سماحة الشيخ حسن الجواهري (حفظه الله )
واحد من أفاضل تلامذة آية الله العظمى الميرزا جواد التبريزي ( قدس الله سره الشريف).
انحدر هذا العالم من عائلة الجواهري المعروفة التي يرجع نسبها إلى الشيخ محمد حسن النجفي صاحب كتاب (جواهر الكلام في شرح شرائع الإسلام) وعُرفت العائلة بهذا الإسم تيمناً بهذا الكتاب المهم, وعائلة الشيخ الجواهري عائلة خرّجت كثيراً من الفقهاء والأدباء الكبار, ولعل أبرز شخصياتها اليوم هو شيخنا المترجم.
درس الشيخ الجواهري في (كلية الفقه) في مدينة النجف الأشرف, حتى حاز على شهادة البكالوريوس, ثم حضر دروس البحث الخارج على كبار أساتذة الحوزة العلمية في النجف الأشرف آنذاك أمثال السيد الخوئي والشهيد الصدر (قدس سرهما). وبسبب الظروف القاهرة التي مرّ بها العراق عموماً والنجف خصوصاً اضطر الشيخ الجواهري لمغادرة النجف الأشرف, ويمّم وجهه شطر مدينة قم المقدسة, وهناك حضر أبحاث الأستاذ الأكبر الميرزا التبريزي (ره) أعلى الله مقامه<, وواظب على حضور درسه حتى صار أستاذاً من أبرز أساتذة الحوزة العلمية في مدينة قم المقدسة.
امتاز الشيخ الجواهري بسعة علمه وفضله, وقوة عارضته في الفقه والأصول. ولذا عُقد مجلس درسه في منتدى جبل عامل في مدينة قم المشرّفة, وحضره كثير من الطلبة الأفاضل.
شارك الشيخ الجواهري في كثير من المؤتمرات الفقهية والمحافل العلمية في مختلف العواصم الإسلامية كالمؤتمرات التي تُعقد في جدة والمغرب ومصر وغيرها لمناقشة الآراء الفقهية, وكان الشيخ الجواهري يحضرها ممثلاً عن الفقه الجعفري فكان يدافع عن وجهة نظر فقهاء الشيعة بالحجة والبرهان, وعُرف عن الشيخ الجواهري اهتمامه الشديد في الدفاع عن الولاية والتشيع, وهذه مأثرة أخذها عن أستاذه الراحل الميرزا التبريزي (قدس سره), حيث امتاز بقوة برهانه في الدفاع عن الإمامة والولاية وغيرها من أصول المذهب ودعائمه.
وللشيخ الجواهري مؤلفات متنوعة اشتملت على مواضيع مختلفة كالفقه المعاصر والأصول والعقائد وغيرها, وبعد وفاة أستاذه الشيخ التبريزي (قدس سره) انتقل الشيخ الجواهري إلى مدينة النجف الأشرف لمواصلة التدريس في حوزتها العامرة, وهو اليوم أحد أساتذة البحث الخارج في حوزة النجف الأشرف, ويحضر بحثه ثلة من الأفاضل من طلبة العلوم الدينية. درس الشيخ الجواهري (حفظه الله) عند الميرزا التبريزي (قدس سره) واغترف من بحر علمه لمدة طويلة, وطالما جلس معه مستفيداً من خبرته الفقهية, ولذا فهو ثمرة علمية من الثمار التي أنتجها منبر الأستاذ الكبير والمرجع الراحل آية الله العظمى الميرزا جواد التبريزي (قدس الله روحه الطاهرة).