شهادة الإمام الحسن (ع)

هو الإمام أبو محمد الحسن (عليه السلام) بن علي بن أبي طالب، وهو ثاني أئمة أهل البيت (ع) ، وهو أول أولاد علي وفاطمة الزهراء (عليها السلام)، وقد سمّاه جدّه بهذا الاسم الكريم ولم يكن يعرف هذا الاسم الكريم في الجاهلية. وكان الإمام الحسن (عليه السلام) ذا أخلاق عالية وصدر رحب، وكان سيّداً سخياً عالماً مواسياً للفقراء والمساكين، متواضعاً، جليلاً عند جدّه الرسول الأعظم (صلوات الله تعالى عليه) حتى قال فيه: (حسن مني وأنا منه، أحبّ الله من أحبّه).

وقد تحمّل الإمام الحسن (عليه السلام) أعباء الرسالة الإسلامية بعد استشهاد أبيه أمير المؤمنين وخليفة رب العالمين، الإمام علي (عليه السلام)، وخصوصاً في زمن الطاغية الباغي معاوية بن أبي سفيان، فقد بدأ هذا الأخير يبيت للإمام الحسن (عليه السلام) ليقضي عليه بعد أن تآمر على أبيه من قبل. ولم يكن خافياً على الإمام الحسن (عليه السلام) ذلك، فقام بإرسال كتاب الى معاوية يتوعّده ويهدّده من مغبّة الإيغال في التعسف والإنحراف. واستمر تبادل الرسائل بين الطرفين حتى إعلان الحرب، وكان البادئ بها معاوية الاُموي؛ إذ قام بتسيير جيوشه صوب العراق. فأعلن الإمام من جانبه حالة الحرب أيضاً لمواجهة العدوان الاُموي، وقد رافق ذلك الكثير من الدعايات المظللة والإشاعات المسمومة، مما كان له الأثر في تثبيط عزائم جيش الإمام الحسن (عليه السلام).

وهكذا سار الإمام الحسن (عليه السلام) بجيش كبير لكنه ضعيف في معنوياته، يسوده التشتت والارتباك، حتى أن قائد الجيش لم يمض عليه طويل وقت حتى سلّم نفسه الى جيش معاوية، مما أدى الى زيادة الفوضى بين صفوف جيش الإمام الحسن (عليه السلام)، مما اضطره الى توقيع وثيقة الصلح مع معاوية ليحفظ بذلك الإسلام والمسلمين. ثم غدر معاوية وفجر، ولم يف بعهوده ومواثيقه، فقد دعا معاوية مروان بن الحكم الى إقناع جعدة بنت الأشعث بالترهيب والترغيب، وكانت إحدى زوجات الحسن المجتبى (عليه السلام)، بأن تسقي الحسن السبط (عليه السلام) السمّ، وكان في شربة من العسل بماء رومة، فلما قضى الحسن نحبه زوّجها من يزيد، وقد أعطاها مئة ألف درهم.

وكانت جعدة المجرمة هذه _ بنت المنافق المعروف الذي ارتد من إسلامه- أقرب الناس روحاً الى قبول هذه المعاملة المنكرة.

قال الإمام جعفر الصادق (عليه السلام): (إنّ الأشعث شرك في دم أمير المؤمنين (عليه السلام)، وابنته جعدة سمّت الحسن (عليه السلام)، وابنه محمّد شرك في دم الحسين (عليه السلام)).

وهكذا نفذ معاوية خطته في قتل أحد سيدي شباب أهل الجنة (عليه السلام)، وكانت شهادته (عليه السلام) بالمدينة المنورة يوم الخميس للسابع من صفر عام (۵۰ هـ)، وقيل غير هذا التأريخ بحسب اختلاف الروايات.

ففقدت الاُمة الإسلامية إماماً معصوماً، وقائداً فذّاً مظلوماً.

فالسلام عليك يا أبا محمد يوم ولدت ويوم استشهدت ويوم تبعث حيّاً.

دیدگاه‌ خود را بنویسید

نشانی ایمیل شما منتشر نخواهد شد. بخش‌های موردنیاز علامت‌گذاری شده‌اند *