الزيارات : 547
التصنيفات : في رثاء الشيخ

في رثاء المقدس الميرزا جواد التبريزي ره
أحـيَـيْــتَ هــامـــدةَ الـبِــلــى وأمَـتَّــنــي***يـالـيـتَ قـبــرَكَ قـبــلَ ضَـمِّــكَ ضَـمَّـنـي 
ياليتـنـي كـنـتُ الـمـوسَّـدَ فـــي الـثــرى***بــل لـيـتَ يـومَـكَ فــي المقـابِـرِ ذَرَّنــي 
يـالــيــتَ جـلــلــكَ الـشــفــاءُ بــثــوبــهِ***وبــثـــوبِ نــازلـــةِ الـمـنــيَّــةِ لــفَّــنــي 
يـالـيـتَ عـمــريَ قـــد حــبــاكَ سِـنـيَّــهُ***ليـتَ الـردى عـن طيـفِ عمـرِكَ مرَّنـي 
يالـيـت عيـنـيَ أُغمِـضـتْ كــي لا تــرى***نــعــشَ الـفـقـاهـةِ للـحـفـائِـرِ يـنـحـنـي 
يـالـيـت مـاتــت أحـرفــي عـــن نعـيـهـا***أنـــــت الـــــذي أحـيَـيـتَـهـا وقـتـلـتـنــي 
ياليتـنـي التفـتـت فـمـا وجــدت ســـوى***وجـــهَ الــســؤالِ الــذاهــلِ الـمـتـلـوّنِ 
مــــــاذا أقــــــول لـمـنــبــرٍ فــارقــتـــهُ***فـدعــاكَ يـــا أبـتــي الــــذي أيتـمـتـنـي 
أنــا حـائــرٌ، أنـــا خـائــفٌ، أنـــا تـائــهٌ***مـن بعـدِ هـديـكَ صـمـتُ فـقـدكَ هـدّنـي 
مـــــاذا أقــــــولُ لــريــشــةٍ أذبَـلـتَــهــا***فـأتــت تـوســلُّ فـــي يـمـيـنـكَ شُــدَّنــي 
لاتُـغــفِ فالـفـتـوى تــنــوحُ بمـبـسـمـي***وتـصـيــحُ يــامـــولاي رزؤكَ شـلَّــنــي 
قد جاء يسألنـي «الصـراط» فلـم أخـل***إلا الــضــيــاعَ أجـــابَــــهُ وأجــابــنـــي 
فــي قُــمَّ قــد صــرخَ التـفـقـهُ والـتُـقـى***رحـــــلَ الأذانُ أيـــــا مـنــابــرُ أذِّنـــــي 
طُــويــت صــــلاةُ عـلـومــهِ فـتـهـدَّجـتْ***أعطـى «الجـوادُ» يـدَ التُـرابِ وردَّنــي

أبـتــاهُ دمـعــي بـعــد يُـتـمـي مــــوردي***فـالـجـفـنُ يــغــرفُ والـتـجـلُّـدُ زمَّــنــي 
هـا قـد مـلأتُ كـؤوسَ صـبـريَ علقـمـاً***وجـرعـتُـهُـا لــكــنَّ صــبــريَ مـجَّـنــي 
ولقـد حملـتُ شجـى الأسـى بمحاجـري***وبــررتـــهُ لــكـــنَّ دمـــعـــيَ عــقَّــنــي 
كـيــف الـسـلـوُّ عـــن الـــذي بعـلـومـهِ***شــرع الطـريـقَ إلــى الـهُـداةِ ودلَّـنــي 
كـيــفَ الـسـلـوُّ عـــن الـــذي بـيـراعِـه***مــن بـيـن هاجـمـة الـلـوابـسِ سـلَّـنـي 
هذا «الصراطُ» إلى «النجاةِ» يقودني***وأنـــا أسـيــرُ ومـــن ثـمــارِكَ أجـتـنـي 
وأطوفُ أحملُ من يراعكَ «منسكـي»***وأخــالُ طـيـفـكَ عـنــد زمـــزمَ حـجَّـنـي 
فـرأيـتـهُ فـــي السـائـلـيـن «مـهـذّبــاً»***ومـصـلِّـيـاً بــيــن الـمـنـاسِــكِ أمَّــنـــي 
ورجعتُ أرنـو «الصالحيـنَ» وراحُهُـم***علُـقَـتْ «بمـنـهـاجِ» الـهـدايـةِ تبـتـنـي 
صـرح الرشـادِ عـلـى طـريـقِ سـلامـةٍ***مــن بـعـد يـومـكَ ظــلَّ يـصـرُخُ أينـنـي 
يــا سـيِّـدي طُــلابُ عـلـمـكَ قـــد أتـــوا***يـبـكـونَ حـولــكَ بالـشـهـيـقِ الألــكــنِ 
حمّـلـتَـهـم آيــــاتِ عـلـمــكَ فـانـحـنــوا***لــــك كالـسـنـابـلِ لـلـجــداولِ تـنـحـنــي 
وجــدوكَ شمـسـاً أشـرقــت بحقـولـهـم***ويــــداً بـنـاصـيــةِ الـخـمـائِــلِ تـنـثـنــي 
تـهــبُ الـحـيــاةَ ودفـئَـهــا لـبـنـيـكَ يــــا***كهـفَ اليتيـمِ وفُسـحـةَ الفـلـقِ السـنِـيْ 
والـيــومَ حـجَّـبــتَ الـغـيــومُ ضـيـائـهـم***والكهـفُ خـرَّ علـى المُـجـارِ المـؤمَـنِ 
فــدعــا ولاهــبــةُ الـمــصــابُ بـقـلـبــهِ***يــــا وارداً حــــوضَ الـمـنـيَّـةِ روِّنــــي 
أرديــتَ قـلـبَ الـديـنِ يــا مُحـيـيـهِ فـــلـ***ـتسمـعـهُ يـنـدبُ عـنـد أحـمــدَ فانـعـنـي

يــــا ســيــدي فلـتـنـعـي عــنــد الــتـــي***بـمـصـابِـهــا وأنـيــنِــهــا أشـجـيـتــنــي 
قــــــد جـئـتــهــا مـتـكـفِّـنــا بـبـكـائــهــا***بالله هــــل قــالــت أحــــافٍ جـئـتـنــي؟ 
بالله كــيــف رأيـتَــهــا فـــــي خُـلــدِهــا***أولـــم تـــزل مـحـزونــة لــــم تـهـتـنـي 
بالله هــــل فــكّــت عِـصـابــةَ عـيـنِـهــا***أم لــم تـــزل فـــوق الجـبـيـنِ الأيـمــنِ 
باللهِ هــل رفـعــت يـــداً عـــن ضلـعِـهـا***أم لــم تــزل فــي صـدرهـا لــم تنـثـنـي 
بالله هــــل جــاءتــك تـحـمــلُ شِــربـــةً***مــن كـوثـرٍ أم هــل أتـتــكَ بمـحـسـنِ؟ 
بالله هـــل قـطـعـت عــتــابَ الــبــاب أم***لـمَّـا تــزل عــن لـومــهِ لـــم تـسـكـنِ؟ 
يــــا بــــابُ تـدريـنــي وديــعــةَ أحــمــدٍ***لـــمَ بـيــن هـاجـمـةِ الـلـئــامِ تـركـتـنـي 
يــا بــابُ تـــدري عـــن فـتــايَ مـكـبـلاً***وأنـــا أصـيــحُ بـحــقِّ أحـمــدَ ضُـمَّـنـي 
لا تـعـتـذر يـــا بـــابُ عــنــد شـكـايـتـي***يــا بـــابُ بالمـسـمـارِ أنـــتَ وكـزتـنـي 
يـا بــابُ قــل لــي عــن خـمـاري أيـنـهُ***يــا بــابُ عــن مُـقَـلِ الأجـانــبِ نـحِّـنـي 
يــا بــابُ أنــت أرعتـنـي، يــا بـــابُ أنـ***ـتَ هتكتـنـي يــا بــابُ أنــت عصرتـنـي 
يـا بـابُ لا يرضـى أبــي … يــا بــاب لا***يـرضــى الـهـزبــرُ فـخـلِّــهِ أو خَـلِّـنــي 
دعـنـي أقـــوم عـــن الـجــدارِ لألـتـقـي***خـدمــي، بـكـاتـي، نـاصــريَّ، وأمِّــــنِ 
يــــاربِ جــــاءكَ نــاصــري فـلـتـرعـهُ***ولــتــرع ديــــنَ مـحــمــدٍ ولـتـرعـنــي

بقلم معتوق المعتوق

التعليقات

لا توجد تعليقات.