سماحة الشيخ محمد السند (حفظه الله )
عالم من علماء البحرين يعتبر من أفاضل تلاميذ الأستاذ الأكبر للحوزة العلمية آية الله العظمى الميرزا جواد التبريزي ( أسكنه الله فسيح جناته), عُرف الشيخ السند منذ أيامه الأولى بذكائه الحاد وتميّزه على أقرانه, وهذا ما أهلّه للدراسة في بريطانيا حيث أخذ شهادة البكلوريوس في الهندسة من إحدى جامعات لندن, وفي بداية الثورة الإسلامية في إيران سافر الشيخ السند من لندن إلى طهران لحضور مؤتمر فكري عقده الإتحاد الإسلامي للطلبة وحين إقامته في إيران قرّر دراسة العلوم الإسلامية في حوزة قم المقدسة, وهناك التحق بدرس الميرزا التبريزي (قدس سره), وأخذ عنه الفقه والأصول, حتى صار أستاذا مهماً من أساتذة الحوزة العلمية في مدينة قم المقدسة, واشترك في درسه كثير من أفاضل الطلبة العرب من مختلف الجنسيات, بالإضافة إلى قيامه بإلقاء الدروس القيِّمة – أيّام العطل – حول البنوك الإسلامية ، مع حلقات في بحث الإمامة بمنظور قانوني ، وتكويني ، وفلسفي ، وعرفاني .
كما ألقى الشيخ السند كثيراً من المحاضرات الإسلامية في عدة من المؤتمرات والمحافل العلمية, كبعض الجامعات والمراكز الثقافية, كما كتب عشرات المقالات الدينية والثقافية في مختلف المجلات والدوريات المنتشرة في أرجاء العالم الإسلامي, وعُرف عن الشيخ السند اهتمامه الملحوظ بالإشتراك بالحوارات والمناظرات المذهبية, حيث امتاز بقوة برهانه في الدفاع عن الإمامة والولاية وغيرها من أصول المذهب ودعائمه, للشيخ السند أكثر من مؤلف في مواضيع مختلفة كالفقه والأصول والرجال وغيرها, وبعد وفاة أستاذه الشيخ التبريزي (قدس سره) انتقل الشيخ السند إلى مدينة النجف الأشرف لمواصلة المسيرة العلمية, وهو اليوم أحد أساتذة البحث الخارج في حوزة النجف الأشرف, ويحضر بحثه ثلة من طلبة العلوم الدينية الأفاضل, ويمتلك الشيخ السند ثقافة علمية واسعة شملت مختلف العلوم الإسلامية, وقد تخرّج من منبر درسه كثير من الأفاضل الذين يمارسون اليوم مهاماً دينية مختلفة من خطابة وكتابة وتدريس وغيرها .
درس الشيخ السند (حفظه الله) عند الميرزا التبريزي (قدس سره) واغترف من بحر علمه لمدة طويلة, ولذا فهو ثمرة علمية من الثمار التي أنتجها منبر المرجع الكبير والأستاذ القدير آية الله العظمى الميرزا جواد التبريزي (أجزل الله له العطاء وحشره مع محمد وآل محمد).