سماحة الشيخ حسين الشوبائي الجويباري
يعتبر هذا العالم بأخلاقه العالية والمشتهر بتواضعه للصغير والكبير – ثمرة من أهم الثمرات التي أنتجتها المدرسة الفقهية والأصولية التي أسى دعائمها سماحة المرجع الكبير آية الله العظمى الميرزا جواد التبريزي ( أعلى الله مقامه الشريف) فبمجرد أن أنهى الشيخ الجويباري مرحلة السطوح المتعارفة في الحوزة العلمية التحق بدرس الخارج لسماحة الميرزا (قدس سره) وبقي ينهل من نمير علمه لسنوات طويلة, حتى صار اليوم واحداً من العلماء الأفاضل الذين يُشار إليهم بالبنان, حيث تُعقد دروسه في (مدرسة السيد الكلبايكاني الدينية).
ويُعرف عن الشيخ الجويباري تتبعه الحثيث للآراء والنظريات الفقهية والأصولية التي أنتجتها عقول كبار محققي الفقه والأصول, كما اشتهر أيضاً بتحليله العميق لهذه الآراء التي يطرحها إذ يدرسها دراسة علمية دقيقة, وامتاز الشيخ الجويباري بقدرة فائقة على استحضار المسائل الفقهية في المجالس العلمية, مما حدا بالميرزا التبريزي ( قدس سره) إلى أن يجعله واحداً من أعضاء (لجنة الاستفتاءات الفقهية), وكان المرجع الراحل الميرزا التبريزي ( أعلى الله مقامه الشريف ) يحضر هذه الجلسة بصورة مستمرة, وقد أشار (قدس سره) مراراً وتكراراً إلى المكانة العلمية العالية للشيخ الجويباري , ونوّه في أكثر من مناسبة بفضل هذا الأستاذ الجليل, وأولاه عناية خاصة.
وبالإضافة إلى مكانته العلمية المهمة , فقد اتصف الشيخ الجويباري بالأخلاق والتواضع, وهذا واضح لكل من عاشره ورآه, ولذا أقبل الفضلاء على مجلسه متأثرين بسلوكه وشخصيته الفاضلة, ومع هذا وذاك عُرف عن الشيخ الجويباري مواظبته على التوسل بأهل البيت ( عليهم السلام) وقد رآه الناس مراراً عديدة وهو جالس في المجالس التي تُقام للتوسل بأهل البيت ( عليهم السلام ) بتواضعه المعهود, حيث كان يتخذ له زاوية من زوايا المجلس ويجلس فيها, يهتم الشيخ الجويباري بإقامة المأتم السنوي بمناسبة شهادة الصديقة الطاهرة فاطمة الزهراء (عليها السلام) حيث يقام العزاء في بيته (حفظه الله).
وفي الختام لابد من الاعتراف بأن هذا العالم يُعد مفخرة من مفاخر الحوزة العلمية , كما أنه ثمرة من الثمار اليانعة للدرس الفقهي والأصولي المبارك للراحل العظيم, آية الله العظمى الميرزا جواد التبريزي ( أعلى الله مقامه الشريف).