مِنْ قُبّـةِ الأَطْهارِ جَـاءَ نِداءُ
وَصَغَـتْ لَهُ بالحُـزْنِ سَامِرّاءُ
تسْتَصْرِخُ الأحْرَارَ مِنْ فعْلِ العِدَا
إِذْ أنَّ كُـلَّ عِرَاقِـها إصْـغَاءُ
صَاحتْ وفَاضَ الدَّمْعُ مِنْ جَنباتِها
وعَـلاَ بِكلِّ العَـالَمِينَ بُـكاءُ
أبِكُلِّ يـوْمٍ للهُـداةِ فجِـيعةٌ
وعليْهُمو ظـلْمَاً يضِيـقُ فَضَاءُ
فكَأنّمَا المخـتَارُ لم يكُنِ الذيْ
أَوْصَى بعتْرَتِهِ وضَـاعَ جَـزَاءُ
أَيْنَ الجَزَاءُ لآلِ أحْمَدَ في الورى
وعلَى العِـرَاقِ تَوَاثَبَ الأعْدَاءُ
هذي العَلائمُ قد بَدَتْ في يوْمِنا
وكأنّما عَـادَتْ لَنَا الزّهْـرَاءُ
تَرْوِيْ عَلَيْنَا مَا جَرَى في وِلْدِها
مِنْ قُـبّةٍ نُسِفَـتْ و جَلَّ بَلاءُ
هذي بلادُ المرتضَى وحُسـيْنِهِ
عَبَثَتْ بها بالْغَـدْرَةِ الخُصَـمَاءُ
وغَدَا الفتَى منْهم يصُولُ ويدَّعيْ
الإِسلامَ والإسَلامُ مـنْهُ بـرَاءُ
فَبِمَرْقدِ الهادي النَّقيِّ تطاولت
زُمَـرُ النِّفاقِ وشَـاعتِ الأنباءُ
قَدْ فَجَّرُوا تِلْكَ القِباب وظَنُّهمْ
هَدَمُوا القِبَابَ إِذِ القِبَابِ ضيَاءُ
لَـمْ يهْدِمُوا إِلاّ البِنَاءَ ومَا دَرُوا
في كُلِّ قَـلْبٍ للهُـداةِ بِنَـاءُ
تبْقَى بِرْغمِ الحـاقدِينَ منَـائراً
وتشـعُّ وهْيَ حَـدَائقٌ غَـنَاء
وعَقِيدةُ الأَحْرَارِ كالجَبَلِ الذي
لا ينْحَـنيْ وبهِ تلُوحُ سَـمَاءُ