لا شك أنه يتوجب على المؤمن بعد أن تعرّف على كنه الله تعالى وعلى اتصافه يأرقى صفات الكمال من العلم والإرادة والقدرة والعدل والرأفة والرحمة أن يحسن الظن بالله بعنى ان عليه ان يعتقد ان الله لا يظلمه في أي مواقع من المواقع ولا يربد له الا الخير وما فيه وما فيه المصلحة ولذا إذا تأخر المولى في استجابة دعائنا علينا ان نطمئن أن التأخير لصالح العبد فلا نستعجل الإجابة وهكذا في كل أمورنا وقضايانا ولذا أمرتنا الروايات بحسن الظن كما بيّنت لنا أهمية حسن الظن بالله وآثاره في الدنيا والأخرة،كما أكدت أن حسن الظن بالله ليس معناه ومقتضاه ترك العمل والاجتراء على المعاصى اتكالا على رحمة الله بل معناه انه مع العمل لا يتكل على عمله وإنما يرجوا قبوله من فضله وكرمه تعالى ويكون خوفه من ذنبه وقصور عمله لا من ربه، فحسن الظن لا ينافي الخوف بل لابد من الخوف مع انضمام الرجاء وحسن الظن بالله.
فعن أبي جعفر عليه السلام قال: قال رسول الله صلى الله عليه آله: قال الله تبارك وتعالى: لايتكل العاملون على أعمالهم التي يعملونها لثوابي، فأنهم لواجتهدوا و أتعبوا أنفسهم أعمارهم في عبادتي كانوا مقصرين غير بالغين في عبادتهم كنه عبادتي فيما يطلبون عندي من كرامتي والنعيم في جناتي ورفيع الدرجات العلى في جواري ولكن برحمتي فليثقوا وفضلي فليرجوا وإلى حسن الظن بي فليطمئنوا، فإن رحمتي عند ذلك تدركهم، ومني يبلغهم رضواني، ومغفرتي تلبسهم عفوي فإني أنا الله الرحمن الرحيم وبذلك تسميت.
وعن أبي جعفر عليه السلام قال: وجدنا في كتاب علي عليه السلام أن رسول الله صلى الله عليه وآله قال: وهو على منبره والذي لا إله إلا هو ما اعطي مؤمن قط خير الدنيا والآخرة إلا بحسن ظنه بالله ورجائه له وحسن خلقه والكف عن اغتياب المؤمنين والذي لا إله إلا هو لا يعذب الله مؤمنا بعد التوبة والاستغفار إلا بسوء ظنه بالله وتقصيره من رجائه وسوء خلقه واغتيابه للمؤمنين والذي لا إله إلا هو لايحسن ظن عبد مؤمن بالله إلا كان الله عند ظن عبده المؤمن، لان الله كريم، بيده الخيرات يستحيي أن يكون عبده المؤمن قد أحسن به الظن ثم يخلف ظنه ورجاء ه، فأحسنوا بالله الظن وارغبوا إليه.
عن أبي الحسن الرضا عليه السلام قال: أحسن الظن بالله فإن الله عزوجل يقول: أنا عند ظن عبدي المؤمن بي، إن خيرا فخيرا وإن شرا فشرا.
عن سفيان ابن عيينة قال: سمعت أبا عبدالله عليه السلام يقول: حسن الظن بالله أن لا ترجوا إلا الله ولا تخاف إلا ذنبك
————————————————————–
1- لاحظ الروايات في الكافي / الكليني ج2 ص72_74.
لا توجد تعليقات.