من الاُمور التي امتاز بها الفقيه المقدس الميرزا التبريزي (ره) استغلال الفرص لتربية وبناء الروح والذات، فعلى الرغم من التقوى والزهد الذي كان يتحلى به الميرزا إلا أنه كان دائم السعي لتربية روحه وبناء ذاته، وما المرجعية إلا امتحان واختبار بنظر الميرزا، لذا فإنه كان كثير الدقة والاحتياط في اُمورها لا سيما في مسألة الحقوق الشرعية بما يحرز معه رضا صاحب العصر والزمان× بتمام المعنى، ويمكن الاشارة إلى تهجده وتوسله آناء الليل في الحرم المطهر، ومسجد الامام الحسن العسكري×، وزيارة أهل القبور، ومناجاته الطويلة كنماذج من برنامج الميرزا في بناء الروح والذات، لقد كان يطلب الرشد الروحي وبناء الذات طوال أيام عمره، يقوم بنصيحة طلاب العلم الشباب إن رآهم أهلاً لذلك.
يقول في ذلك: «على الانسان أن يكون دائم الذكر للموت وأن لا يغفل عن امكانية جبر تقصيره في جنب الله وامكانية ادّخار الزاد ليوم المعاد مادامت هناك فرص ومتسع في العمر، وعلى طلاب العلم الشباب أن يسعوا إلى الوصول إلى مراتب الكمال في زمن شبابهم، ويعجنوا طينتهم بالروحانيات والمعنويات، ويبنون أنفسهم بحيث لايستطيع هوى النفس أن يغويهم ويضلهم، ومن يسعى منهم في سبيل ذلك فإن الله حليفه وناصره ومن هذا دأبه سيكون التوفيق الالهي من نصيبه ويصل إلى مرتبة عليا».