عاشوراء ثانية … يؤسّسها التبريزي العظيم
بإقدام وجرأة من الفقيه المقدس الميرزا التبريزي(ره) تحوّلت الأيام الفاطمية إلى عاشوراء ثانية و حيث سنّ هذه السنّة المباركة و الحدث العظيم في العشرة الثانية من القرن الخامس عشر للهجرة في الثالث من جمادى الآخرة سنة ۱۴۱۴ هجرية. وذلك حينما انبرى الفقيه المقدّس لصدّ موجة التشكيكات التي برزت في خصوص واقعة الهجوم على بيت الصدّيقة الشهيدة فاطمة الزهراء(س) فعقد مجالس العزاء لرد تلك الشبهات و التضليلات و خرج لاطماً على صدره حافي القدمين، فكان أوّل فقيهٍ في تاريخ التشيّع يخرج حافي القدمين في هذه المناسبة الأليمة لإظهار مظلومية سيدة النساء و نصرتها.
وقد كان الجوّ حينها شديد الحرارة وكانت الأرض تلتهب من حرارة الشمس وما تحمّل ذلك إلا مواساة للزهراء(س)، وللوقوف بوجه تلك الاعتداءات الظالمة على مقام بنت رسول الله’ وبهذه الحركة الإلهية المباركة تحوّلت الأيام الفاطمية إلى عاشوراء ثانية، و سجّل التاريخ له هذه المفخرة على مدى العصور. واستمرت هذه المسيرة التی أسسها المرجع الراحل إذ خرجت المسيرات العزائية في كل عام اقتداءً بفعل الشيخ+ مكتضة بالعلماء و الفضلاء و المؤمنين.
فرحمة الله على روح هذا المرجع الكبير الذي رسم في تاريخ التشيّع منعطفاً مهمّاً أتمّ فيه التعظيم لشعائر الله، وإحياء أمر أهل البيت(ع)، فسلام عليه يوم ولد و يوم رحل الى جوار ربه و يوم يبعث حياً.
كان مؤسس الأيام الفاطمية وقائد ثورة تحويل الأيام الفاطمية إلى عاشوراء ثانية المرحوم الميرزا التبريزي+ يتوجه في الثالث من جمادى الثانية من كل عام يوم شهادة السيدة الزهراء(ع) إلى حرم السيدة المعصومة حافياً في ذلك الجو الحار لتقديم العزاء في مسيرة تضم الكثير من الطلبة والفضلاء وسائر المتدينين.
وفي عام ۱۳۸۳ هـ ش أي ۲۰۰۵م كان الجو محرقاً للغاية وخرج الميرزا(ره) على عادته حافياً في تلك الأيام مما أدى إلى احتراق قدميه، وبعد رجوعه إلى المكتب ونظراً للحروق التي استولت على باطن قدميه فقد انشغل بعلاجها وتنظيفها، وفي تلك الأثناء كان حجة الاسلام والمسلمين الشيخ علي الدهنين الأحسائي وابن الميرزا+ إلى جانب الشيخ في غرفته، وفجأة توجه الشيخ الميرزا(ره) إلى الشيخ علي الدهنين مخاطباً له: شيخنا! إن ما يقال عن الباكستانيين والهنود من مشيهم على الجمر تأسياً بآلام ومصائب الإمام الحسين(ع) وعدم احتراق أقدامهم بل عدم تألمهم من ذلك صحيح؛ فها هي قدماي قد جرحتا من شدة الحرارة غير أنني لم أشعر بتلك الحرارة طوال المسيرة.