من – مدرس آیت الله العظمی میرزا جواد تبریزی ره http://portal.tabrizi.org Wed, 08 Jan 2014 07:24:48 +0000 fa-IR hourly 1 https://wordpress.org/?v=6.6.2 من التراث المعرفيّ للامام حسن العسكري عليه السلام http://portal.tabrizi.org/?p=3052 Wed, 08 Jan 2014 07:24:48 +0000 http://ar.tabrizi.org/?p=3052

۱- عن أبي منصور الطبرسي مسنداً قال: حدثنا أبو محمّد الحسن بن علي العسكري عليهما السلام، قال: حدثني أبي عن آبائه عليهم السلام عن رسول الله صلى الله عليه وآله انه قال: أشد من يتم اليتيم الذي انقطع من اُمّه وأبيه يتم يتيم انقطع عن إمامه ولا يقدر على الوصول إليه ولا يدري كيف حكمه فيما يبتلي به من شرائع دينه، ألا فمن كان من شيعتنا عالماً بعلومنا، وهذا الجاهل بشريعتنا المنقطع عن مشاهدتنا يتيم في حجره، ألا فمن هداه وأرشده وعلمه شريعتنا كان معنا في الرّفيق الأعلى۱٫

۲- وعنه عليه السلام قال: قال جعفر بن محمّد الصادق عليهما السلام: علماء شيعتنا مرابطون في الثغر الذي يلي إبليس وعفاريته، يمنعوهم عن الخروج على ضعفاء شيعتنا وعن أن يتسلط عليهم إبليس وشيعته والنواصب. ألا فمن انتصب لذلك من شيعتنا كان أفضل ممن جاهد الروم والترك والخزر ألف ألف مرة لأنه يدفع عن أديان محبينا وذلك يدفع عن أبدانهم۲

۳- وعنه عليه السلام بالاسناد المتقدم قال: قال موسى بن جعفر: فقيه واحد ينقذ يتيماً من أيتامنا المنقطعين عنا وعن مشاهدتنا بتعليم ما هو محتاج إليه أشد على إبليس من ألف عابد، لأن العابد همّه ذات نفسه فقط وهذا همه مع ذات نفسه ذوات عباد الله وامائه لينقذهم من يد إبليس ومردته، فلذلك هو أفضل عند الله من ألف عابد وألف ألف عابدة۳٫

۴- وعنه عليه السلام قال: قال علي بن موسى الرضا عليهما السلام: يقال للعابد يوم القيامة: “نعم الرجل كنت همتك ذات نفسك وكفيت مؤنتك فادخل الجنة”، ألا ان الفقيه من أفاض على الناس خيره وأنقذهم من أعدائهم ووفر عليهم نعم جنان الله تعالى وحصل لهم رضوان الله تعالى. ويقال للفقيه: يا أيها الكافل لأيتام آل محمد الهادي لضعفاء محبيهم ومواليهم قف حتى تشفع لكل من أخذ عنك أو تعلم منك، فيقف فيدخل الجنة معه فئاماً وفئاماً وفئاماً- حتى قال عشراً- وهم الذين أخذوا عنه علومه وأخذوا عمن أخذ عنه وعمن أخذ عمن أخذ عنه إلى يوم القيامة، فانظروا كم صرف ما بين المنزلتين۴٫

۵- بهذا الاسناد، عنه عليه السلام قال: قال محمد بن علي الجواد عليهما السلام: من تكفل بأيتام آل محمّد المنقطعين عن إمامهم المتحيرين في جهلهم الأسارى في أيدي شياطينهم وفي أيدي النواصب من أعدائنا فاستنقذهم منهم وأخرجهم من حيرتهم وقهر الشياطين برد وساوسهم وقهر الناصبين بحجج ربهم ودلائل أئمتهم، ليحفظوا عهد الله على العباد بأفضل الموانع بأكثر من فضل السماء على الأرض والعرش والكرسي والحجب على السماء، وفضلهم على العباد كفضل القمر ليلة البدر على أخفى كوكب في السماء.

۶- بهذا الاسناد عنه عليه السلام قال: قال علي بن محمّد عليهما السلام لولا من يبقى بعد غيبة قائمكم عليه السلام من العلماء الداعين إليه والدالين عليه والذابين عن دينه بحجج الله والمنقذين لضعفاء عباد الله من شباك إبليس ومردته ومن فخاخ النواصب لما بقي أحد إلاّ إرتدّ عن دين الله، ولكنهم الذين يمسكون أزمة قلوب الشيعة كما يمسك صاحب السفينة سكانها، اولئك هم الأفضلون عند الله عزوجل۵٫

من تراثه الكلامي عليه السلام

التوحيد في نصوص الإمام العسكري عليه السلام

۱- روى الكليني، مسنداً عن يعقوب بن إسحاق قال: كتبت إلى أبي محمّد عليه السلام أسأله: كيف يعبد العبد ربه وهو لا يراه ؟ فوقّع عليه السلام: ياأبا يوسف جلَّ سيّدي ومولاي والمنعم عليّ وعلى آبائي أن يُرى. قال: وسألته: هل رأى رسول الله صلى الله عليه وآله ربّه ؟ فوقّع عليه السلام: إنَّ الله تبارك وتعالى أرى رسوله بقلبه من نور عظمته ما أحبَّ۶٫

۲- وروى عن سهل، قال: كتبت إلى أبي محمّد عليه السلام سنة خمس وخمسين ومائتين: قد اختلف ياسيّدي أصحابنا في التوحيد، منهم من يقول: هو جسم ومنهم من يقول: هو صورةٌ، فإن رأيت ياسيّدي أن تعلّمني من ذلك ما أقف عليه ولا أجوزه فعلت متطوّلاً على عبدك.

فوقّع بخطّه عليه السلام: سألت عن التوحيد وهذا عنكم معزول، الله واحد أحدٌ، لم يلد ولم يولد ولم يكن له كفواً أحد، خالقٌ وليس بمخلوق تبارك وتعالى ما يشاء من الأجسام وغير ذلك وليس بجسم، ويصوّر ما يشاء وليس بصورة جلَّ ثناؤه وتقدست أسماؤه أن يكون له شبه، هو لا غيره، ليس كمثله شيء وهو السميع البصير۷٫

 

 

———————————————————————-

۱- الاحتجاج: ۱ / ۶٫
۲- لاحتجاج: ۱ / ۸٫
۳- الاحتجاج: ۱ / ۸٫
۴- الاحتجاج: ۱ / ۹٫
۵- الاحتجاج: ۱ / ۹٫
۶- الاحتجاج: ۱ / ۹٫
۷- الكافي: ۱ / ۹۵ والتوحيد: ۱۰۸٫

]]>
من وصايا الإمام الصادق ( ع ) http://portal.tabrizi.org/?p=11748 http://portal.tabrizi.org/?p=11748#respond Wed, 08 Jan 2014 05:55:55 +0000 http://tabrizi.org/ar/?p=1026 ما أكثر الغالي من نصائحه والثمين من وصاياه ، فإنّه ( عليه السلام ) لم يترك نهجاً للنصح إِلاّ سلكه ، ولا باباً للإرشاد إِلاّ ولَجه ، وفي هذا المضمار نذكر بعض وصاياه ( عليه السلام ) .

۱ـ قال ( عليه السلام ) : ( مَن أُعطِيَ ثَلاثاً لم يُمنَع ثلاثاً ، مَن أُعطِيَ الدعاءَ أُعطِيَ الإِجَابة ، ومَن أُعطِيَ الشكرَ أُعطِيَ الزيادة ، ومَن أُعطِيَ التوكُّلَ أُعطِيَ الكفاية ) .

ثمّ قال ( عليه السلام ) : ( أَتَلَوْتَ كتاب الله عزَّ وجلَّ : ( ادْعُونِي أَستَجِبْ لَكُمْ ) ، وقال : ( وَلَئِنْ شَكَرْتُمْ لأَزِيْدَنَّكُمْ ) ، وقال : ( وَمَنْ يَتَوَكَّلُ عَلى اللهِ فَهُوَ حَسبُهُ ) .

۲ـ قال ( عليه السلام ) : ( إِذَا أرادَ أحدُكُم ألاَّ يَسأَل اللهَ شيئاً إِلا أَعطَاهُ فَلْيَيأَس مِن النَّاسِ كُلِّهِم ، وَلا يَكُون لَهُ رجاءً إِلاّ عِند الله ، فَإِذا عَلِمَ اللهُ عزَّ وجلَّ ذلك مِن قَلبِهِ لم يَسأل اللهَ شيئاً إِلاّ أَعطَاهُ ) .

۳ـ قال ( عليه السلام ) : ( اِسمَعوا مِنِّي كَلاماً هُوَ خَير مِن الدُهم المُوَقَّفة ، لا يتكلّمُ أَحَدُكم بِمَا لا يَعنِيه ، وَلْيَدَع كَثيراً مِن الكلامِ فِيما يَعنِيه ، حَتّى يَجِدَ له موضعاً ، فَرُبَّ مُتكلِّمٍ في غير موضِعِه جَنَى على نفسِه بكلامه ، ولا يُمارِيَنَّ أحدكم سَفيهاً ولا حليماً ، فإنَّ مَن مَارَى حَليماً أقصَاه ، ومَن مَارَى سَفِيهاً أرداه ، واذكُروا أخَاكم إِذَا غاب عنكم بِأَحسَنِ مَا تُحبُّونَ أن تُذكروا بِهِ إِذا غِبتُم ، واعمَلُوا عمل من يَعلمُ أَنَّه مُجازَى بِالإِحسَان ) .

۴ـ قال ( عليه السلام ) : ( إِذا خَالطتَ النَّاسَ فَإنِ استطعتَ ألاَّ تُخالطَ أحداً مِنهُم إِلاَّ كَانت يَدَك العُليَا عليه فافعل ، فإنَّ العبدَ يكون فيه بعضُ التقصيرِ مِن العِبادة ، وَيَكون له حُسن الخُلق ، فَيُبلِغُهُ اللهُ بِخُلقهِ درجةَ الصائمِ القائم ) .

۵ـ قال ( عليه السلام ) للمفضَّل بن عمر الجعفي : ( أوصيك بِسِتِّ خِصالٍ تُبَلِّغُهُنَّ شيعتي ) .

قال : وما هي يا سيّدي ؟

فقال ( عليه السلام ) : ( أَداءُ الأمانةِ إِلَى من ائْتَمَنَكَ ، وَأَن تَرضى لأَخِيكَ مَا تَرضَى لِنَفسِكَ ، واعلَم أنَّ للأُمُور أَوَاخِر ، فَاحذَرِ العَواقِبَ ، وأنَّ للأُمُور بَغتَاتٌ ، فَكُن عَلَى حَذَرٍ ، وَإِيَّاكَ وَمُرتَقَى جَبَلٍ سَهلٍ إِذا كَانَ المُنحَدَرُ وَعراً ، وَلا تَعِدنَّ أخَاكَ وَعداً ليس في يَدِك وَفَاؤُهُ ) .

۶ـ قال ( عليه السلام ) : ( لا تَمزحْ فيذهبُ نُورُك ، ولا تَكذِب فَيذهبُ بَهاؤُك ، وَإِيَّاك وخِصلتين : الضَّجَر ، والكَسَل ، فإنَّك إِن ضجرتَ لا تَصبِرُ على حَقٍّ ، وَإِن كَسلتَ لم تُؤَدِّ حَقاً ) .

الإمام الصادق ( عليه السلام )

۷ـ قال ( عليه السلام ) : ( وَكان المَسيحُ ( عليه السلام ) يقولُ : مَن كَثُرَ هَمُّه سَقم بَدنُه ، ومَن سَاء خُلقه عذَّب نفسَه ، وَمَن كَثُر كلامه كَثُر سقطه ، وَمَن كَثُر كَذِبُهُ ذهبَ بهاؤه ، وَمَن لاحَى الرِّجَال ذَهبَتْ مرُوَّتُه ) .

۸ـ قال ( عليه السلام ) : ( تَزَاوَرُوا ، فإنَّ في زيارَتِكُم إِحياءً لِقُلوبِكُم ، وَذِكراً لأحَادِيثِنَا ، وأحاديثُنا تعطفُ بعضَكم عَلى بعضٍ ، فإن أَخذتُم بِها رُشِدتُم وَنَجَوتُم ، وإِن تَرَكتُمُوهَا ظَلَلتُم وهَلَكتُم ، فَخُذُوا بِها وأنَا بِنَجَاتِكُم زَعِيم ) .

۹ـ قال ( عليه السلام ) : ( اِجعَلُوا أمرَكُم هذا للهِ ولا تجعلوهُ للنَّاس ، فإنَّه ما كان لله فَهُوَ لله ، وَما كان للنَّاس فَلا يَصعدُ إِلَى السَّمَاء ، ولا تخاصمُوا بِدِينِكُم ، فإنّ المُخَاصَمَة مُمرضَةٌ للقلب ، إِنَّ الله عزَّ وجلَّ قال لنبيِّه ( صلى الله عليه وآله ) : ( إِنَّكَ لا تَهدِي مَنْ أَحْبَبْتَ وَلَكِنَّ اللهَ يَهدِي مَنْ يَشَاءُ ) ، وقال : ( أَفَأَنْتَ تُكرِهُ النَّاسَ حَتَّى يَكُونُوا مُؤْمِنِينَ ) .

ذَرُوا الناس فإنّ الناسَ قد أخذوا عن الناسِ ، وإِنّكم أخذتُم عن رسولِ الله ( صلَّى الله عليه وآله ) وَعَن عَليٍّ ( عليه السلام ) وَلا سَوَاء ، وَأنِّي سمعتُ أبي يقولُ : إذا كَتبَ الله عَلى عبدٍ أن يُدخلَهُ في هذا الأمرِ كَان أسرعُ إِليه مِن الطيرِ إِلى وَكْرِهِ ) .

۱۰ـ قال ( عليه السلام ) : ( اِصبِرُوا على الدنيا فإنَّما هيَ سَاعةٌ ، فما مضى منها فلا تجد له ألماً ولا سُروراً ، وما لم يجئ فلا تدري مَا هُو ، وَإِنّما هي ساعتُك التي أنت فِيها ، فَاصبِر فِيها على طَاعة اللهِ ، واصبِر فيها عن معصيةِ الله ) .

۱۱ـ قال ( عليه السلام ) : ( اِجعل قَلبَكَ قريباً بِرّاً ، وولداً مواصلاً ، واجعلْ عَمَلَك والداً تتبعُهُ ، واجعلْ نفسك عَدوّاً تُجَاهِدُهُ ، واجعل مَالَكَ عَارِيةٌ تَرُدُّهَا ) .

۱۲ـ قال ( عليه السلام ) : ( إِن قَدرتَ ألا تُعرَف فَافعل ، ما عليك ألا يُثنِي عليك النَّاس ، وما عليك أن تكون مَذمُوماً عند الناس إذا كُنتَ مَحمُوداً عِندَ الله ) .

۱۳ـ قال ( عليه السلام ) : ( الدعاء يردُّ القَضَاء ما أُبرِمَ إِبرَاماً ، فَأَكثِرْ مِن الدعاء فإنّه مفتاحُ كلِّ رَحمة ، وَنجاحُ كلِّ حاجة ، ولا يُنَالُ ما عند الله عزَّ وجلَّ إِلاّ بالدعاء ، وأنَّه ليس باباً يكثرُ قرعه إِلاّ ويوشَكُ أن يُفتحَ لصاحِبِه ) .

۱۴ـ قال ( عليه السلام ) : ( لا تَطعنوا في عيوبِ مَن أقبلَ إِليكم بمودَّته ، ولا تُوقفُوه على سَيِّئَة يخضع لها ، فإنَّها لَيست مِن أخلاقِ رسولِ الله ( صَلَّى الله عليه وآله ) وَلا مِن أخلاق أوليائه ) .

۱۵ـ قال ( عليه السلام ) : ( أَحسِنُوا النَّظر فيما لا يَسَعُكُم جَهلُه ، وانصحُوا لأنفُسِكُم ، وجاهدوا في طلب ما لا عُذر لكم في جَهلِه ، فإنَّ لِدِينِ الله أركاناً لا تنفعُ من جَهِلَهَا شدَّة اجتهاده في طلب ظَاهرِ عِبَادتِهِ ، ولا يَضرُّ من عرفها فَدَانَ بها حُسن اقتِصَاده ، ولا سبيلَ إلى أحدٍ إلى ذلك إِلاّ بِعَوْنٍ مِنَ الله عزَّ وجلَّ ) .

۱۶ـ قال ( عليه السلام ) : ( إِيَّاكم وعِشرة الملوك وأبناءِ الدنيا ، فَفِي ذلكَ ذِهابُ دِينِكم ، وَيُعقِّبُكُم نِفَاقاً ، وذلك دَاء رَدِيٌّ لا شِفَاءَ له ، وَيُورثُ قَسَاوَة القلبِ ، وَيسلبكم الخُشُوع . وعليكم بالإشكال من النَّاس والأوساط من النَّاس ، فَعِندهُم تَجِدُون مَعَادنَ الجواهر ، وَإِيَّاكُم أن تمدُّوا أطرافكم إِلَى ما في أيدي أبناء الدنيا ، فَمَن مَدَّ طرفه إلى ذلك طَال حُزنُهُ ، ولم يُشفِ غَيظَه ، واستَصغَرَ نِعمَةَ الله عنده ، فَيَقِلُّ شُكرُه لله ، وَانظُرْ إِلى مَن هُوَ دُونَكَ فَتَكونَ لأَِنْعُمِ الله شَاكراً ، وَلِمَزِيدِهِ مُستَوجِباً ، وَلِجُودِهِ سَاكناً ) .

۱۷ـ قال ( عليه السلام ) : ( إِذا هَمَمْتَ بشيءٍ من الخير فلا تُؤَخِّره ، فإنَّ الله عزَّ وجلَّ رُبَّما اطَّلَعَ على العبد وهو على شيء من الطاعة فيقول : وَعِزَّتِي وَجَلالِي لا أُعَذِّبُكَ بعدهَا أبداً ) .

وقال ( عليه السلام ) أيضاً : ( وإذا هَمَمْتَ بِسيِّئَةٍ فَلا تعمَلها فَإِنَّهُ رُبَّمَا اطَّلعَ عَلى العبدِ وهو على شيءٍ من المَعصِية ، فيقول : وعِزَّتي وَجَلالِي لا أغفر لك بعدها أبداً ) .

]]>
http://portal.tabrizi.org/?feed=rss2&p=11748 0
بيع المصحف من الكافر http://portal.tabrizi.org/?p=3007 Sat, 21 Jan 2012 12:28:35 +0000 http://ar.tabrizi.org/?p=3007 mhzar-olama

المشهور بين العلامة والمتأخرين عنه ـ على ما قيل ـ عدم جواز زبيع المصحف من الكافر، حتى بالوجه الذي يجوز بيعه من المسلم بذلك الوجه، واحتمل المصنف «ره» أن يكون مستندهم في عدم الجواز أمرين (الأول) فحوي ما دلّ على عدم جواز تملك الكافر المسلم.
(أقول) الفحوى ممنوعة، فانّه لو كان أصل الحكم ثابتاً بأن لا يصح تملك الكافر العبد المسلم، فهو باعتبار أن ـ ملك الكافر المسلم وعدم تمكن المسلم على تصرفاته وأفعاله إلاّ برخصة منه ـ ولاية للكافر على المسلم، ولا يجري ذلك في ملك الكافر المصحف، وبعبارة أخرى لو لم يكن هذا هو الملاك جزماً فلا أقل من احتمال كونه الملاك، ومعه لا يمكن دعوى الفحوى. وأمّا أصل الحكم فانّه روي الشيخ «ره» في نهايته عن حماد بن عيسى عن أبي عبداللّه (ع) أنّ أميرالمؤمنين (ع) أتى بعبد ذمي قد أسلم، فقال: إذهبوا فبيعوه من المسلمين وادفعوا ثمنه إلى صاحبه، ولا تقروه عنده فيقال ظاهر هذه الرواية عدم سلطان للكافر على اقرار المسلم في ملكه.
وفيه أنّه لابدّ في المسألة من الاعتماد على وجه آخر، فانّ هذه الرواية لضعف سندها بالرفع لا يمكن الاعتماد عليها (لا يقال): سند الشيخ إلى حماد مذكور في المشيخة، وليس فيه ضعف (فانّه يقال) لم يحرز أنّ الشيخ رواها في النهاية عن كتاب حماد، وملاحظة المشيخة تنفع فيما إذا أحرز أنّ روايته عن كتابه، والإحراز بالإضافة إلى روايات التهذيب والاستبصار فقط، لذكره في أول التهذيب ببدء الرواية باسم صاحب الكتاب الذي يروي عنه، وبدؤه ـ «ره» في التهذيب بمحمد بن يحيى مرفوعاً عن حماد ـ قرينة على عدم أخذه الرواية من كتاب حماد وإلاّ لكان المناسب بدء السند به لا بمحمد بن يحيى ولعل قوله سبحانه «لن يجعل اللّه للكافرين على المؤمنين سبيلاً» كاف في ذلك الحكم، فتأمّل.
(الأمر الثاني) قوله (ع): (الإسلام يعلى ولا يعلو عليه) أقول هذا نبوي مرسل، ولا يمكن الاعتماد عليه، ومدلوله إن كان اثبات العلو للإسلام بحسب مقام الإثبات والبرهان، فهذا صحيح، ولكن لا يرتبط بالمقام، وإن كان علوه بحسب تشريع الأحكام، فهذا لا يقتضي عدم جواز بيع المصحف للكافر، فانّ مجرد تملكه لا يكون علواً للكفر على الاسلام، كما أنّ مجرد تملك مسلم الإنجيل لا يكون علواً للإسلام على الكافر. نعم لا يجوز اعطاء المصحف بيد الكافر، فيما إذا كان الإعطاء تعريضاً للمصحف الشريف للنجاسة الموجبة لهتكه، وهذا غير بحث الملكية الحاصلة بالبيع ونحوه.
المحترم لأسمائه
بناءً على تسرية الحكم، فلا يجوز بيع الدراهم من الكافر، حتى فيما إذا لم تكن مالية للسكة الموجودة عليها، كالدراهم المأخوذة للتبرك والمكتوب عليها اسم النبي (ص) أو غيره من المعصومين (ع)، فإنّ بيعها باعتبار موادها أي الذهب والفضة وإن كان نظير بعض الحلويات أو الصابون المصنوع بصورة الحيوان، فيباع في السوق باعتبار موادها، إلاّ أنّ المفروض في المصحف عدم جواز بيعه من الكافر، حتى باعتبار أوراقه وحديده، ولازم التعدي إلى الدراهم المفروض التبرك بسكتها عدم جواز بيعها حتى باعتبار مادتها.

]]>
من مواعظ وحكم الإمام الكاظم عليه السلام http://portal.tabrizi.org/?p=2992 Sun, 01 Jan 2012 13:29:59 +0000 http://ar.tabrizi.org/?p=2992

روي عن الكاظم عليه السلام أنه قال: صلاة النوافل قربانٌ الى الله لكل مؤمن.
والحج جهاد كل ضعيف.ولكل شيء زكاة، وزكاة الجسد صيام النوافل.
ومن دعا قبل الثناء على الله والصلاة على النبي صلى الله عليه وآله كان كمن رمى بسهم بلا وتر.

ومن أيقن بالخلف جاد بالعطية، وما عال امرىً اقتصد. والتدبير نصف العيش. والتودّد الى الناس نصف العقل. وكثرة الهم يورث الهرم، والعجلة هي الخرق. وقلة العيال أحد اليسارين. ومن أحزن والديه فقد عقّهما.ومن ضرب بيده على فخذه، أو ضرب بيده الواحدة على الاُخرى عند المصيبة فقد حبط أجره، والمصيبة لا تكون مصيبة يستوجب صاحبها أجرها إلاّ بالصبر. والاسترجاع عند الصدمة.

والصنيعة لا تكون صنيعة إلاّ عند ذي دين أو حسب.والله ينزل المعونة على قدر المؤونة، وينزل الصبر على قدر المصيبة.ومن اقتصد وقنع بقيت عليه النعمة، ومن بدر وأسرف زالت عنه النعمة.وأداء الأمانة والصدق يجلبان الرزق، والخيانة والكذب يجلبان الفقر والنفاق.

واذا أراد الله بالذرة شراً أنبت لها جناحين فطارت فأكلها الطير.

ومن عجّل ما وعد فقد هنئ العطيّة.

وقال عليه السلام: كلّما أحدث الناس من الذنوب مالم يكونوا يعملون أحدث الله لهم من البلاء مالم يكونوا يعدّون.

وقال عليه السلام: إذا كان الإمام عادلا كان له الأجر وعليك الشكر وإذا كان جائراً كان عليه الوزر وعليك الصبر.

ورأى رجلين يتسابّان فقال عليه السلام: البادي أظلم ووزره ووزر صاحبه عليه مالم يعتد المظلوم.۱

 

——————————————————-

۱- هذه الحكم والمواعظ من كتاب تحف العقول/ ابن شعبعة الحراني ص ۴۳٫
رجوع

]]>
ما هي صفات طالب العلم، أرجو أن تنصحوننا؟ http://portal.tabrizi.org/?p=2499 Mon, 11 Apr 2011 10:45:13 +0000 http://tabrizi.org/ar/?p=2499 altalabate2

ما هي صفات طالب العلم الجيد، أرجو أن تنصحوننا؟

إن لفترة الشباب دور أساس في مستقبل طالب العلم، فإذا ما بنى نفسه وأحسن الاستفادة من وقته فإن مستقبله سيكون لامعاً مضيئاً، ومتانة الدراسة واكتساب المعنويات والتقرب إلى الله تعالى، وتهذيب النفس اُمور إن أولاها طالب العلم أهمية منذ أيام شبابه وابتداء دراسته الحوزوية( ۱ ) فإن توفيقه أمر محتم، ادرس لله واترك الأمر لله تعالى وستكسب النورانية بإذن الله التي ستعقبها السعادة الدنيوية والاُخروية.

واغتنم الفرص فإن الشباب سرعان ما يمضي وفقك الله.

—————————————————————

پی نوشت :

(۱) يقول الحاج كريم رهبر شقيق الميرزا جواد التبريزي المقدّس: قرر الميرزا التبريزي مع اثنين من زملاءه في المدرسة العصرية ترك مدرستهم والالتحاق بالحوزة العلمية، فأخفق الأول من زملاءه في المتابعة وعاد إلى مدرسته بعد أيام من تركها، وأما الثاني فكان حظه كحظ الأول إذ لم يستطع المتابعة فعاد بعد زميله الاول بايام إلى مدرسته لكن الميرزا كان قد شرع درسه الحوزوي بكل جدّ وحزم، ولا يفوتني أن أذكر بالذكاء الذي كان يتمتع به الميرزا فقد حاز في الدراسة العصرية على المرتبة الاُولى في الفصل الأول لكل منطقة آذربيجان، وبعد مرور عدة أيام قام مدير المدرسة بالاستعلام من والدي عن سبب تغيب الميرزا المرحوم فأجابه الوالد: إنه لا يرضى بالعودة إلى المدرسة ويرغب بأن يصبح من علماء الدين، لكن مدير المدرسة لم يقنعه ذلك الكلام فقرر التكلم مع نفس الميرزا+.

يتابع الحاج كريم رهبر قائلاً: فقام المدير بشراء بعض الهدايا وقصد حجرة الميرزا في المدرسة الطالبية التابعة للحوزة العلمية في تبريز وشرع بتقديم النصح له: بني! إنّ لك مستقبلاً نيّراً تستطيع أن تحصل على رتبة علمية كبيرة تفيد بها المجتمع و… واصر عليه كثيراً غير ان الميرزا مع كل احترامه لمدير المدرسة أجابه بالقول: «إنني أرغب أن أخدم في هذا السلك»، وعبثاً راحت جهود المدير في تقديم الوعود الكثيرة للميرزا باعطاءه الامتيازات ومساعدته في اُمور شتى حيث رفضها جملة وتفصيلاً وقال: «انني أرغب أن أكون طالب علم وأخدم الدين والمذهب وهذا هو الطريق الذي اخترته وسأطويه إلى آخره باذن الله تعالى».

وفي النهاية بلغ الميرزا بتلك النية الطاهرة ما كان يأمله من الأهداف الالهية وتمكن من تربية تلامذة أخيار وترك العديد من المؤلفات العلمية المفيدة، وقد وفق لاحداث تحول كبير في الحوزة العلمية في قرنه، فقد ترك جيلاً من أساطين الحوزة العلمية الأقوياء الذين تتلمذوا على يدي الفقيد الراحل.

– قال الحاج مير علي أكبر فردوس (وهو من خيّرين ومتديني تبريز، وكان على علاقة ومعرفة بالفقيه المقدس الميرزا التبريزي+ من زمن دراسته في المدرسة الطالبية في تبريز وكان وكيلاً وأميناً للميرزا في تبريز) في جمع من الناس: كان من الواضح التفات الطلاب إلى الميرزا حينما كان يتردد في المدرسة الطالبية واشارة بعضهم إلى بعض قائلين: انه طالب كثير الفضل موفق في دراسته وتحصيله، وكانوا يستغلون كل فرصة للاستفادة منه.

وأما مقامه العلمي فقد كان واضحاً على ذلك الشاب الذي كان يتمشى في المدرسة الطالبية ذلك الوقت، فقد كان يصرف جميع وقته في الدرس والبحث وكان عاشقاً لطلب العلم، وكان الطلاب يسعون لاستغلال فرصة تردده في أنحاء المدرسة أو أي فرصة ممكنة للاستفادة من علومه الغزيرة، وكان يتوقف لهم ويجيبهم على اشكالاتهم واستفهاماتهم بكل محبة، وكان يفرع على كل سؤال يتوجه إليه العديد من الفروع الاُخرى ويغني السائل من علمه.

– يقول حجة الاسلام والمسلمين السيد مرتضى الموسوي: لقد كان الميرزا التبريزي+ عجيباً في التزامه بالدروس; فقد كان موفقاً ومحطاً للعناية الالهية حيث أنه لم يعطل دروسه حتى ليوم واحد ضمن السنوات الخمسة عشر التي درستها عنده اللهم ما عدا يوم واحد! وقد تعجبنا كثيراً حينما أعلن عن تعطيل ذلك اليوم، فقد توجهت مع مجموعة من الأصدقاء إلى بيت الميرزا ذلك اليوم لنطمئن عن أحواله، فاستقبلنا ورحب بنا، ومن ظاهر حاله عرفنا أنه محموم.

ومن الاُمور الملفتة للنظر والتي تستحق الذكر وليس لها تفسير سوى عناية ولي العصر× به+ وهي تنظيم الدروس طوال السنوات الأربعة التي كان فيها مريضاً حيث كانت دروسه مستمرة ومنظمة طوال فترة العلاج، ولم يمنعه ذلك عن الاستمرار كما لم يدفعه ذلك إلى تعطيل الدرس، وهذا لم يكن ليحصل لولا عناية الحجة ابن الحسن العسكري×. لقد استمر بالقاء دروسه إلى آخر أيام الدرس في الحوزة العلمية واشتد مرضه في أيام عطلة الحوزة ، وبعد ۲۵ يوماً على اشتداد المرض التحق للقاء ربه.

ان للميرزا مكانة كبيرة في قلوب تلامذته، حيث لايعقد مجلس من المجالس التي يتجمعوا فيها إلا ويتناقلوا فيه ذكر الميرزا+، لقد كان الميرزا التبريزي+ حارساً أميناً مدافعاً عن مباني التشيع الحقة وناقلاً لعلوم آل محمد واليوم تفتخر الحوزة العلمية بتلامذة ذلك الفقيه المقدس، إنّ التحول العلمي في الحوزة العلمية كان رهناً لجهاد ذلك العالم الحر، اللهم زد في علو درجاته آمين يارب العالمين.

يقول الشيخ اسماعيل الكلداري البحراني: استيقظت صباح أحد أيام الشتاء فرأيت الثلج قد لف جميع أنحاء البيت، فوقعت في حيرة التردد بين الذهاب إلى الدرس وبين البقاء في البيت، أما في الخارج فقد كانت السماء تجود بما لديها من الثلوج وبعد جهد جهيد هيّأت نفسي وخرجت من البيت متجهاً إلى الدرس، وكان طريقي يمر من جانب حرم السيدة المعصومة÷، كانت الشوارع خالية من المارة لشدّة المطر وبرودة الجو، وفي أثناء الطريق إذا بي أرى طالب علم يمشي في ذلك الجو وقد غطّى رأسه بعبائته والسماء لا زالت ترسل بثلوجها الغزيرة، فغطت الثلوج عباءة ذلك الطالب، ولما اقتربت منه عرفت أنه الميرزا التبريزي+، كان يحمل بيده كتاب وسائل الشيعة فإذا بقدماي تضعفان عن المشي، وللحظة رحت أحدق بذلك الوجه النوراني ورحت اُحدّث نفسي بالرغم من كونه نائب الامام × ومع هذ السن المتقدم إلا أنه يجدّ السير إلى الدرس وأنا الشاب اُحدث نفسي بعدم المضي إلى الـدرس؟! فتأثرت لهذا المنظر كثيراً و كلما تذكرت هذا المشهد أغـوص فـي فكري واُحدث نفسي; إلهي كم هؤلاء مقربون من ساحة قدسك يصلون الليل

– بالنهار سعياً لحفظ الدين ونشر المذهب، وقد أحدث هذا المنظر تغييراً جذرياً في طريقة دراستي، رحم الله الميرزا فقد كانت جميع حركاته دروساً وعبر، لقد كان درسه الاول الذي علمنا اياه هو الولاء وحب أهل البيت^ وأوجد في قلوبنا تحولاً عظيماً، ثم علمنا بفعله وعمله كيفية طلب العلم والجدّ في التحصيل طابت ذكراه. يقول حجة الاسلام والمسلمين الشيخ حسين الكاتبي: لم اُسجّل على الميرزا التبريزي+ تعطيلاً واحداً في طول العشرين السنة التي درست فيها على يديه، فقد كنت أحضر درسي الميرزا الصباحي والمسائي، وفي أحد الأيام لم يحضر الميرزا إلى الدرس المسائي، فقلت لبعض الطلبة: وأخيراً سجلنا على الشيخ تغييباً واحداً! وتهيّأ الطلاب للخروج من مجلس الدرس وإذا بنا نرى الميرزا يدخل المسجد (محل الدرس)، فهمس الطلاب باذن بعضهم البعض:حتى في هذا اليوم الذي توقعنا فيه تعطيل الدرس قد حضر الميرزا+. سُئل الميرزا عن سبب تأخره عن الدرس؟ فأجاب: «لقد كانت ساعتي غير مضبوطة فوقع فيها الاشتباه لهذا لم أتمكن من الحضور في الوقت المقرر»، فإذا استثنينا بعض أيام المرض فإننا لا نجد الميرزا قد تغيب عن درسه، لقد كان يحترق بكل عشق كالشمعة ليربي طلاباً فضلاء مفيدون، وقد وفق بلطف الله تعالى في هذا واليوم نرى تلامذة هذا العالم الرباني يديرون دفة السطوح العالية في الحوزة العلمية.

يقول حجة الاسلام والمسلمين الشيخ رضا الانصاري: ذات يوم لم يحضر خادم حسينية أرك فبقي الباب مقفلاً لذا فان أغلب الطلاب الذين تجمّعوا على باب الحسينية تفرقوا شيئاً فشيئاً بعد أن يأسوا من مجيء خادم الحسينية، وفي هذه الأثناء جاء الميرزا التبريزي+ وبعد اطلاعه على الأمر وبدل أن يعلن تعطيل الدرس توجه

– إلى ما تبقى من الطلاب قائلاً: «اليوم نتابع درسنا في سرداب منتدى جبل عامل (بجانب حسينية أرك)».

وتوجه الميرزا إلى المكان المذكور وتبعه بقية الطلبة وتابع بحثه كما في سائر الأيام الاُخرى.

يقول حجة الاسلام والمسلمين الشيخ رضا الانصاري: ذات يوم وبينما كان الميرزا التبريزي+ يلقي درسه في حسينية أرك ايام الحرب المفروضة إذا بصفّارة الإنذار يعلو صوتها، وكان علامة على هجوم جوي للعدو الكافر، وفي هذه الأثناء وفي جو من الخوف والوحشة تهتز الحسينية على أثر انفجار مهيب، وكان من الشدة بحيث تناثر التراب من سقف الحسيينة على رؤوس الطلاب، وبعد هدوء الوضع قام الميرزا التبريزي+ بعد اطمئنانه على سلامة الطلاب باكمال الدرس طبق البرنامج اليومي.

طيّب الله روحه وذكراه وأكثر الماشين على خطاه، فإنه إضافة إلى التحول الكبير الذي أحدثه في السلك العلمي للحوزة كان المدافع الصادق عن الولاية كذلك، وقد أحدث فقده اليوم خلأ محسوساً.

إنا لله وانا اليه راجعون، رحمة الله عليه رحمة واسعة وحشره الله مع النبي المصطفى وآله الطاهرين الأطيبين، صلوات الله عليهم أجمعين، والحمد لله رب العالمين.

اخذت من کتاب النصایح آیة الله العظمی المیرزا جواد التبریزی (ره)

]]> زوروا الرسول الاعظم (ص) من بعید http://portal.tabrizi.org/?p=2413 Tue, 22 Feb 2011 11:12:43 +0000 http://tabrizi.org/ar/?p=2413

600-57

اَشْهَدُ اَنْ‏لا اِلهَ اِلَّا اللَّهُ وَحْدَهُ لا شَريكَ لَهُ، وَاَشْهَدُ اَنَّ مُحَمَّداً عَبْدُهُ وَرَسُولُهُ، وَ اَنَّهُ سَيِّدُ الْأَوَّلينَ وَالْأخِرينَ، وَاَنَّهُ سَيِّدُ الْأَنْبِياءِ وَالْمُرْسَلينَ

زوروا الرسول الاعظم (ص) من طریق بعید من سطح مسجد الرسول الاعظم

من البقیع

من باب البقیع زوروا النبی  الاعظم (ص)

————————————

اَشْهَدُ اَنْ‏لا اِلهَ اِلَّا اللَّهُ وَحْدَهُ لا شَريكَ لَهُ، وَاَشْهَدُ اَنَّ مُحَمَّداً عَبْدُهُ وَرَسُولُهُ، وَ اَنَّهُ سَيِّدُ الْأَوَّلينَ وَالْأخِرينَ، وَاَنَّهُ سَيِّدُ الْأَنْبِياءِ وَالْمُرْسَلينَ،اَللّهُمَّ صَلِّ عَلَيْهِ وَعَلى‏ اَهْلِ بَيْتِهِ الأَئِمَّةِ الطَّيِّبينَ پس بگو: اَلسَّلامُ‏ عَلَيْكَ يا رَسُولَ اللَّهِ، اَلسَّلامُ عَلَيْكَ يا خَليلَ اللَّهِ، اَلسَّلامُ عَلَيْكَ يا نَبِىَ ‏اللَّهِ، اَلسَّلامُ عَلَيْكَ يا صَفِىَّ اللَّهِ، اَلسَّلامُ عَلَيْكَ يا رَحْمَةَ اللَّهِ، اَلسَّلامُ‏ عَلَيْكَ يا خِيَرَةَ اللَّهِ، اَلسَّلامُ عَلَيْكَ يا حَبيبَ اللَّهِ، اَلسَّلامُ عَلَيْكَ يا نَجيبَ اللَّهِ، اَلسَّلامُ عَلَيْكَ يا خاتَِمَ النَّبِيّينَ، اَلسَّلامُ عَلَيْكَ يا سَيِّدَ الْمُرْسَلينَ، اَلسَّلامُ عَلَيْكَ يا قآئِماً بِالْقِسْطِ، اَلسَّلامُ عَلَيْكَ يا فاتِحَ‏ الْخَيْرِ، اَلسَّلامُ عَلَيْكَ يا مَعْدِنَ الْوَحْىِ وَالتَّنْزيلِ، اَلسَّلامُ عَلَيْكَ يا مُبَلِّغاً عَنِ اللَّهِ،

اَلسَّلامُ عَلَيْكَ اَيُّهَا السِّراجُ الْمُنيرُ، اَلسَّلامُ عَلَيْكَ يا مُبَشِّرُ، اَلسَّلامُ عَلَيْكَ يا نَذيرُ، اَلسَّلامُ عَلَيْكَ يا مُنْذِرُ، اَلسَّلامُ عَلَيْكَ يا نُورَ اللَّهِ الَّذى‏ يُسْتَضآءُ بِهِ، اَلسَّلامُ عَلَيْكَ وَعَلى‏ اَهْلِ بَيْتِكَ الطَّيِّبينَ‏ الطَّاهِرينَ الْهادينَ الْمَهْدِيّينَ، اَلسَّلامُ عَلَيْكَ وَعَلى‏ جَدِّكَ عَبْدِ المُطَّلِبِ وَعَلى‏ اَبيكَ عِبْدِ اللَّهِ، اَلسَّلامُ عَلى‏ اُمِّكَ آمِنَةَ بِنْتِ وَهَبٍ‏ اَلسَّلامُ عَلى‏ عَمِّكَ حَمْزَةَ سَيِّدِ الشُّهَدآءِ اَلسَّلامُ عَلى‏ عَمِّكَ الْعَبَّاسِ‏ بْنِ عَبْدِالمُطَّلِبِ، اَلسَّلامُ عَلى‏ عَمِّكَ وَكَفيلِكَ اَبيطالِبٍ، اَلسَّلامُ عَلى‏ ابْنِ عَمِّكَ جَعْفَرٍ الطَّيَّارِ فى‏ جِنانِ الْخُلْدِ، اَلسَّلامُ عَلَيْكَ يا مُحَمَّدُ، اَلسَّلامُ عَلَيْكَ يا اَحْمَدُ، اَلسَّلامُ عَلَيْكَ يا حُجَّةَ اللَّهِ عَلَى الْأَوَّلينَ‏ وَالْأخِرينَ، وَالسَّابِقَ اِلى‏ طاعَةِ رَبِّ الْعالَمينَ، وَالْمُهَيْمِنِ عَلى‏ رُسُلِهِ، وَالْخاتَِمَ لِأَنْبِيآئِهِ، وَالشَّاهِدَ عَلى‏ خَلْقِهِ، وَالشَّفِيعَ اِلَيْهِ، وَالْمَكينَ لَدَيْهِ، وَالْمُطاعَ فى‏ مَلَكُوتِهِ، الْأَحْمَدَ مِنَ الْأَوْصافِ، الْمُحَمَّدَ لِسآئِرِ الْأَشْرافِ، الْكَريمَ عِنْدَ الرَّبِّ، وَالْمُكَلَّمَ مِنْ وَرآءِ الْحُجُبِ، الْفآئِزَ بِالسِّباقِ، وَالْفائِتَ عَنِ اللِّحاقِ، تَسْليمَ عارِفٍ بِحَقِّكَ، مُعْتَرِفٍ‏ بِالتَّقْصيرِ فى‏ قِيامِهِ بِواجِبِكَ غَيْرِ مُنْكِرٍ مَا انْتَهى اِلَيْهِ مِنْ فَضْلِكَ، مُوقِنٍ بِالْمَزيداتِ مِنْ رَبِّكَ مُؤْمِنٍ بِالْكِتابِ الْمُنْزَلِ عَلَيْكَ، مُحَلِّلٍ‏ حَلالَكَ مُحَرِّمٍ حَرامَكَ، اَشْهَدُ يا رَسُولَ اللَّهِ مَعَ كُلِّ شاهِدٍ، وَاَتَحَمَّلُها عَنْ كُلِّ جاحِدٍ، اَنَّكَ قَدْ بَلَّغْتَ رِسالاتِ رَبِّكَ، وَنَصَحْتَ لِأُمَّتِكَ، وَجاهَدْتَ فى‏ سَبيلِ رَبِّكَ، وَصَدَعْتَ بِاَمْرِهِ، وَاحْتَمَلْتَ الْأَذى فى‏ جَنْبِهِ، وَدَعَوْتَ اِلى‏ سَبيلِهِ بِالْحِكْمَةِ وَالْمَوْعِظَةِ الْحَسَنَةِ الْجَميلَةِ، وَاَدَّيْتَ الْحَقَّ الَّذى‏ كانَ عَلَيْكَ، وَاَنَّكَ قَدْ رَؤُفْتَ بِالْمُؤْمِنينَ وَغَلُظْتَ‏ عَلَى الْكافِرينَ، وَعَبَدْتَ اللَّهَ مُخْلِصاً حَتّى‏ اَتيكَ الْيَقينُ فَبَلَغَ اللَّهُ بِكَ‏ اَشْرَفَ مَحَلِّ الْمُكَرَّمينَ، وَاَعْلى‏ مَنازِلِ الْمُقَرَّبينَ، وَاَرْفَعَ دَرَجاتِ‏ الْمُرْسَلينَ، حَيْثُ لا يَلْحَقُكَ لاحِقٌ، وَلا يَفُوقُكَ فائِقٌ، وَلا يَسْبِقُكَ‏ سابِقٌ، وَلا يَطْمَعُ فى‏ اِدْراكِكَ طامِعٌ، اَلْحَمْدُ للَّهِ‏ِ الَّذىِ اسْتَنْقَذَنا بِكَ مِنَ‏ الْهَلَكَةِ، وَهَدانا بِكَ مِنَ الضَّلالَةِ وَنوَّرَنا بِكَ مِنَ الظُّلْمَةِ، فَجَزاكَ اللَّهُ‏ يا رَسُولَ اللَّهِ مِنْ مَبْعُوثٍ، اَفْضَلَ ما جازى‏ نَبِيَّاً عَنْ اُمَّتِهِ، وَرَسُولاً عَمَّنْ اُرْسِلَ اِلَيْهِ بَاَبى‏ اَنْتَ وَاُمّى‏ يا رَسُولَ اللَّهِ، زُرْتُكَ عارِفاً، بِحَقِّكَ‏ مُقِرّاً بِفَضْلِكَ، مُسْتَبْصِراً بِضَلالَةِ مَنْ خالَفَكَ، وَخالَفَ اَهْلَ بَيْتِكَ، عارِفاً بِالْهُدَى الَّذى‏ اَنْتَ عَلَيْهِ، بِاَبى‏ اَنْتَ وَاُمّى‏ وَنَفْسى‏ وَاَهْلى‏ وَمالى‏ وَوَلَدى‏، اَ نَا اُصَلّى‏ عَلَيْكَ كَما صَلَّى اللَّهُ عَلَيْكَ، وَصَلّى‏ عَلَيْكَ‏ مَلائِكَتُهُ وَاَنْبِيآؤُهُ وَرُسُلُهُ، صَلوةً مُتَتابِعَةً وافِرَةً مُتَواصِلَةً لاَ انْقِطاعَ‏ لَها، وَلا اَمَدَ وَلا اَجَلَ، صَلَّى اللَّهُ عَلَيْكَ وَعَلى‏ اَهْلِ بَيْتِكَ الطَّيِّبينَ‏ الطَّاهِرينَ، كَما اَنْتُمْ اَهْلُهُ. پس دستها را بگشا و بگو: اَللّهُمَّ اجْعَلْ جَوامِعَ‏ صَلَواتِكَ، وَنَوامِىَ بَرَكاتِكَ، وَفَواضِلَ خَيْراتِكَ، وَشَرآئِفَ تَحِيَّاتِكَ‏ وَتَسْليماتِكَ، وَكَراماتِكَ وَرَحَماتِكَ، وَصَلَواتِ مَلائِكَتِكَ الْمُقَرَّبينَ، وَاَنْبِيآئِكَ الْمُرْسَلينَ وَاَئِمَّتِكَ الْمُنْتَجَبينَ، وَعِبادِكَ الصَّالِحينَ، وَاَهْلِ‏ السَّمواتِ وَالْأَرَضينَ، وَمَنْ سَبَّحَ لَكَ يا رَبَّ الْعالَمينَ مِنَ الْأَوَّلينَ‏ وَالْأخِرينَ، عَلى‏ مُحَمَّدٍ عَبْدِكَ وَرَسُولِكَ وَشاهِدِكَ، وَنَبِيِّكَ وَنَذيرِكَ، وَاَمينِكَ وَمَكينِكَ، وَنَجِيِّكَ وَنَجيبِكَ، وَحَبيبِكَ وَخَليلِكَ، وَصَفيِّكَ‏ وَصَفْوَتِكَ، وَخاصَّتِكَ وَخالِصَتِكَ، وَرَحْمَتِكَ وَخَيْرِ خِيَرَتِكَ مِنْ‏ خَلْقِكَ، نَبِىِّ الرَّحْمَةِ، وَخازِنِ الْمَغْفِرَةِ، وَقآئِدِ الْخَيْرِ وَالْبَرَكَةِ، وَمُنْقِذِ الْعِبادِ مِنَ الْهَلَكَةِ بِاِذْنِكَ، وَداعيهِمْ اِلى‏ دينِكَ الْقَيِّمِ بِاَمْرِكَ، اَوَّلِ‏ النَّبِيّينَ ميثاقاً، وَآخِرِهِمْ مَبْعَثاً الَّذى‏ غَمَسْتَهُ فى‏ بَحْرِ الْفَضيلَةِ، وَالْمَنْزِلَةِ الْجَليلَةِ، وَالدَّرَجَةِ الرَّفيعَهِ وَالْمَرْتَبَةِ الْخَطيرَهِ، وَاَوْدَعْتَهُ‏ الْأَصْلابَ الطَّاهِرَةَ، وَنَقَلْتَهُ مِنْها اِلَى الْأَرْحامِ الْمُطَهَّرَةِ، لُطْفاً مِنْكَ لَهُ، وَتَحَنُّناً مِنْكَ عَلَيْهِ اِذْ وَكَّلْتَ لِصَوْنِهِ وَحِراسَتِهِ، وَحِفْظِهِ وَحِياطَتِهِ مِنْ‏ قُدْرَتِكَ عَيْناً عاصِمَةً، حَجَبْتَ بِها عَنْهُ مَدانِسَ الْعَهْرِ، وَمَعآئِبَ‏ السِّفاحِ، حَتَّى رَفَعْتَ بِهِ نَواظِرَ الْعِبادِ، وَاَحْيَيْتَ بِهِ مَيْتَ الْبِلادِ، بِاَنْ‏ كَشَفْتَ عَنْ نُورِ وِلادَتِهِ ظُلَمَ الْأَسْتارِ، وَاَلْبَسْتَ حَرَمَكَ بِهِ حُلَلَ‏ الْأَنْوارِ، اَللّهُمَّ فَكَما خَصَصْتَهُ بِشَرَفِ هذِهِ الْمَرْتَبَةِ الْكَريمَةِ، وَذُخْرِ هذِهِ الْمَنْقَبَةِ الْعَظيمَةِ، صَلِّ عَلَيْهِ كَما وَفى بِعَهْدِكَ، وَبَلَّغَ رِسالاتِكَ، وَقاتَلَ اَهْلَ الْجُحُودِ عَلى‏ تَوْحيدِكَ، وَقَطَعَ رَحِمَ الْكُفْرِ فى‏ اِعْزازِ دينِكَ، وَلَبِسَ ثَوْبَ الْبَلْوى‏ فى‏ مُجاهَدَةِ اَعْدآئِكَ، وَاَوْجَبْتَ لَهُ بِكُلِ‏ اَذًى مَسَّهُ، اَوْ كَيْدٍ اَحَسَّ بِهِ مِنَ الْفِئَةِ الَّتى‏ حاوَلَتْ قَتْلَهُ، فَضيلَةً تَفُوقُ‏ الْفَضآئِلَ، وَيَمْلِكُ بِهَا الْجَزيلَ مِنْ نَوالِكَ، وَقَدْ اَسَرَّ الْحَسْرَةَ، وَاَخْفَى‏ الزَّفْرَةَ، وَتَجَرَّعَ الْغُصَّةَ، وَلَمْ يَتَخَطَّ ما مَثَّلَ لَهُ وَحْيُكَ، اَللّهُمَّ صَلِّ عَلَيْهِ‏ وَعَلى‏ اَهْلِ بَيْتِهِ صَلوةً تَرْضاها لَهُمْ، وَبَلِّغْهُمْ مِنَّا تَحِيَّةً كَثيرَةً وَسَلاماً، وَآتِنا مِنْ لَدُنْكَ فى‏ مُوالاتِهِمْ فَضْلاً وَاِحْساناً، وَرَحْمَةً وَغُفْراناً، اِنَّكَ‏ ذُوالْفَضْلِ الْعَظيمِ. پس چهارركعت نماز زيارت بكن به دو سلام با هر سوره كه خواهى‏ صاحب فضل بزرگ و چون فارغ شوى تسبيح فاطمه زهراعليها السلام را بخوان پس بگو: اَللّهُمَّ اِنَّكَ قُلْتَ‏ لِنَبِيِّكَ مُحَمَّدٍ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْه وَ الِهِ «وَلَوْ اَنَّهُمْ اِذْ ظَلَمُوا اَنْفُسَهُمْ جآؤُكَ‏ فَاسْتَغْفَرُوا اللَّهَ، وَاسْتَغْفَرَ لَهُمُ الرَّسُولُ لَوَجَدُوا اللَّهَ تَوَّاباً رَحيماً» وَلَمْ‏ اَحْضُرْ زَمانَ رَسُولِكَ عَلَيْهِ وَ الِهِ السَّلامُ، اَللّهُمَّ وَقَدْ زُرْتُهُ راغِباً تائِباً مِنْ سَيِّىِ عَمَلى‏، وَمُسْتَغْفِراً لَكَ مِنْ ذُنُوبى‏، مُقِرّاً لَكَ بِها، وَاَنْتَ‏ اَعْلَمُ بِها مِنّى‏، وَمُتَوَجِّهاً اِلَيْكَ بِنَبِيِّكَ نَبِىِّ الرَّحْمَةِ، صَلَواتُكَ عَلَيْهِ‏ وَ الِهِ، فَاجْعَلْنِى اللّهُمَّ بِمُحَمَّدٍ وَاَهْلِ بَيْتِهِ عِنْدَكَ وَجيهاً فِى الدُّنْيا وَالْأخِرَةِ وَمِنَ الْمُقَرَّبينَ، يا مُحَمَّدُ يا رَسُولَ اللَّهِ، بِاَبى‏ اَنْتَ وَاُمّى‏ يا نَبِىَّ اللَّهِ، يا سَيِّدَ خَلْقِ اللَّهِ، اِنّى‏ اَتَوَجَّهُ بِكَ اِلىَ اللَّهِ رَبِّكَ وَرَبّى‏، لِيَغْفِرَ لى‏ ذُنُوبى‏، وَيَتَقَبَّلَ مِنّى‏ عَمَلى‏، وَيَقْضِىَ لى‏ حَوآئِجى‏، فَكُنْ لى‏ شَفيعاً عِنْدَ رَبِّكَ وَرَبّى‏، فَنِعْمَ الْمَسْئُولُ الْمَوْلى‏ رَبّى‏، وَنِعْمَ الشَّفيعُ اَنْتَ، يا مُحَمَّدُ عَلَيْكَ وَعَلى‏ اَهْلِ بَيْتِكَ السَّلامُ، اَللّهُمَّ وَاَوْجِبْ لى‏ مِنْكَ‏ الْمَغْفِرَةَ وَالرَّحْمَةَ، وَالرِّزْقَ الْواسِعَ الطَّيِّبَ النَّافِعَ، كَما اَوْجَبْتَ لِمَنْ‏ اَتى نَبِيَّكَ مُحَمَّداً صَلَواتُكَ عَلَيْهِ وَ الِهِ، وَهُوَ حَىٌّ فَاَقَرَّ لَهُ بِذُنُوبِهِ، وَاسْتَغْفَرَ لَهُ رَسُولُكَ عَلَيْهِ وَ الِهِ السَّلامُ، فَغَفَرْتَ لَهُ بِرَحْمَتِكَ يا اَرْحَمْ الرَّاحِمينَ، اَللّهُمَّ وَقَدْ اَمَّلْتُكَ وَرَجَوْتُكَ، وَقُمْتُ بَيْنَ يَدَيْكَ‏ وَرَغِبْتُ اِلَيْكَ عَمَّنْ سِواكَ، وَقَدْ اَمَّلْتُ جَزيلَ ثَوابِكَ، وَاِنّى‏ لَمُقِرٌّ غَيْرُ مُنْكِرٍ، وَتائِبٌ اِلَيْكَ مِمَّا اقْتَرَفْتُ، وَعآئِذٌ بِكَ فى‏ هذَا الْمَقامِ مِمَّا قَدَّمْتُ مِنَ الْأَعْمالِ التَّى‏ تَقَدَّمْتَ اِلَىَّ فيها، وَنَهَيْتَنى‏ عَنْها، وَاَوْعَدْتَ‏ عَلَيْهَا الْعِقابَ، وَاَعُوذُ بِكَرَمِ وَجْهِكَ اَنْ تُقيمَنى‏ مَقامَ الْخِزْىِ وَالذُّلِّ، يَوْمَ تُهْتَكُ فيهِ الْأَسْتارُ، وَتَبْدُو فيهِ الْأَسْرارُ وَالْفَضائِحُ، وَتَرْعَدُ فيهِ‏ الْفَرايِصُ، يَوْمَ الْحَسْرَةِ وَالنَّدامَةِ يَوْمَ الْأفِكَةِ، يَوْمَ الْأزِفَةِ، يَوْمَ‏ التَّغابُنِ، يَوْمَ الْفَصْلِ، يَوْمَ الْجَزآءِ، يَوْماً كانَ مِقْدارُهُ خَمْسينَ اَلْفَ‏ سَنَةٍ، يَوْمَ النَّفْخَةِ، يَوْمَ تَرْجُفُ الرَّاجِفَةُ، تَتْبَعُهَا الرَّادِفَهُ، يَوْمَ النَّشْرِ، يَوْمَ‏ الْعَرْضِ، يَوْمَ يَقُومُ النَّاسُ لِرَبِّ الْعالَمينَ، يَوْمَ يَفِرُّ الْمَرْءُ مِنْ اَخيهِ‏ وَاُمِّهِ وَاَبيهِ وَصاحِبَتِهِ وَبَنيهِ، يَوْمَ تَشَقَّقُ الْأَرْضُ وَاَكْنافُ السَّمآءِ، يَوْمَ تَاْتى‏ كُلُّ نَفْسٍ تُجادِلُ عَنْ نَفْسِها، يَوْمَ يُرَدُّونَ اِلَى اللَّهِ فَيُنَبِّئُهُمْ‏ بِما عَمِلُوا، يَوْمَ لا يُغْنى‏ مَوْلىً عَنْ مَوْلىً شَيْئاً وَلا هُمْ يُنْصَرُونَ، اِلاَّ مَنْ رَحِمَ اللَّهُ، اِنَّهُ هُوَ الْعَزيزُ الرَّحيمُ، يَوْمَ يُرَدُّونَ اِلى‏ عالِمِ الْغَيْبِ‏ وَالشَّهادَةِ، يَوْمَ يُرَدُّونَ اِلَى اللَّهِ مَوْليهُمُ الْحَقِّ، يَوْمَ يَخْرُجُونَ مِنَ‏ الْأَجْداثِ سِراعاً، كَاَنَّهُمْ اِلى‏ نُصُبٍ يُوفِضُونَ، وَكَاَنَّهُمْ جَرادٌ مُنْتَشِرٌ، مُهْطِعينَ اِلَى الدَّاعِ اِلَى اللَّهِ، يَوْمَ الْواقِعَةِ يَوْمَ تُرَجُّ الْأَرْضُ رَجّاً، يَوْمَ‏ تَكُونُ السَّمآءُ كَالْمُهْلِ، وَتَكُونُ الْجِبالُ كَالْعِهْنِ، وَلا يُسْئَلُ حَميمٌ‏ حَميماً، يَوْمَ الشَّاهِدِ وَالْمَشْهُودِ، يَوْمَ تَكُونُ الْمَلائِكَةُ صَفّاً صَفّاً، اَللّهُمَّ ارْحَمْ مَوْقِفى‏ فى‏ ذلِكَ الْيَوْمِ، بِمَوْقِفى‏ فى‏ هذَا الْيَوْمِ وَلا تُخْزِنى‏ فى‏ ذلِكَ الْمَوْقِفِ بِما جَنَيْتُ عَلى‏ نَفْسى‏، وَاجْعَلْ يا رَبِّ فى‏ ذلِكَ الْيَوْمِ مَعَ اَوْلِيآئِكَ مُنْطَلَقى‏ وَفى‏ زُمْرَةِ مُحَمَّدٍ وَاَهْلِ بَيْتِهِ‏ عَلَيْهِمُ السَّلامُ مَحْشَرى‏، وَاجْعَلْ حَوْضَهُ مَوْرِدى‏، وَفِى الْغُرِّ الْكِرامِ‏ مَصْدَرى‏، وَاَعْطِنى‏ كِتابِى بِيَمينى‏، حَتّى‏ اَفُوزَ بِحَسَناتى‏، وَتُبَيِّضَ بِهِ‏ وَجْهى‏، وَتُيَسِّرَ بِهِ حِسابِى، وَتُرَجِّحَ بِهِ ميزانى‏، وَاَمْضِىَ مَعَ الْفآئِزينَ‏ مِنْ عِبادِكَ الصَّالِحينَ اِلى‏ رِضْوانِكَ وَجِنانِكَ اِلهَ‏ الْعالَمينَ، اَللّهُمَّ اِنّى‏ اَعُوذُ بِكَ مِنْ اَنْ تَفْضَحَنى‏ فى‏ ذلِكَ الْيَوْمِ بَيْنَ‏ يَدَىِ الْخَلايِقِ بِجَريرَتى‏، اَوْ اَنْ اَلْقَى الْخِزْىَ وَالنَّدامَةَ بِخَطيئَتى‏، اَوْ اَنْ تُظْهِرَ فيهِ سَيِّئاتِى عَلى‏ حَسَناتى‏، اَوْ اَنْ تُنَوِّهَ بَيْنَ الْخَلائِقِ‏ بِاسْمى‏، يا كَريمُ يا كَريمُ، الْعَفْوَ الْعَفْوَ، السَّتْرَ السَّتْرَ، اَللّهُمَّ وَاَعُوذُ بِكَ‏ مِنْ اَنْ يَكُونَ فى‏ ذلِكَ الْيَوْمِ فى‏ مَواقِفِ الْأَشْرارِ مَوْقِفى‏، اَوْ فى‏ مَقامِ الْأَشْقيآءِ مَقامى‏، وَاِذا مَيَّزْتَ بَيْنَ خَلْقِكَ فَسُقْتَ كُلّاً بِاَعْمالِهِمْ‏ زُمَراً اِلى‏ مَنازِلِهِمْ، فَسُقْنى‏ بِرَحْمَتِكَ فى‏ عِبادِكَ الصَّالِحينَ، وَفى‏ زُمْرَةِ اَوْلِيآئِكَ الْمُتَّقينَ اِلى‏ جَنّاتِكَ يا رَبَّ الْعالَمينَ، پس وداع كن آن‏ حضرت را و بگو: اَلسَّلامُ عَلَيْكَ يا رَسُولَ اللَّهِ، اَلسَّلامُ عَلَيْكَ اَيُّهَا الْبَشيرُ النَّذيرُ، اَلسَّلامُ عَلَيْكَ اَيُّهَا السِّراجُ الْمُنيرُ، اَلسَّلامُ عَلَيْكَ اَيُّهَا السَّفيرُ بَيْنَ اللَّهِ وَبَيْنَ خَلْقِهِ، اَشْهَدُ يا رَسُولَ اللَّهِ اَنَّكَ كُنْتَ نُوراً فِى الْأَصْلابِ‏ الشّامِخَةِ، وَالْأَرْحامِ الْمُطَهَّرَةِ، لَمْ تُنَجِّسْكَ الْجاهِلِيَّةُ بِاَنْجاسِها، وَلَمْ‏ تُلْبِسْكَ مِنْ مُدْلَهِمَّاتِ ثِيابِها، وَاَشْهَدُ يا رَسُولَ اللَّهِ اَنّى‏ مُؤْمِنٌ بِكَ، وَبِالْأَئِمَّةِ مِنْ اَهْلِ بَيْتِكَ، مُوقِنٌ بِجَميعِ ما اَتَيْتَ بِهِ راضٍ مُؤْمِنٌ، وَاَشْهَدُ اَنَّ الْأَئِمَّةَ مِنْ اَهْلِ بَيْتِكَ اَعْلامُ الْهُدى، وَالْعُرْوَةُ الْوُثقى، وَالْحُجَّةُ عَلى‏ اَهْلِ الدُّنْيا، اَللّهُمَّ لا تَجْعَلْهُ آخِرَ الْعَهْدِ مِنْ زِيارَةِ نَبِيِّكَ عَلَيْهِ وَ الِهِ السَّلامُ، وَاِنْ تَوَفَّيْتَنى‏ فَاِنّى‏ اَشْهَدُ فى‏ مَماتى‏ عَلى‏ ما اَشْهَدُ عَلَيْهِ فى‏ حَيوتى‏، اَنَّكَ اَنْتَ اللَّهُ لا اِلهَ اِلاَّ اَنْتَ، وَحْدَكَ لاشَريكَ لَكَ وَاَنَّ مُحَمَّداً عَبْدُكَ وَرَسُولُكَ، وَاَنَّ الْأَئِمَّةَ مِنْ اَهْلِ بَيْتِهِ‏ اَوْلِيآؤُكَ وَاَنْصارُكَ، وَحُجَجُكَ عَلى‏ خَلْقِكَ، وَخُلَفآؤُكَ فى‏ عِبادِكَ، وَاَعْلامُكَ فى‏ بِلادِكَ، وَخُزَّانُ عِلْمِكَ، وَحَفَظَةُ سِرِّكَ، وَتَراجِمَةُ وحْيِكَ، اَللّهُمَّ صَلِّ عَلى‏ مُحَمَّدٍ وَ الِ مُحَمَّدٍ، وَبَلِّغْ رُوحَ نَبِيِّكَ مُحَمَّدٍ وَ الِهِ‏ فى‏ ساعَتى‏ هذِهِ وَفى‏ كُلِّ ساعَةٍ تَحِيَّةً مِنّى‏ وَسَلاماً، وَالسَّلامُ عَلَيْكَ‏ يا رَسُولَ اللَّهِ وَرَحْمَةُ اللَّهِ وَبَرَكاتُهُ، لا جَعَلَهُ اللَّهُ آخِرَ تَسْليمى‏ عَلَيْكَ

]]> شهرة زيارة عاشورا http://portal.tabrizi.org/?p=1993 Mon, 30 Aug 2010 10:48:20 +0000 http://tabrizi.org/ar/?p=1993

asrashora

زيارة عاشوراء المباركة من الزيارات المشهورة التي أولاها العلماء الكبار عناية خاصة ونقلوها في كتبهم بنصها الكامل وذكروا معها فضليتها. وممن تعرض لعظمة هذه الزيارة ومكانتها من علمائنا الكبار: الشيخ الطوسي (رحمه الله) في «مصباح المتهجد», ابن قولويه القمي (رحمه الله) في «كامل الزيارات» والكفعمي (رحمه الله) في كتابه «البلد الأمين» وابن طاووس (رحمه الله) في «مصباح الزائر» والشهيد الأول في «المزار» وغيرهم. فزيارة عاشوراء من الزيارات المشهورة والمجرّبة التي أكّد عليها أعاظم العلماء على مرّ العصور.

كفاية الشهرة في ثبوت قسم من الموضوعات الخارجية

إن تعلُّم الأحكام الشرعية وتحصيل المسائل الفقهية يعتبر من أعظم الأعمال وأرفعها, وانتم تعلمون أن هناك بعض الشروط فيما يخص الموضوعات الخارجية, وفي جميعها أو أغلبها لابد من إقامة البيِّنة, ولكن في بعضها (الموضوعات الخارجية) تكفي مجرد الشهرة في ثبوتها, ولا يحتاج إلى إقامة البيّنة ولا إلى أي شئ آخر, ومن هذه الموارد: ما لو اشترى شخصٌ أرضاً وبعد ذلك قيل له: أن هذه الأرض كانت وقفاً. وقد سُئل الإمام (عليه السلام) عن حكم هذه المسألة فأجاب (عليه السلام) : «إذا اشتهر بين الناس أن هذه الأرض من الموقوفات فلا يجوز شرائها ولا بد من إرجاعها. ومن هذه الموارد حدود منى والمشعر الحرام, فحدود منى وعرفات إنما تثبت بالشهرة. وكذلك الحكم بالنسبة إلى المقابر, إذ ربما دُفن ميت في مكان ما قبل مئتي عام, ولا يوجد اليوم شخصٌ حيٌ شهِد دفن ذلك الميت في هذا المكان, ولكن اشتهر بين الناس أن هذا المكان هو قبر فلان بن فلان, فهنا تكفي مجرد الشهرة بين الناس.

ولأجل هذا فإن المقام الشامخ والمزار العظيم للسيدة رقية بنت الإمام الحسين ‘ ثابت بالشهرة منذ دفنها (عليها السلام) فيه, ولعل الإمام الحسين (عليه السلام) أراد أن يُبقي تذكاراً في الشام ليبقى في وعي المؤمنين, ولكي لا يأتي في المستقبل مَن يُنكر حوادث الظلم والأسر الذي تعرّض له أهل بيت الطهارة والعصمة (عليهم السلام), فهذه الطفلة الصغيرة شاهد عظيم على أن ظلم الأمويين وأسرهم شمِل حتى الأطفال الصغار, ونحن نلتزم بأن الشهرة قائمة على دفن السيدة رقية (عليها السلام) في هذا المكان, فقد استشهدت (عليها السلام) في هذا المكان ودفنت في هذا المكان, وقد أسرعنا لزيارتها (عليها السلام) ولابد من رعاية الاحترام لهذا المكان المقدس. ولا يقال أنها مجرد طفلة صغيرة السن؛ فعبد الله (عليه السلام) كان طفلا رضيعاً, ولكنه حائز على مقام رفيع إذ دفن في كربلاء مع أبيه الحسين (عليه السلام). وقد ذكروا أن دفنه في هذا المكان له دلالاته الخاصة حيث أن الإمام الحسين (عليه السلام) سيُخرج يده من الضريح وهي تحمل عبد الله الرضيع (عليه السلام). إذن فدفن السيدة رقية (عليها السلام) وهي صغيرة السن شاهد كبير ومَعلَم قوي على مقدار الظلم والأسر الذي تعرض آل البيت (عليهم السلام), هذا الظلم الذي أبكى جميع الأنبياء والمرسلين من آدم إلى خاتم الرسل محمد (صلى الله عليه وآله), إلى درجة أن الله تعالى أقام العزاء للإمام الحسين (عليه السلام) بحضور آدم. ولذا فإن احترام هذا المكان يعد من الواجبات, فلا تستمعوا إلى بعض الأباطيل التي تقال هنا وهناك, ولا تُعِيروا أهمية لبعض الأقاويل المنحرفة التي تقول أن رقية (عليها السلام) لم تكن إلا مجرد طفلة صغيرة. ألم يكن عبد الله الرضيع طفلاً صغيراً؟ ومع ذلك فهو شاهد يوم القيامة وشافع للمذنبين من الشيعة إن شاء الله تعالى.

بناءاً على هذا يجب على الجميع احترام هذا المرقد الشريف (مرقد السيدة رقية (عليها السلام)) وان لا يلتفتوا إلى الأباطيل والانحرافات التي يوسوس بها الشيطان إلى بعض الناس. إننا نتقرب إلى الله تعالى بزيارة السيدة رقية بنت الإمام الحسين (عليه السلام) هذه البنت المظلومة, والتي تنحدر من عائلة تعرّضت جميعها للظلم والأذى.

والحاصل من كل ما تقدم: إن المرحوم الميرزا (أعلى الله مقامه) يرى أن مجرد الشهرة كافية في إثبات بعض الموضوعات الخارجية. ومن هنا يمكننا – على هذا المبنى – أن نثبت أن زيارة عاشوراء لا تحتاج إلى إقامة البينة, بل تكفي مجرد شهرتها لإثبات اعتبارها وصحتها.

]]> اول یوم من شهر الرمضان المبارک http://portal.tabrizi.org/?p=1898 Thu, 12 Aug 2010 11:00:02 +0000 http://tabrizi.org/ar/?p=1898 اول یوم من شهر الرمضان المبارک یصادف یوم الخمیس ۲۵/۵/۱۳۸۹ هـ.ش  و ۱۲/۸/۲۰۱۰ م

]]>
الأمان من نار جهنم http://portal.tabrizi.org/?p=1886 Thu, 22 Jul 2010 12:53:37 +0000 http://tabrizi.org/ar/?p=1886 jahanam

جرت عادة الفقيه المقدس الميرزا التبريزي(ره) أن يصطحب معه كتابي «وسائل الشيعة» للحر العاملي(ره) و«العروة الوثقى» لليزدي إلى مجلس الدرس.

يقول الفاضل المحترم حجة الاسلام الشيخ غلام حسين الفشاركي: ذهبت إلى مكتب الميرزا التبريزي(ره) صباح أحد الأيام قبل موعد درس الشيخ، ولما أراد الخروج إلى الدرس رافقته، وحين الخروج لاحظت أن الشيخ يحمل بين يديه كتباً تمنعه من إحكام قفل باب غرفته بسهولة فتناولت الكتب من يديه حتى أغلق الباب بروية ثم توجه الي قائلاً: «أعد إليَّ كتبي!». فقلت يا سماحة الشيخ دعها معي فإنها ثقيلة وساُعيدها لكم في المسجد الأعظم (مكان الدرس). فالتفت إليّ الشيخ وقال: «أعد إليّ الكتابين فإن أحدهما فقه آل محمد والآخر روايات أهل البيت (ع) وإني اُريد أن أحملهما بيديّ لتأمنا نار جهنم غداً». وأخذ بالبكاء….

وقد تركت تلك الكلمات بالغ الأثر في نفسي ولازلت حتى اليوم اُكرر كلمته تلك; «فإنّ أحدهما فقه آل محمد والآخر روايات أهل البيت(ع)».

]]>
حقيقة الإرادة من اللّه (سبحانه) ومن العبد http://portal.tabrizi.org/?p=1683 Mon, 12 Apr 2010 11:29:11 +0000 http://tabrizi.org/ar/?p=1683 sajdeh

يمكن تلخيص : الأوّل: إن المنشأ بالأمر حتّى في الخطابات الإلهية هو الطلب الإنشائي، والطلب الإنشائي يكون منبعثاً من الطلب الحقيقي، والطلب الحقيقي من اللّه (سبحانه) هو علمه بصلاح الفعل الصادر عن المكلف دون الإرادة التكوينية منه (تعالى) التي هي العلم بالنظام الكامل التامّ. نعم ربّما توافقت الإرادة التكوينية والطلب الحقيقي المعبّر عنه بالإرادة التشريعية، فلا محيص عن اختيار الطاعة والإيمان، وربّما تخالفتا فلا محيص عن اختيار الكفر والعصيان.
الثاني: أنّ لزوم الطاعة والإيمان عند توافق الإرادتين واختيار الكفر والإيمان عند تخالفهما لا يوجب خروج الفعل عن اختيار العبد وصدوره عنه بإرادته، وأنّ المؤثّر في حصول الفعل هي إرادة العبد التي فسّرها في كلماته ـ تبعاً للقوم ـ بالشوق المؤكّد المحرّك للعضلات.
الثالث: أنّ إرادة العبد المتعلّقة بالطاعة والإيمان أو بالكفر والعصيان، وإن افتقرت في تحقّقها إلى المؤثّر لعدم كونها ضرورية وواجبة حتّى تستغني عن العلّة وإنّ مبادئها عند اجتماعها هي المؤثّرة في تحقّق الارادة، إلاّ أنّ حصول تلك المبادئ غير مستند إلى إرادة اللّه (سبحانه)، بل تستند إلى ما هو لازم الذات من السعادة والشقاوة، وشيء منهما لا يعلّل، حيث إنّ اللازم للذات لا يحتاج إلى علّة، بل يوجد بتبع وجود الشيء لا محالة.
وأساس هذه الأُمور الثلاثة، هو الالتزام بأمرين:
أحدهما: إنّ إرادة اللّه (سبحانه) من صفات الذات، وعليه تكون إرادته تعالى عين علمه، سواء كانت الإرادة تكوينية أو تشريعية، وبذلك صرّح في كلامه (قدس سره) في «وهمٌ ودفعٌ» فذكر أنّ المنشأ في الخطابات الإلهية ليس هو العلم، إذ العلم بالصلاح يتحد مع الارادة خارجاً، لا مفهوماً. وقد عرفت أنّ المنشأ ليس إلاّ المفهوم لا الطلب الخارجي، ولا غرو أصلاً في اتّحاد الإرادة والعلم عيناً وخارجاً، بل لا محيص عنه في جميع صفاته (تعالى) لرجوع الصفات إلى ذاته المقدّسة، قال أميرالمؤمنين (عليه السلام): «وكمال توحيده الاخلاص له، وكمال الاخلاص له نفي الصفات عنه»(۴).
ثانيهما: أنّ الممكن لا يوجد إلاّ مع تماميّة علّته على ما هو المعروف بينهم من «أنّ الشيء ما لم يجب لم يوجد»(۵)، بلا فرق بين الأفعال وغيرها، إرادية كانت أو غير إرادية.
أقول: أمّا الأمر الأوّل وهو ما ذكره (قدس سره) من أنّ إرادة اللّه (سبحانه) من صفات الذات وعين العلم بالنظام على النحو التامّ الكامل، وإرادته التشريعية عين العلم بمصلحة الفعل، فقد أورد عليه المحقّق الاصفهاني (قدس سره) في تعليقته بأنّ صفات الذات تختلف كلّ منها مع الصفات الأُخرى مفهوماً، وإنّما يكون مطابقها ـ بالفتح ـ واحداً خارجاً؛ لأنّه تعالى بذاته صرف القدرة وصرف العلم وصرف الإرادة، ولكن كلّ منها غير الآخر مفهوماً، وعلى ذلك فلا يصحّ تحديد إرادته (سبحانه) بالعلم بالنظام الكامل التامّ والعلم بالصلاح؛ ولذا قال أكابر القوم(۶): إنّ الإرادة في ذات الحق (جلّ وعلا) هو الابتهاج والرضا وما يقاربهما في المعنى، لا العلم بالنظام أو الصلاح في الفعل. نعم الإرادة فينا هي الشوق المؤكّد.
والسرّ في الاختلاف وتحديد الإرادة منّا بالشوق المؤكّد وفي ذات الحق (جلّ وعلا) بصرف الابتهاج الذاتي والرضا هو إنّا لمكان إمكاننا وقصور فاعليّتنا حيث نحتاج ـ في ظهور هذه الفاعلية إلى الفعلية ـ إلى مقدمات زائدة على ذاتنا من تصور الفعل والتصديق بالفائدة، فبالشوق الأكيد تصير القوة الفاعلية فعليّة ومحرّكة للعضلات، بخلاف ذات الحقّ (جلّ وعلا)، فإنّه خال عن جهات القوّة والنقص وعدم الفعلية، فإنّه فاعل بذاته المريدة، حيث إنّ ذاته بذاته مبتهجة أتمّ الابتهاج وينبعث عن الابتهاج الذاتي الإرادة الفعلية، كما وردت الأخبار بذلك عن الأئمّة الأطهار (صلوات اللّه وسلامه عليهم)، إنتهى ما أردنا إيراده من كلامه (قدس سره)(۷).
ولكن لا يخفى أنّ الشوق المؤكّد منّا لا يطلق عليه الإرادة، فإنّ الإرادة تطلق على أحد أمرين:
أحدهما: القصد إلى الفعل والعزم والبناء على العمل.
ثانيهما: بمعنى الاختيار، وهو صَرف القدرة في أحد طرفي الشيء من الفعل أو إبقائه على عدمه، والشوق المؤكّد غير هذين الأمرين، والشاهد على عدم كون الشوق المؤكّد علّة لصدور الفعل منّا فضلا عن كونه علّة تامّة هو صدور بعض الأفعال عن الإنسان باختياره بلا اشتياق منه إلى الفعل المفروض، فضلا عن كونه مؤكّداً، كما إذا أصابت عضو الإنسان آفة، يتوقّف دفع سرايتها إلى سائر بدنه والتحفّظ على حياته على قطع ذلك العضو، فإنّ تصدّيه لقطعه بالمباشرة أو بغيرها يكون بلا اشتياق منه إلى القطع، بل ربّما لا يحبّ الحياة بدون ذلك العضو المقطوع، ولكن يقطعه امتثالا لما هو الواجب عليه شرعاً تخلّصاً من عذاب مخالفة التكليف، وأيضاً الشوق المؤكّد قد يتعلّق بفعل لا يتمكّن منه ويعلم بعدم الوصول إليه، مع أنّ العاقل لا يريد غير المقدور له، وكلّ من الأمرين شاهد قطعي على أنّ الشوق المؤكّد غير الإرادة التي لا تتعلّق بغير المقدور مع الالتفات إلى أنّه غير مقدور، نعم قد يكون الاشتياق ـ مؤكّداً أو غير مؤكّد ـ داعياً له إلى إرادة المشتاق إليه أو إرادة الإتيان بأعمال يترتّب عليها ذلك المشتاق إليه جزماً أو احتمالا، وهذا أمر نتعرّض له إن شاء اللّه تعالى.
هذا بالإضافة إلينا، وأمّا بالإضافة إلى ذات الحق (جلّ وعلا) فلا دليل على أنّ إرادة اللّه (سبحانه) من صفات الذات حتّى تفسّر بالعلم أو بالابتهاج الذاتي والرضا، بل قام الدليل على أنّها من صفات الأفعال، كما أنّ الرضا والسخط أيضاً من صفات الأفعال، ولا يرتبطان بصفات الذات، كالقدرة والعلم والحياة.
فقد ورد في صحيحة عاصم بن حميد عن أبي عبداللّه (عليه السلام) قال قلت: لم يزل اللّه مريداً، قال: لا يكون المريد إلاّ المراد معه، لم يزل اللّه عالماً قادراً ثمّ أراد(۸).
وفي صحيحة صفوان بن يحيى قال: قلت لأبي الحسن (عليه السلام): أخبرني عن الإرادة من اللّه ومن الخلق؟ فقال: الإرادة من الخلق الضمير وما يبدو لهم بعد ذلك من الفعل، وأمّا من اللّه تعالى فإرادته إحداثه لا غير ذلك؛ لأنّه لا يروّي ولا يهمّ ولا يتفكّر، وهذه الصفات منفية عنه وهي صفات الخلق، فإرادة اللّه الفعل لا غير، يقول له كن فيكون، بلا لفظ ولا نطق بلسان، ولا همّة ولا تفكّر، ولا كيف لذلك، كما أنّه لا كيف له(۹)، وظاهر نفي الكيف نفي الابتهاج.
والوجدان أكبر شاهد على أنّ أفعال العباد من الطاعة والعصيان والإيمان والكفر، كلّها خارجة عن إرادة اللّه ومشيتّه، بل إرادته ومشيّته (جلّت عظمته) قد تعلّقت بتشريع تلك الأفعال على العباد، وجعل الدنيا دار الابتلاء والامتحان لهم؛ ليتميّز الخبيث من الطيّب، ومن يستمع قول الحقّ ويتّبعه عمّن يعرض عنه وينسى ربَّه ويومَ الحساب، ويشتغل بالدنيا وغرورها. نعم بما أنّ أفعال العباد تصدر عنهم بحول اللّه وقوّته، يعني بالقدرة التي أعطاها ربّ العباد إيّاهم، وأرشدهم إلى ما فيه الرشد والهداية وسعادة دنياهم وعقباهم، يصحّ أن يسند اللّه سبحانه أفعال الخير إلى نفسه، كما في قوله سبحانه: (وَما رَمَيْتَ إِذْ رَمَيْتَ وَلكِنَّ اللّهَ رَمَى) الآية(۱۰)، وقوله سبحانه: (وَما تَشاءُوْنَ إِلاّ أنْ يَشاءَ اللّهُ)(۱۱)، حيث إنّ كلّ ما يصدر عنّا هو من قبيل تحريك العضلات، ولكن معطي قوة الحركة ونفس العضلات هو اللّه (سبحانه)، وإذا أمسك قوّتها فلا نتمكّن من الفعل، فيكون صدور الفعل عنّا باختيارنا وإرادتنا، على تقدير إعطاء اللّه وعدم إنهاء ما بذله، فيصحّ أن يقول اللّه (سبحانه): لا يصدر عنك فعل إلاّ بمشيّتي، وإذا لاحظت مثل هذه الأُمور كما إذا أوجد شخص أمراً تكون تمام آلاته ومعدّاته بيد الغير وكانت بإعطائه، تجد من نفسك أنّه يصحّ للغير أن يقول: أنا أوجدت الأمر وفعلك ذلك كان بمشيّتي، فكذلك يصحّ أن يقال إنّ أفعال العباد تكون بمشيّة اللّه عزّ وجل  وربما يضاف إلى صحّة الإسناد إلى اللّه عزّ وجلّ ملاحظة لطفه وتأييده وعنايته سبحانه إلى العبد

(۴) نهج البلاغة: الخطبة ۱ / ۳۹٫
(۵) الأسفار: ۱ / ۲۲۱، الفصل ۱۵٫
(۶) القبسات للسيد ميرداماد: ص ۳۲۲٫
(۷) نهاية الدراية: ۱ / ۲۷۸٫
(۸) الكافي: ۱ / ۱۰۹، باب الإرادة أنّها من صفات الفعل، الحديث ۱٫
(۹) الكافي: ۱ / ۱۰۹، باب الإرادة أنّها من صفات الفعل، الحديث ۳٫
(۱۰) سورة الأنفال: الآية ۱۷٫
(۱۱) سورة الإنسان: الآية ۳۰٫٫

]]>