زواج – مدرس آیت الله العظمی میرزا جواد تبریزی ره http://portal.tabrizi.org Thu, 19 Nov 2009 12:24:11 +0000 fa-IR hourly 1 https://wordpress.org/?v=6.6.2 زواج أمير المؤمنين (ع) من فاطمة (س) http://portal.tabrizi.org/?p=11737 http://portal.tabrizi.org/?p=11737#respond Thu, 19 Nov 2009 12:24:11 +0000 http://tabrizi.org/ar/?p=1225 ali&fateme

كانت فاطمة (عليها السلام) ذات صبغة خاصة وميزة عالية، حتى سماها أبوها اُم أبيها، وقال فيها رسول الله (ص)  أيضاً: «يا فاطمة، إن الله (عزّ وجلّ) يغضب لغضبك، ويرضى لرضاك».

إن هذه المنزلة لهذه السيدة الجليلة والحظوة عند الله وعند رسوله (صلى الله عليه وآله)، وما فيها من كمال وعظمة، جعلت كل مسلم يتمنى الاقتران بها، وإبداء رغبته فيها، وخصوصاً أكابر قريش. فتقدم أبوبكر وعمر وآخرون، وكل يخطبها لنفسه، إلا أن الرسول (صلى الله عليه وآله) يعتذر عن الاستجابة لطلبهم، ويقول: «لم ينزل القضاء بعد».

روى السيد الأمين في «المجالس السنية» ما ملخصه: جاء علي (عليه السلام) إلى رسول الله (صلى الله عليه وآله) وهو في منزل اُم سلمة, فسلم عليه وجلس بين يديه، فقال له النبي (صلى الله عليه وآله) : أتيت لحاجة؟ قال: نعم، أتيت خاطباً ابنتك فاطمة, فهل أنت مزوّجني؟. قالت اُم سلمة: فرأيت وجه النبي (صلى الله عليه وآله) يتهلل فرحاً وسروراً، ثم ابتسم في وجه علي (عليه السلام), ودخل على فاطمة (عليها السلام) وقال لها: «إن علياً (عليه السلام) قد ذكر عن أمرك شيئاً، وإني سألت ربي أن يزوجك خير خلقه، فما ترين؟ فسكتت، فخرج رسول الله (صلى الله عليه وآله) وهو يقول: (الله أكبر,سكوتها إقرارها). أمر رسول الله (صلى الله عليه وآله) أنس بن مالك أن يجمع الصحابة، ليعلن عليهم نبأ تزويج فاطمة لعلي (عليهما السلام)، فلما اجتمعوا قال لهم: «إن الله تعالى أمرني أن أزوج فاطمة بنت خديجة من علي بن أبي طالب». ثم أبلغ النبي (صلى الله عليه وآله) علياً, بأن الله أمره أن يزوجه فاطمة على أربعمئة مثقال فضة، وكان ذلك في اليوم الأول من شهر ذي الحجة من السنة الثانية للهجرة.

إن هذا الموقف الإلهي يستثيرنا إلى السؤال المهم عن ذلك، وهو: لم الرسول (صلى الله عليه وآله) لم يجعل الأمر لفاطمة الزهراء في الاختيار لنفسها؟ ولماذا لم يرخص للرسول (صلى الله عليه وآله) وهو أبوها ونبيها بتزويجها ـ والنبي أولى بالمؤمنين من أنفسهم ـ إلا بعد أن نزل القضاء بذلك؟. فلابد من وجود سر في ذلك يعلمه الله ورسوله (صلى الله عليه وآله) يرتبط بهذا الزواج وهذه العلقة الإنسانية المباركة، وهي رابطة زواج الصديقة الطاهرة بابن عمه علي بن أبي طالب (عليه السلام) كما كان يسميه رسول الله (صلى الله عليه وآله) نفسه. وهو الذي تربى في بيت رسول (صلى الله عليه وآله)، وشب في بيت الوحي والنبوة الخاتمة، حتى وصف علاقته (عليه السلام) بالرسول (صلى الله عليه وآله): «ولقد كنت أتبعه اتباع الفصيل أثر أمه…. ولم يجمع بيت واحد يومئذ في الإسلام غير رسول الله (صلى الله عليه وآله) وخديجة وأنا ثالثهما، أرى نور الوحي والرسالة، وأشم ريح النبوة».

وشاء الله تعالى امتداد الذرية المعصومة من أمير المؤمنين وفاطمة (عليهما السلام)، ليكونوا هداة الاُمة، فكان هذا الزواج الميمون، فلم يتصرف الرسول (صلى الله عليه وآله) حتى نزل القضاء، كما هو (صلى الله عليه وآله) صرح ولمح.

فالصلاة والسلام على فاطمة وأبيها، وبعلها وبنيها، والسر المستودع فيها.

]]>
http://portal.tabrizi.org/?feed=rss2&p=11737 0