً في اُموري حتى يشملني توفيق الله تعالى، فكانت رحلته عنا خسارة عظيمة ومحزنة فالناس لم يعرفوا قدره ومنزلته، وأي شخصية عظيمة فقدت الحوزة العلمية.
———————————
* اخذ من كتاب سيرة الشيخ