في رثاء المقدس الميرزا جواد التبريزي ره
أحـيَـيْــتَ هــامـــدةَ الـبِــلــى وأمَـتَّــنــي***يـالـيـتَ قـبــرَكَ قـبــلَ ضَـمِّــكَ ضَـمَّـنـي
ياليتـنـي كـنـتُ الـمـوسَّـدَ فـــي الـثــرى***بــل لـيـتَ يـومَـكَ فــي المقـابِـرِ ذَرَّنــي
يـالــيــتَ جـلــلــكَ الـشــفــاءُ بــثــوبــهِ***وبــثـــوبِ نــازلـــةِ الـمـنــيَّــةِ لــفَّــنــي
يـالـيـتَ عـمــريَ قـــد حــبــاكَ سِـنـيَّــهُ***ليـتَ الـردى عـن طيـفِ عمـرِكَ مرَّنـي
يالـيـت عيـنـيَ أُغمِـضـتْ كــي لا تــرى***نــعــشَ الـفـقـاهـةِ للـحـفـائِـرِ يـنـحـنـي
يـالـيـت مـاتــت أحـرفــي عـــن نعـيـهـا***أنـــــت الـــــذي أحـيَـيـتَـهـا وقـتـلـتـنــي
ياليتـنـي التفـتـت فـمـا وجــدت ســـوى***وجـــهَ الــســؤالِ الــذاهــلِ الـمـتـلـوّنِ
مــــــاذا أقــــــول لـمـنــبــرٍ فــارقــتـــهُ***فـدعــاكَ يـــا أبـتــي الــــذي أيتـمـتـنـي
أنــا حـائــرٌ، أنـــا خـائــفٌ، أنـــا تـائــهٌ***مـن بعـدِ هـديـكَ صـمـتُ فـقـدكَ هـدّنـي
مـــــاذا أقــــــولُ لــريــشــةٍ أذبَـلـتَــهــا***فـأتــت تـوســلُّ فـــي يـمـيـنـكَ شُــدَّنــي
لاتُـغــفِ فالـفـتـوى تــنــوحُ بمـبـسـمـي***وتـصـيــحُ يــامـــولاي رزؤكَ شـلَّــنــي
قد جاء يسألنـي «الصـراط» فلـم أخـل***إلا الــضــيــاعَ أجـــابَــــهُ وأجــابــنـــي
فــي قُــمَّ قــد صــرخَ التـفـقـهُ والـتُـقـى***رحـــــلَ الأذانُ أيـــــا مـنــابــرُ أذِّنـــــي
طُــويــت صــــلاةُ عـلـومــهِ فـتـهـدَّجـتْ***أعطـى «الجـوادُ» يـدَ التُـرابِ وردَّنــي
أبـتــاهُ دمـعــي بـعــد يُـتـمـي مــــوردي***فـالـجـفـنُ يــغــرفُ والـتـجـلُّـدُ زمَّــنــي
هـا قـد مـلأتُ كـؤوسَ صـبـريَ علقـمـاً***وجـرعـتُـهُـا لــكــنَّ صــبــريَ مـجَّـنــي
ولقـد حملـتُ شجـى الأسـى بمحاجـري***وبــررتـــهُ لــكـــنَّ دمـــعـــيَ عــقَّــنــي
كـيــف الـسـلـوُّ عـــن الـــذي بعـلـومـهِ***شــرع الطـريـقَ إلــى الـهُـداةِ ودلَّـنــي
كـيــفَ الـسـلـوُّ عـــن الـــذي بـيـراعِـه***مــن بـيـن هاجـمـة الـلـوابـسِ سـلَّـنـي
هذا «الصراطُ» إلى «النجاةِ» يقودني***وأنـــا أسـيــرُ ومـــن ثـمــارِكَ أجـتـنـي
وأطوفُ أحملُ من يراعكَ «منسكـي»***وأخــالُ طـيـفـكَ عـنــد زمـــزمَ حـجَّـنـي
فـرأيـتـهُ فـــي السـائـلـيـن «مـهـذّبــاً»***ومـصـلِّـيـاً بــيــن الـمـنـاسِــكِ أمَّــنـــي
ورجعتُ أرنـو «الصالحيـنَ» وراحُهُـم***علُـقَـتْ «بمـنـهـاجِ» الـهـدايـةِ تبـتـنـي
صـرح الرشـادِ عـلـى طـريـقِ سـلامـةٍ***مــن بـعـد يـومـكَ ظــلَّ يـصـرُخُ أينـنـي
يــا سـيِّـدي طُــلابُ عـلـمـكَ قـــد أتـــوا***يـبـكـونَ حـولــكَ بالـشـهـيـقِ الألــكــنِ
حمّـلـتَـهـم آيــــاتِ عـلـمــكَ فـانـحـنــوا***لــــك كالـسـنـابـلِ لـلـجــداولِ تـنـحـنــي
وجــدوكَ شمـسـاً أشـرقــت بحقـولـهـم***ويــــداً بـنـاصـيــةِ الـخـمـائِــلِ تـنـثـنــي
تـهــبُ الـحـيــاةَ ودفـئَـهــا لـبـنـيـكَ يــــا***كهـفَ اليتيـمِ وفُسـحـةَ الفـلـقِ السـنِـيْ
والـيــومَ حـجَّـبــتَ الـغـيــومُ ضـيـائـهـم***والكهـفُ خـرَّ علـى المُـجـارِ المـؤمَـنِ
فــدعــا ولاهــبــةُ الـمــصــابُ بـقـلـبــهِ***يــــا وارداً حــــوضَ الـمـنـيَّـةِ روِّنــــي
أرديــتَ قـلـبَ الـديـنِ يــا مُحـيـيـهِ فـــلـ***ـتسمـعـهُ يـنـدبُ عـنـد أحـمــدَ فانـعـنـي
يــــا ســيــدي فلـتـنـعـي عــنــد الــتـــي***بـمـصـابِـهــا وأنـيــنِــهــا أشـجـيـتــنــي
قــــــد جـئـتــهــا مـتـكـفِّـنــا بـبـكـائــهــا***بالله هــــل قــالــت أحــــافٍ جـئـتـنــي؟
بالله كــيــف رأيـتَــهــا فـــــي خُـلــدِهــا***أولـــم تـــزل مـحـزونــة لــــم تـهـتـنـي
بالله هــــل فــكّــت عِـصـابــةَ عـيـنِـهــا***أم لــم تـــزل فـــوق الجـبـيـنِ الأيـمــنِ
باللهِ هــل رفـعــت يـــداً عـــن ضلـعِـهـا***أم لــم تــزل فــي صـدرهـا لــم تنـثـنـي
بالله هــــل جــاءتــك تـحـمــلُ شِــربـــةً***مــن كـوثـرٍ أم هــل أتـتــكَ بمـحـسـنِ؟
بالله هـــل قـطـعـت عــتــابَ الــبــاب أم***لـمَّـا تــزل عــن لـومــهِ لـــم تـسـكـنِ؟
يــــا بــــابُ تـدريـنــي وديــعــةَ أحــمــدٍ***لـــمَ بـيــن هـاجـمـةِ الـلـئــامِ تـركـتـنـي
يــا بــابُ تـــدري عـــن فـتــايَ مـكـبـلاً***وأنـــا أصـيــحُ بـحــقِّ أحـمــدَ ضُـمَّـنـي
لا تـعـتـذر يـــا بـــابُ عــنــد شـكـايـتـي***يــا بـــابُ بالمـسـمـارِ أنـــتَ وكـزتـنـي
يـا بــابُ قــل لــي عــن خـمـاري أيـنـهُ***يــا بــابُ عــن مُـقَـلِ الأجـانــبِ نـحِّـنـي
يــا بــابُ أنــت أرعتـنـي، يــا بـــابُ أنـ***ـتَ هتكتـنـي يــا بــابُ أنــت عصرتـنـي
يـا بـابُ لا يرضـى أبــي … يــا بــاب لا***يـرضــى الـهـزبــرُ فـخـلِّــهِ أو خَـلِّـنــي
دعـنـي أقـــوم عـــن الـجــدارِ لألـتـقـي***خـدمــي، بـكـاتـي، نـاصــريَّ، وأمِّــــنِ
يــــاربِ جــــاءكَ نــاصــري فـلـتـرعـهُ***ولــتــرع ديــــنَ مـحــمــدٍ ولـتـرعـنــي
بقلم معتوق المعتوق
لا توجد تعليقات.