کربلا – مدرس آیت الله العظمی میرزا جواد تبریزی ره http://portal.tabrizi.org Sun, 07 Feb 2010 07:10:29 +0000 fa-IR hourly 1 https://wordpress.org/?v=6.6.2 أربعينية الإمام الحسين (ع) http://portal.tabrizi.org/?p=1527 http://portal.tabrizi.org/?p=1527#respond Sun, 07 Feb 2010 07:10:29 +0000 http://tabrizi.org/ar/?p=1527 لقد جاهد الإمام الحسين (عليه السلام) أيّما جهاد، وأبلى بلاءً حسناً حتى استشهد، وبعث برأسه الشريف الى الشام مع سبايا آل الرسول (سلام الله عليه)، ثم عاد ركب السبايا في الأول من صفر سنة (۶۱) هـ. وفي الطريق وكما في (المنتخب): فقلن النساء له: بحقّ الله عليك إلاّ ما عرجت بنا الى طريق كربلاء.

ففعل ذلك مسؤول الركب حين وصل الى تلك البقعة، وكان قدومهم الى ذلك المصرع في يوم العشرين من شهر صفر، فوجدوا الصحابي الجليل جابر بن عبد الله الأنصاري وجماعة من نساء بني هاشم هنالك.

وتلاقوا في وقت واحد، فأخذوا بالنوح والبكاء وإقامة المآتم الى ثلاثة أيام.

وقال صاحب (الأصل): (واجتمع اليهم نساء أهل السواد، فخرجت زينب (عليها السلام) في الجمع… وخرجت اُم كلثوم لاطمة الخدّين…).

فالحق أن تقام الذكرى هذه في كل عام، وتبكي العيون بدل الدموع دماً. ومن ثم أمر الإمام زين العابدين (عليه السلام) بشدّ رحاله، فشدّوها، فصاحت سكينة بالنساء لتوديع قبر أبيها، فدارت حوله وبكت بكاءً شديداً، ثم قفّلوا راجعين الى مدينة جدّهم المدينة المنورة، بعد أن ألحقوا رؤوس الشهداء بجثامينها، حيث كان الإمام زين العابدين (عليه السلام) يعرف المواضع.

ولقد بكى الإمام السجاد (عليه السلام) أربعين سنة على مصيبة الإمام الحسين (عليه السلام)، وكان الإمام الصادق (عليه السلام) بيكي لتذكّر هذه المصيبة، ويطلب من الشعراء إنشاد الشعر بذلك ويبكي. وكان الإمام الكاظم (عليه السلام) إذا دخل شهر محرم لايرى ضاحكاً، وكانت الكآبة تعلوه.

وقال الإمام الرضا (عليه السلام): (إنّ يوم الحسين أقرح به جفوننا وأرسل دموعنا، وأورثنا الكرب والبلاء الى يوم الانقضاء).

وقد حثّوا شيعتهم ومحبيهم وأتباعهم على إقامة الذكرى لهذه الفاجعة الأليمة في كل عام.

فضل زيارة الأربعين:

لقد روي عن الإمام الحسن العسكري (عليه السلام) أنّه قال: (علامات المؤمن خمس: صلاة إحدى وخمسين، وزيارة الأربعين، والتختم في اليمين، وتعفير الجبين، والجهر ببسم الله الرحمن الرحيم)(۱).

وقال عطا: كنت مع جابر بن عبد الله الأنصاري يوم العشرين من صفر، فلما وصلنا الغاضرية اغتسل في شريعتها ولبس قميصاً كان معه طاهراً، ثم قال لي: أمعك من الطيب يا عطا؟ قلت: معي سُعد، فجعل منه على رأسه وسائر جسده. ثم مشى حافياً حتى وقف عند رأس الحسين (عليه السلام)، وكبّر ثلاثاً ثم خرّ مغشياً عليه، فلما أفاق سمعته يقول: السلام عليكم يا آل الله… فبينا هم إذا بسواد قد طلع عليهم من ناحية الشام، فقال جابر لعبده: انطلق الى هذا السواد وائتنا بخبره… فمضى العبد فما أسرع أن رجع وهو يقول: يا جابر, قم واستقبل حرم رسول الله (صلوات الله تعالى عليه)، هذا زين العابدين (عليه السلام) قد جاء بعمّاته وأخواته. فقام جابر يمشي حافياً، مكشوف الرأس، الى أن دنا من الإمام زين العابدين (عليه السلام)، فقال الإمام (عليه السلام): (أنت جابر، فقال: نعم، يا بن رسول الله، فقال: يا جابر ها هنا والله قتلت رجالنا، وذبحت أطفالنا وسبيت نساؤنا، وحرقت خيامنا).

وفي كتاب (اللهوف): (إنهم توافوا قبر الحسين (عليه السلام) في وقت واحد، وتلاقوا بالبكاء والحزن، وأقاموا المأتم واجتمع عليهم أهل ذلك السواد، وأقاموا على ذلك أياماً).

ثم عادوا الى مدينة الرسول الأعظم جدّهم (صلوات الله تعالى عليه) وهم في حال أليمة.

(۱) بحار الأنوار ۱۰۱ : ۳۲۹٫

]]>
http://portal.tabrizi.org/?feed=rss2&p=1527 0