سماحة الشيخ محمد تقي الشهيدي الزنجاني (حفظه الله)

سماحة الشيخ محمد تقي الشهيدي الزنجاني (حفظه الله)

عالم من كبار علماء وأساتذة الفقه والأصول في الحوزة العلمية, وهو من أبرز تلامذة شيخ الفقهاء والمجتهدين الراحل آية الله العظمى الميرزا جواد التبريزي ( أعلى الله مقامه) , وكان الشيخ الشهيدي الزنجاني واحداً من أعضاء لجنة الاستفاءات الكفوؤين. و جلسة الاستفاءات التي كانت تنعقد بحضور شخص الميرزا (قدس سره) المستمر – كان يحضرها كذلك مجموعة من تلامذته الأفاضل؛ وكان الشيخ الشهيدي واحداً منهم, حيث كان ممن احتضنهم الشيخ التبريزي برعاية خاصة, وأشار إلى مراتبهم العلمية وأقرّ لهم بالفضل العلمي, وكانت إمكاناته العلمية وسعيه الحثيث في إنجاز العمل قد لفتا نظر الشيخ الميرزا (قدس سره) إليه منذ البداية . وهو من الشخصيات العلمية التي أثنى عليها الميرزا (ره) وباركها, وأشار إلى ما امتاز به الشيخ الشهيدي من فضلٍ جم وعلمٍ غزير, فقد كان – كأستاذه – ذا عقلية ناقدة واستحضار ملتف للنظر للمسائل الفقهية.

حضر الشيخ الشهيدي الزنجاني بعثات الحج السنوية التي كان يرسلها الميرزا آية الله العظمى التبريزي (قدس سره) إلى مكة المكرمة, وكان لحضوره في تلك البعثات أثرٌ مباركٌ؛ حيث كان يعمل على حل المشاكل التي تعترض للحجاج فيما يخص المسائل المتعقلة بأحكام الحج, حيث عُرف عنه تمكّنه الفائق من هظم المسائل الفقهية والإحاطة بها.

وللشيخ الشهيدي الزنجاني اليوم حلقة تدريسية عامة في الفقه والأصول في حوزة قم المشرفة, حيث يعقد مجلس درسه يومياً في المسجد الأعظم في حرم السيدة المعصومة (ع) في المَدْرس الواقع تحت ساعة الحرم الشريف, ويحضر بحثه ثلة من العلماء الأفاضل لينهلوا من نمير علمه وفضله, وامتاز درسه بعمق التحقيق والتتبع لمسائل الفقه والأصول, كما اشتهر عن الشيخ الشهيدي الزنجاني أخلاقه العالية ومعاملته الأبوية لطلابه وحضار بحثه.

تمكّن الشيخ الشهيدي الزنجاني من الإحاطة الكاملة بمباني المحققين من أساتذة الأصول الكبار, فكان يقوم بتحليلها والتعليق عليها, وخصوصاً مباني أستاذ الفقهاء والمجتهدين؛ المرحوم آية الله العظمى السيد أبو القاسم الخوئي >أعلى الله مقامه الشريف< ومباني تلميذيه الكبيرين: الشهيد الصدر, والميرزا التبريزي (قدس سره)ما, فكان بذلك يفيض على طلابه علماً وفضلا جماً.

وبالإضافة الى هذين الدرسين, فللشيخ الشهيدي الزنجاني درس آخر في الفقه يُلقيه باللغة العربية على بعض الفضلاء العرب , وذلك بعد صلاتي المغرب والعشاء, يبحث فيه الفروع والمسائل الفقهية منطلقاً من كتاب العروة الوثقى ببيان عربي فصيح, وقد درّس الشيخ الشهيدي الزنجاني الى اليوم دورة أصولية كاملة, وتم تقريرها بقلمٍ مشرقٍ وبيانٍ جلي,

عُرف عن الشيخ الشهيدي الزنجاني اهتمامه بموضوع المطالعة والتحقيق العلمي, فقد كان يُرى في المجالس العامة وهو منهمك في المطالعة والتتبع.

وبكلمة مختصرة يُمكننا القول بأن الشيخ الشهيدي الزنجاني ثمرة من الثمرات القيّمة للمدرسة الفقهية والأصولية التي أرسى قواعدها آية الله العظمى التبريزي (قدس سره) , كما صرّح هو بذلك في بعض كلماته حيث اعتبر أنه مدين بكل ما حصل عليه من توفيق علمي لتلك الجلسات العلمية والدروس العالية التي استقاها من منبر الراحل العظيم آية الله العظمى الشيخ الميرزا جواد التبريزي أعلى الله مقامه الشريف.