استفتاءات الميرزا (ره) حول ظلامات الصديقة الشهيدة فاطمة الزهراء (س)

استفتاءات المرجع الراحل آية الله العظمى الميرزا جواد التبريزي(ره)

حول ظلامات الصديقة الشهيدة فاطمة الزهراء (سلام الله عليها)

 

عظمة السيدة فاطمة الزهراء (علیها السلام) ومنزلتها
سؤال: هل هناك خصوصية للزهراء (عليها السلام) في خلقتها، وبالنسبة للمصائب التي جرت عليها بعد أبيها (صلى الله عليه وآله وسلم) من ظلم القوم لها، وكسر ضلعها واسقاط جنينها، ما رأيكم بذلك؟
جواب: نعم، فان خلقتها كخلقة سائر الائمة (سلام الله عليهم أجمعين) بلطف من الله سبحانه وتعالى، حيث ميزهم في خلقهم عن سائر الناس، بما أنه يعلم أنهم يعبدون الله ويخلصون الطاعة له، وخصص في خلقتهم خصيصة يمتازون بها عن سائر الخلق، كما يشهد بذلك خلقه عيسى (عليه السلام) حيث تكلم وهو في المهد، (قال اني عبد الله آتاني الكتاب وجعلني نبيا). وكانت فاطمة (عليها السلام) في بطن أمها محدثة، وكانت تنزل عليها الملائكة بعد وفاة الرسول (صلى الله عليه وآله وسلم)، ويشهد بذلك الروايات المتعددة، منها صحيحة أبي عبيدة عن أبي عبد الله (عليه السلام) قال: ان فاطمة (عليه السلام) مكثت بعد رسول الله (صلى الله عليه وآله وسلم) خمسة وسبعين يوما، وكان دخلها حزن شديد على أبيها، وكان يأتيها جبرئيل (عليه السلام) فيحسن عزاءها على أبيها، ويطيب نفسها، ويخبرها عن ابيها ومكانه، ويخبرها بما يكون بعدها في ذريتها، وكان علي (عليه السلام) يكتب ذلك، وكذا غيرها من الروايات الواردة في المقام.
وأما ما جرى عليها من الظلم فهو متواتر اجمالا، فان خفاء قبرها (عليها السلام) إلى يومنا هذا، ودفنها ليلا بوصية منها شاهدان على ما جرى عليها بعد أبيها، مضافا لما نقل عن أمير المؤمنين علي بن أبي‌طالب (عليه السلام) من الكلمات (في الكافي ج 1 ـ ح 3 ـ باب مولد الزهراء (عليها السلام) من كتاب الحجة) حال دفنها قال: (وستنبئك ابنتك بتظافر امتك على هضمها، فأحفها السؤال واستخبرها الحال، فكل من غليل معتلج بصدرها لم تجد إلى بثة سبيلا، وستقوله ويحكم الله وهو خير الحاكمين) وقال (عليه السلام): (فبعين الله تدفن ابنتك سرا، وتهضم حقها، وتمنع ارثها جهرا، ولم يتباعد العهد، ولم يخلق منك الذكر، والى الله يا رسول الله المشتكى). (وح2 من نفس الباب) بسند معتبر عن الكاظم (عليه السلام) قال: ان فاطمة (عليها السلام) صديقة شهيدة، وهو ظاهر في مظلوميتها وشهادتها، ويؤيده أيضا ما في البحار (ج 43 باب 7 رقم 11) عن دلائل الامامة للطبري بسند معتبر عن الصادق (عليه السلام): (… وكان سبب وفاتها أن قنفذا مولى الرجل لكزها بنعل السيف بأمره فأسقطت محسنا.

 

ظلامات السيدة فاطمة الزهراء (علیها السلام)
سؤال: لقد ناقشني أحد الأُخوة حول مظلومية الزهراء (سلام الله عليها) وكسر ضلعها فقال: إن كسر الضلع لم يثبت عن طريق الأئمة (عليهم السلام)، ما هو رأيكم؟
جواب؛ مظلومية الزهراء (سلام الله عليها) من المسلّمات وأوضح دليل على ذلك : أنها أوصت بدفنها ليلاً، لئلا يحضر جنازتها مَن ظلمها، وإخفاء قبرها، واللّه العالم.

 

سؤال: ما هو نظركم بالشخص الذي يقول انی لا اتفاعل بشأن كسر الضلع وضرب فاطمة و ما جری علیها من المصائب (سلام الله عليها) ؟
جواب؛ للمصائب التي جرت عليها بعد أبيها (ص) من المسلّمات و متواتر اجمالا و من جملتها كسر ضلعها و عصرها بین الباب و الجدار و ضربها و لطمها على خدها، واسقاط جنينها و…. والله الهادی الی سواء السبیل.

 

سؤال: ما هو نظركم للشخص الذي يقول بشأن كسر الضلع وضرب فاطمة (سلام الله عليها) بأنـي رسمت علامة استفهام على أساس التحليل التاريخي وقارنها بظلم أميركا وإسرائيل على المسلمين وأنها ليست بأكثر من ذلك؟
جواب؛ الدليل على ما جرى عليها من المصائب المذكورة في الكتب مضافاً الى ما قاله الامام موسى بن جعفر (عليهما السلام) في الحديث الصحيح: «إن فاطمة صديقة شهيدة» ما تقدم في الأجوبة السابقة من أنها أوصت بدفنها ليلاً وتجهيزها سراً وإخفاء قبرها فليقرأ المفصل من هذا المجمل، والله العالم

 

سؤال: هل مصائب الزهراء (سلام الله علیها) ثابتة عند الشيعة من ضربها وعصرها وكسر ضلعها وإسقاط جنينها؟
جواب: للمصائب التي جرت عليها بعد أبيها (ص) من مسلّمات المذهب ومن جملتها ضربها وعصرها وكسر ضلعها وإسقاط جنينها والله الهادي إلى سواء السبيل.

 

سؤال: هل الظلامات التي تعرضت لها أمّ الأئمة الأطهار فاطمة الزهراء (سلام الله عليها) من قبل الحاكمين في ذلك الوقت مثل: (غصبهم فدكاً، والهجوم على دارها، وكسر ضلعها، وإسقاط الجنين المحسن بن علي (عليه السلام)، ولطمها على خدها، ومنها البكاء على فقد أبيها رسول اللّه (صلى الله عليه و آله)، وما إلى ذلك من ظلامات) لها ارتباط بصميم عقائدنا من التوحيد والنبوة والإمامة والمعاد… أم لا؟
جواب؛ إنّ ما ثبت من الظلامات الكثيرة التي جرت على الصدّيقة الزهراء فاطمة (سلام الله عليها) لها مساس تام بالولاية التي هي الركن الخامس من أركان الإسلام، وهو صريح عدة من النصوص المعتبرة منها صحيح زرارة عن أبي جعفر (عليه السلام): «بُني الإسلام على خمسة أشياء: على الصلاة والزكاة والحج والصوم والولاية». ويظهر مساس هذه الظلامات بالولاية لمن تأمل وتمعّن في ملابسات هذه الحوادث ودوافعها، واللّه العالم.

 

سؤال: هل صحيح أن ما جرى على السيدة فاطمة الزهراء يعتبر من صميم العقيدة، بحيث لو لم أعتقد أن السيدة الزهراء (عليها السلام) لم يسقط جنينها ولم ينبت المسمار في صدرها، إلى غير ذلك ممّا يتردد على لسان الخطباء، يضرّ ذلك بعقيدتي، أم يعتبر ذلك حدثاً تاريخياً؟
جواب؛ بعد ورود الروايات، ومنها الصحيحة، بأن الزهراء (عليها السلام) شهيدة، فالاعتقاد بذلك يعتبر من صميم عقيدة الشيعة. وكيف لا يكون كذلك، وقد جهزّت ليلاً واُخفي قبرها ولم يحضر تجهيزها غير عدد قليل، لعله لا يبلغ عدد الأصابع، من خاصتها وشيعة بعلها أمير المؤمنين علي عليه وعليها السلام. واللّه المستعان ولا حول ولا قوة إلاّ باللّه، وهو الهادي إلى الرشد والصواب.

 

سؤال: هل بكاء الزهراء (عليها السلام) ليلا ونهارا (كما ورد في بعض الروايات) وكذلك بكاء الامام زين العابدين (عليه السلام) أمر ثابت أم لا؟
جواب: ليس المراد ببكاء الزهراء (عليها السلام) ليلا ونهارا استيعاب البكاء لتمام أوقاتها الشريفة، بل هو كناية عن عدم اختصاصه بوقت دون آخر.
كما أن البكاء اظهارا للرحمة والشفقة لا ينافي التسليم لقضاء الله وقدره، والصبر عند المصيبة، فقد بكى النبي يعقوب (عليه السلام) على فراق ولده يوسف حتى ابيضت عيناه من الحزن، كما ذكر في القرآن، مع كونه نبيا معصوما.
وبكاء الزهراء (عليها السلام) على ابيها كما كان أمرا وجدانيا لفراق أبيها المصطفى (صلى الله عليه وآله وسلم) فقد كان اظهارا لمظلوميتها ومظلومية بعلها (عليها السلام) وتنبيها على غصب حق امير المؤمنين (عليه السلام) في الخلافة، وحزنا على المسلمين من انقلاب جملة منهم على اعقابهم، كما ذكر في الآية المباركة في (أفإن مات أو قتل انقلبتم على أعقابكم) بحيث ذهبت أتعاب الرسول (صلى الله عليه وآله وسلم) في تربية بعض المسلمين سدى.
كما أن البكاء على الحسين (عليه السلام) من شعائر الله، لأنه إظهار للحق الذي من أجله ضحى الحسين (عليه السلام) بنفسه، وإنكار للباطل الذي أظهره بنو أمية، ولذلك بكى زين العابدين (عليه السلام) على أبيه مدة طويلة، إظهارا لمظلومية الحسين (عليه السلام) وانتصارا لأهدافه.
ولا يخفى أن بكاء الزهراء وزين العابدين (عليه السلام) فترة طويلة من المسلمات عند الشيعة الامامية.

 

مصحف السیدة فاطمة الزهراء (علیها السلام)
سؤال: اُريد أن أسأل سماحتكم عن مصير مصحف فاطمة في الوقت الحاضر؟
جواب؛ ما نعرفه أنه ورد في بعض الروايات المعتبرة عن أهل البيت (عليهم السلام)قولهم: وعندنا مصحف فاطمة (عليها السلام)، واللّه العالم.

 

سؤال: هل يوجد مصحف الزهراء (عليها السلام) إلى الآن، وأين؟ وهل هو موجود تحت عنوان جديد من الكتب المطبوعة؟ فأنا أريد الاطلاع عليه لأن الروايات ذكرت فيه علماً جماً ولا يوجد فيه شيء من الحلال والحرام.
جواب؛ على ما ورد في الروايات أنه موجود عند الأئمّة (عليهم السلام) واحد بعد الآخر وهو موجود عند صاحب الأمر (عجل اللّه تعالى فرجه الشريف)، والله العالم.

 

سؤال: ما هو المراد بمصحف فاطمة (عليها السلام)؟
التبريزي: المراد بمصحف فاطمة (عليها السلام) ما ورد في الروايات المعتبرة في الكافي (أن ملكا من الملائكة كان ينزل على الزهراء (عليها السلام) بعد وفاة أبيها، ويسليها ويحدثها بما يكون من الامور، وكان علي (عليه السلام) يكتب ذلك الحديث فسمي ما كتب مصحف فاطمة (عليها السلام)، فهو ليس قرآنا كما توهم، ولا كتابا مشتملا على الأحكام، فإن هذا التوهم مخالف للنصوص. ولا غرابة في حديث الملائكة مع الزهراء (عليها السلام) فقد ذكر القرآن أن الملائكة حدثت مريم ابنة عمران (واذ قالت الملائكة يا مريم ان الله اصطفاك وطهرك) ومن المعلوم أفضليه الزهراء على مريم ابنة عمران، كما ورد في النصوص المعتبرة، من أن مريم سيدة نساء عالمها، وأن فاطمة سيدة نساء العالمين.

 

السيدة فاطمة الزهراء (علیها السلام) ولیلة ‌القدر
سؤال: قال تعالى: (إنا أنزلناه في ليلة القدر * وما أدراك ما ليلة القدر)، هناك رواية في بحار الانوار عن الامام الصادق (عليه السلام) هي أن الزهراء (عليها السلام) هي ليلة القدر، فمن عرف الزهراء فقد أدرك ليلة القدر، هناك أحد الخطباء يقول: ليس هناك أي شخص يعرف مكانة ليلة القدر حتى الرسول (صلى الله عليه وآله وسلم)، حيث إنّ تعليله بقوله الجليل (وما أدراك)، فما رأي سماحتكم في تفسير الآية؟ وهل قول الخطيب صحيح؟ فإن كان صحيح فهذا يعني أن الرسول (صلى الله عليه وآله وسلم) لم يدرك ليلة القدر؟
جواب؛ لما كانت السيدة الزهراء (عليها السلام) جامعة لعلوم القرآن وكانت ليلة القدر ظرفاً لنزول القرآن صح القول بأن الزهراء (عليها السلام)هي ليلة القدر، والله العالم.

 

سؤال: ما معنى أن فاطمة الزهراء (عليها السلام) هي ليلة القدر، أو أن من عرفها عرف ليلة القدر وهل المعنى سائر في سائر المعصومين، أم لها خصوصية (عليها السلام)؟ ما هي الحكم في ارتباط الزيارات (لليالي القدر ـ والعيد) أو غيرها بالإمام الحسين (عليه السلام)؟
جواب؛ الظاهر من الرواية أنها تُشبِّه الزهراء (عليها السلام) بليلة القدر، فكما لا ينبغي للصائم أن تفوته ليلة القدر ويهتم بالأعمال الخاصة وأجر هذه الأعمال، كذلك لا ينبغي للمؤمن أن ينسى ظلامة الزهراء (عليها السلام)ومصائبها، ونشر ظلامتها وأحزانها وفضائلها حتّى يحصل على أجر الولاية. وثواب حبه للزهراء بعينه يجري في التأكيد على زيارة الحسين (عليه السلام) في المناسبات الدينية المقررة، واللّه العالم.

 

عيد الزهراء (علیها السلام)
سؤال: كثر الحديث في الآونة الأخيرة عن عيد الزهراء (عليها السلام)، أرجو إعلامنا بمدى مصداقية هذا العيد، وما هي حقيقته، مع العلم أن السيدة فاطمة (عليها السلام) قد توفيت بعد رحيل الرسول الأعظم (صلى الله عليه وآله) بأشهر قليلة؟ وإذا كان عيد الزهراء فرحاً بموت أحد، فلماذا زوّج الإمام علي (عليه السلام) ابنته أُم كلثوم لعمر إذاً؟
جواب؛ هذا الأمر معروف عند الشيعة وله وجوه متعددة،
منها: أن في هذا اليوم توّج الإمام المهدي (عجل اللّه تعالى فرجه الشريف) بالإمامة بعد وفاة والده الإمام الحسن العسكري في اليوم الثامن من شهر ربيع الأول، وهو المنتقم من أعداء الزهراء (عليها السلام) وأعداء الدين، والموكل بإقامة دولة الحق.
ومنها: أن في هذا اليوم قتل عمر بن سعد قاتل الحسين (عليه السلام)، كما في بعض المنقولات التاريخية. وعلى كل حال، فهو يوم فرح للشيعة عامة وأهل البيت (عليهم السلام) خاصة، وأما تزويج الإمام أمير المؤمنين (عليه السلام) ابنته من عمر، فقد ناقش بعض العلماء في أصل تحقق هذا الزواج وكتبوا فيه كتباً مستقلة، وبعضهم وجه ذلك على فرض تحققه بأنه من باب التقية، وقد عمل الإمام أمير المؤمنين (عليه السلام) بوظيفته. ويؤيد ذلك ما ورد عن الإمام الصادق (عليه السلام)بأنه قال: «ذلك فَرْجٌ غصبناه عليه». وسائل الشيعة 20 : 561، الباب 12، الحديث 2. والحديث مفصل لا يسعنا التعرض إلى المزيد عن ذلك، واللّه العالم.

 

ومسائل أخرى….
سؤال: سمعت رواية تنقل عن بعض المعصومين أن الزهراء (عليها السلام) حجة على الكونين أو على العالمين ثمّ قال المعصوم (عليه السلام)وكذلك هي حجة علينا . . . ما مدى صحة هذا الحديث؟ وما هي الوجوه المحتملة على تقدير قوله حجة علينا؟
جواب؛ بما أن فاطمة الزهراء (عليها السلام) معصومة فقولها وفعلها وتقريرها مما يحتج الإمام (عليه السلام) به خصوصاً صبرها على المصائب في سبيل الدين، والله العالم.

 

سؤال: هل يجوز أن أزور السيدة فاطمة (عليها السلام) هكذا: السلام على الفاطرة والسلام على الطاهرة؟
بسمه تعالى؛ للزهراء سلام اللّه عليها زيارة منقولة معروفة، وهي تغني عن سائر الزيارات، وفقنا اللّه وإياكم لزيارتها وشفاعتها.

 

سؤال: هل تشترط الموالاة في تسبيحة الزهراء (عليها السلام)؟
جواب؛ تسبيح الزهراء (عليها السلام) عمل واحد والظاهر من العمل الواحد الموالاة في أجزائه إلاّ أن يقوم دليل على عدمه كغسل الجنابة وغيره، والله العالم.

 

سؤال: هل يجوز الاعتقاد بأن الصديقة الطاهرة السيدة الزهراء (عليها السلام) تحضر بنفسها في مجالس النساء في آن واحد، في مجالس متعددة بنفسها ودمها ولحمها؟
جواب: الحضور بصورتها النورية في أمكنة متعددة في زمان واحد، لا مانع منه، فان صورتها النورية خارجة عن الزمان والمكان، وليست جسما عنصريا ليحتاج إلى الزمان والمكان، والله العالم.

دیدگاه‌ خود را بنویسید

نشانی ایمیل شما منتشر نخواهد شد. بخش‌های موردنیاز علامت‌گذاری شده‌اند *