رثاء ناصر الزهراء المرجع المقدس
آية الله العظمى الشيخ ميرزا جواد التبريزي قدس سره :
رُوَيدَك يا ناعي الفقاهةَ و الرَّشَد
و لطفاً بآهاتي فقد ضَعُفَ الجَلَد
نعيتَ فقيهاً جَهبَذاً قَلَّ نِدُّهُ
تقيّاً و في الدنيا الدنيِّةِ قد زَهَد
نعيتَ مَعينَ الاجتهادِ و نبعَهُ
و صَرحاً منيعاً للولايةِ لا يُهَدّ
و كان لساناً يَقرَعُ الجهلَ نَيِّرَاً
بعلمٍ و دِينٍ لا يُفَلُّ و لا يُصَدّ
نعيتَ ملاذَ المؤمنينَ و كهفَهم
إذا عَزَّ حامي الدين أو عُدِمَ السند
نعيتَ جواداً للمعارفِ و العُلا
فما شَحَّ بالتعليمِ يوماً و ما اقتَصَد
فخَطَّ بذوقِ الفقهِ “إرشادَ” قائدٍ
و ما أجمَلَ الحامي إذا كان معتَمَد
بِأقوى براهينِ الأدِلَّةِ خَطَّهُ
و سَطَّرَ فيهِ كلَّ نورٍ كما حَشَد
و أبدعَ في بحثِ الأصولِ “دروسَهُ”
مناهجَ فكرِ الألمعيِّ إذا رَفَد
لهُ “طبقاتٌ” في الرجالِ رصينةّ
تُشيرُ إلى مَن عنهُ يُروى و يُعتَمَد
“شعائرُهُ” للمؤمنينَ منارةٌّ
تُزيحُ شكوكَ الجاهلينَ إلى الأبد
و في “فدكِ” الزهراءِ أثبتَ حُجَّةً
مُجلجلةً تحكي الولاءَ الذي اتَّقَد
و لا غروَ فالشيخُ المقَدَّسُ عمرُهُ
على ذِكرِ آلامِ البتولةِ في كَمَد
و أعظمُ ما أشجاهُ تشكيكُ جاهلٍ
يَرومُ رضا الأعداءِ يا بئسَ ما حَصَد
يَروقُ له التشكيكُ في ظُلمِ فاطمٍ
فتَبَّاً لهُ مِمَّا جناهُ و ما أعَدّ
فهَبَّ زعيمُ المؤمنينَ و حصنُهم
لتبديدِ ذا التشكيكِ في صولةِ الأسد
جريءٌ كَمِيٌّ لا يَهابُ مُضَلِّلَاً
و لا شَرَّ أتباعِ المُضِلِّ و مَن عَبَد
إلى أن مضى و الحزن ُ ملأُ فؤادِهِ
لِما حَلَّ بالزهراءِ مِن وَهَنِ الجَسَد
و ما نابها من ظلمِ أهلِ زمانِها
بما لم يَعُد يَخفى ظهوراً على أحد
فسَل بابَها يا صاحِ ما صارَ عندَهُ
و ما حلَّ مِن قتلٍ شنيعٍ على الولد
فقد عُصِرَت بنتُ النبيِّ و أُسقِطَت
و سالت دماءُ الطُهرِ مِن فعلِ شَرِّ يَد
و أوهنها كسرُ الضلوعِ و نزفُها
و ضربُ سياطِ المجرمينَ و لطمُ خَد
فللهِ ما أقسى قلوبَ عداتِها
فكم جرَّعوها من مصائبَ لا تُعَد
لقد أوجعوا بالجُرم ِ قلبَ نبيِّهم
و عند محبي الآلِ قد وَرَّثوا الكَمَد
فأعلِ بعِلِّيينَ أرقى مراتبٍ
لناصرِ بنتِ المصطفى ما لها عَدَد
و هَبنا هِباتِ الطُهرِ في كلٍّ موطنٍ
ففاطمُ خيرُ الذُخرِ و الزادِ و السَنَد
سعيد الدبوس القطيفي
الأربعاء ، ٥ رجب 1437 هـ
لا توجد تعليقات.