زيارة عاشوراء في كتب الحديث

تُعتبر زيارة عاشوراء من الزيارات المشهورة, فقد ذكرت في مصنفات أجلاء الطائفة على مرِّ العصور, ومنها على سبيل المثال:

۱- كامل الزيارات, لابن قولويه القمي (رحمه الله), من علماء القرن الرابع.

۲- مصباح المتهجد, للشيخ الطوسي (رحمه الله), من علماء القرن الخامس.

۳- المزار الكبير, لمحمد بن جعفر المشهدي(رحمه الله), من علماء القرن السادس.

۴- مصباح الزائر, للسيد علي بن موسى بن طاووس(رحمه الله), من علماء القرن السابع.

۵- فرحة الغري, للسيد عبد الكريم بن أحمد بن طاووس(رحمه الله), من علماء القرن السابع.

۶- منهاج الصلاح, للعلامة الحلي (رحمه الله), من علماء القرن الثامن.

۷- المزار, للشهيد الأول (السيد محمد بن مكي العاملي (رحمه الله), من علماء القرن التاسع.

۸- البلد الأمين, للعلامة تقي الدين إبراهيم الكفعمي (رحمه الله), من علماء القرن العاشر.

۹- «بحار الأنوار», و«تحفة الزائر», و «زاد المعاد», للعلامة المجلسي (رحمه الله), من علماء القرن الحادي عشر.

وذكرت هذه الزيارة المباركة في مصادر أخرى غير هذه التي تقدم ذكرها.

استغناء زيارة عاشوراء عن دراسة السند

يرى الفقيه المقدّس وأستاذ الفقهاء الميرزا جواد التبريزي (قدس سره) أن بعض الزيارات كزيارة عاشوراء وزيارة الجامعة الكبيرة والناحية المقدسة ودعاء التوسل والكساء وأمثالها, لا تحتاج إلى دراسة لأسانيدها؛ لأن هذه الزيارات مشهورة جداً وأصبحت شعاراً للتشيع, كما أن مضامينها وردت في كثير من الروايات الصحيحة, وقد عمل بها أكابر العلماء حتى صارت جزءاً من معتقدات الشيعة. وأيُّ شعارٍ أعظم من الشعار الذي ينادي بمظلوميَّة أهل البيت (عليهم السلام)؟ وزيارة عاشوراء تكفَّلت ببيان الظلم الذي تعرض له أهل البيت (عليهم السلام) واشتملت على لعن ظالميهم ولعن قاتلي أبا عبد الله الحسين (عليه السلام). كما أنها إحياء لواقعة الطف؛ ولذا تجب المحافظة عليها؛ لأن إحياء واقعة كربلاء هو إحياء المذهب الشيعي الذي هو المذهب الحق. ومن المسلَّمات لدى الشيعة الإمامية هو مظلوميّة أهل البيت (عليهم السلام) وخصوصاً الهجوم على بيت علي (عليه السلام) وزوجته بنت الرسالة والصديقة الشهيدة فاطمة الزهراء (عليها السلام) وقتل الإمام الحسين (عليه السلام). أن الوعي بهذه المظلوميّة هو استيعاب لحقيقة الإسلام,كما هو واقع فعلاً فكثير من الذين اطلَّعوا على مظلومية أهل البيت (عليهم السلام) قادهم هذا الاطلاع إلى حقانيّة هذا المذهب فتشيَّعوا. ولذا فإن الشهادة الثالثة التي هي الشهادة لعلي (عليه السلام) بالولاية صارت شعاراً للشيعة ولا يجوز تركها, وأيُّ تقصير في مثل هذه الموارد يعتبر ذنباً غير مغتفر, لأن هذه المعتقدات هي شعارنا ومصادرنا لإثبات حقانيّة مذهب أهل البيت (عليهم السلام).