المیرزا جواد التبریزی – مدرس آیت الله العظمی میرزا جواد تبریزی ره http://portal.tabrizi.org Mon, 11 Apr 2011 10:45:13 +0000 fa-IR hourly 1 https://wordpress.org/?v=6.6.2 ما هي صفات طالب العلم، أرجو أن تنصحوننا؟ http://portal.tabrizi.org/?p=2499 Mon, 11 Apr 2011 10:45:13 +0000 http://tabrizi.org/ar/?p=2499 altalabate2

ما هي صفات طالب العلم الجيد، أرجو أن تنصحوننا؟

إن لفترة الشباب دور أساس في مستقبل طالب العلم، فإذا ما بنى نفسه وأحسن الاستفادة من وقته فإن مستقبله سيكون لامعاً مضيئاً، ومتانة الدراسة واكتساب المعنويات والتقرب إلى الله تعالى، وتهذيب النفس اُمور إن أولاها طالب العلم أهمية منذ أيام شبابه وابتداء دراسته الحوزوية( ۱ ) فإن توفيقه أمر محتم، ادرس لله واترك الأمر لله تعالى وستكسب النورانية بإذن الله التي ستعقبها السعادة الدنيوية والاُخروية.

واغتنم الفرص فإن الشباب سرعان ما يمضي وفقك الله.

—————————————————————

پی نوشت :

(۱) يقول الحاج كريم رهبر شقيق الميرزا جواد التبريزي المقدّس: قرر الميرزا التبريزي مع اثنين من زملاءه في المدرسة العصرية ترك مدرستهم والالتحاق بالحوزة العلمية، فأخفق الأول من زملاءه في المتابعة وعاد إلى مدرسته بعد أيام من تركها، وأما الثاني فكان حظه كحظ الأول إذ لم يستطع المتابعة فعاد بعد زميله الاول بايام إلى مدرسته لكن الميرزا كان قد شرع درسه الحوزوي بكل جدّ وحزم، ولا يفوتني أن أذكر بالذكاء الذي كان يتمتع به الميرزا فقد حاز في الدراسة العصرية على المرتبة الاُولى في الفصل الأول لكل منطقة آذربيجان، وبعد مرور عدة أيام قام مدير المدرسة بالاستعلام من والدي عن سبب تغيب الميرزا المرحوم فأجابه الوالد: إنه لا يرضى بالعودة إلى المدرسة ويرغب بأن يصبح من علماء الدين، لكن مدير المدرسة لم يقنعه ذلك الكلام فقرر التكلم مع نفس الميرزا+.

يتابع الحاج كريم رهبر قائلاً: فقام المدير بشراء بعض الهدايا وقصد حجرة الميرزا في المدرسة الطالبية التابعة للحوزة العلمية في تبريز وشرع بتقديم النصح له: بني! إنّ لك مستقبلاً نيّراً تستطيع أن تحصل على رتبة علمية كبيرة تفيد بها المجتمع و… واصر عليه كثيراً غير ان الميرزا مع كل احترامه لمدير المدرسة أجابه بالقول: «إنني أرغب أن أخدم في هذا السلك»، وعبثاً راحت جهود المدير في تقديم الوعود الكثيرة للميرزا باعطاءه الامتيازات ومساعدته في اُمور شتى حيث رفضها جملة وتفصيلاً وقال: «انني أرغب أن أكون طالب علم وأخدم الدين والمذهب وهذا هو الطريق الذي اخترته وسأطويه إلى آخره باذن الله تعالى».

وفي النهاية بلغ الميرزا بتلك النية الطاهرة ما كان يأمله من الأهداف الالهية وتمكن من تربية تلامذة أخيار وترك العديد من المؤلفات العلمية المفيدة، وقد وفق لاحداث تحول كبير في الحوزة العلمية في قرنه، فقد ترك جيلاً من أساطين الحوزة العلمية الأقوياء الذين تتلمذوا على يدي الفقيد الراحل.

– قال الحاج مير علي أكبر فردوس (وهو من خيّرين ومتديني تبريز، وكان على علاقة ومعرفة بالفقيه المقدس الميرزا التبريزي+ من زمن دراسته في المدرسة الطالبية في تبريز وكان وكيلاً وأميناً للميرزا في تبريز) في جمع من الناس: كان من الواضح التفات الطلاب إلى الميرزا حينما كان يتردد في المدرسة الطالبية واشارة بعضهم إلى بعض قائلين: انه طالب كثير الفضل موفق في دراسته وتحصيله، وكانوا يستغلون كل فرصة للاستفادة منه.

وأما مقامه العلمي فقد كان واضحاً على ذلك الشاب الذي كان يتمشى في المدرسة الطالبية ذلك الوقت، فقد كان يصرف جميع وقته في الدرس والبحث وكان عاشقاً لطلب العلم، وكان الطلاب يسعون لاستغلال فرصة تردده في أنحاء المدرسة أو أي فرصة ممكنة للاستفادة من علومه الغزيرة، وكان يتوقف لهم ويجيبهم على اشكالاتهم واستفهاماتهم بكل محبة، وكان يفرع على كل سؤال يتوجه إليه العديد من الفروع الاُخرى ويغني السائل من علمه.

– يقول حجة الاسلام والمسلمين السيد مرتضى الموسوي: لقد كان الميرزا التبريزي+ عجيباً في التزامه بالدروس; فقد كان موفقاً ومحطاً للعناية الالهية حيث أنه لم يعطل دروسه حتى ليوم واحد ضمن السنوات الخمسة عشر التي درستها عنده اللهم ما عدا يوم واحد! وقد تعجبنا كثيراً حينما أعلن عن تعطيل ذلك اليوم، فقد توجهت مع مجموعة من الأصدقاء إلى بيت الميرزا ذلك اليوم لنطمئن عن أحواله، فاستقبلنا ورحب بنا، ومن ظاهر حاله عرفنا أنه محموم.

ومن الاُمور الملفتة للنظر والتي تستحق الذكر وليس لها تفسير سوى عناية ولي العصر× به+ وهي تنظيم الدروس طوال السنوات الأربعة التي كان فيها مريضاً حيث كانت دروسه مستمرة ومنظمة طوال فترة العلاج، ولم يمنعه ذلك عن الاستمرار كما لم يدفعه ذلك إلى تعطيل الدرس، وهذا لم يكن ليحصل لولا عناية الحجة ابن الحسن العسكري×. لقد استمر بالقاء دروسه إلى آخر أيام الدرس في الحوزة العلمية واشتد مرضه في أيام عطلة الحوزة ، وبعد ۲۵ يوماً على اشتداد المرض التحق للقاء ربه.

ان للميرزا مكانة كبيرة في قلوب تلامذته، حيث لايعقد مجلس من المجالس التي يتجمعوا فيها إلا ويتناقلوا فيه ذكر الميرزا+، لقد كان الميرزا التبريزي+ حارساً أميناً مدافعاً عن مباني التشيع الحقة وناقلاً لعلوم آل محمد واليوم تفتخر الحوزة العلمية بتلامذة ذلك الفقيه المقدس، إنّ التحول العلمي في الحوزة العلمية كان رهناً لجهاد ذلك العالم الحر، اللهم زد في علو درجاته آمين يارب العالمين.

يقول الشيخ اسماعيل الكلداري البحراني: استيقظت صباح أحد أيام الشتاء فرأيت الثلج قد لف جميع أنحاء البيت، فوقعت في حيرة التردد بين الذهاب إلى الدرس وبين البقاء في البيت، أما في الخارج فقد كانت السماء تجود بما لديها من الثلوج وبعد جهد جهيد هيّأت نفسي وخرجت من البيت متجهاً إلى الدرس، وكان طريقي يمر من جانب حرم السيدة المعصومة÷، كانت الشوارع خالية من المارة لشدّة المطر وبرودة الجو، وفي أثناء الطريق إذا بي أرى طالب علم يمشي في ذلك الجو وقد غطّى رأسه بعبائته والسماء لا زالت ترسل بثلوجها الغزيرة، فغطت الثلوج عباءة ذلك الطالب، ولما اقتربت منه عرفت أنه الميرزا التبريزي+، كان يحمل بيده كتاب وسائل الشيعة فإذا بقدماي تضعفان عن المشي، وللحظة رحت أحدق بذلك الوجه النوراني ورحت اُحدّث نفسي بالرغم من كونه نائب الامام × ومع هذ السن المتقدم إلا أنه يجدّ السير إلى الدرس وأنا الشاب اُحدث نفسي بعدم المضي إلى الـدرس؟! فتأثرت لهذا المنظر كثيراً و كلما تذكرت هذا المشهد أغـوص فـي فكري واُحدث نفسي; إلهي كم هؤلاء مقربون من ساحة قدسك يصلون الليل

– بالنهار سعياً لحفظ الدين ونشر المذهب، وقد أحدث هذا المنظر تغييراً جذرياً في طريقة دراستي، رحم الله الميرزا فقد كانت جميع حركاته دروساً وعبر، لقد كان درسه الاول الذي علمنا اياه هو الولاء وحب أهل البيت^ وأوجد في قلوبنا تحولاً عظيماً، ثم علمنا بفعله وعمله كيفية طلب العلم والجدّ في التحصيل طابت ذكراه. يقول حجة الاسلام والمسلمين الشيخ حسين الكاتبي: لم اُسجّل على الميرزا التبريزي+ تعطيلاً واحداً في طول العشرين السنة التي درست فيها على يديه، فقد كنت أحضر درسي الميرزا الصباحي والمسائي، وفي أحد الأيام لم يحضر الميرزا إلى الدرس المسائي، فقلت لبعض الطلبة: وأخيراً سجلنا على الشيخ تغييباً واحداً! وتهيّأ الطلاب للخروج من مجلس الدرس وإذا بنا نرى الميرزا يدخل المسجد (محل الدرس)، فهمس الطلاب باذن بعضهم البعض:حتى في هذا اليوم الذي توقعنا فيه تعطيل الدرس قد حضر الميرزا+. سُئل الميرزا عن سبب تأخره عن الدرس؟ فأجاب: «لقد كانت ساعتي غير مضبوطة فوقع فيها الاشتباه لهذا لم أتمكن من الحضور في الوقت المقرر»، فإذا استثنينا بعض أيام المرض فإننا لا نجد الميرزا قد تغيب عن درسه، لقد كان يحترق بكل عشق كالشمعة ليربي طلاباً فضلاء مفيدون، وقد وفق بلطف الله تعالى في هذا واليوم نرى تلامذة هذا العالم الرباني يديرون دفة السطوح العالية في الحوزة العلمية.

يقول حجة الاسلام والمسلمين الشيخ رضا الانصاري: ذات يوم لم يحضر خادم حسينية أرك فبقي الباب مقفلاً لذا فان أغلب الطلاب الذين تجمّعوا على باب الحسينية تفرقوا شيئاً فشيئاً بعد أن يأسوا من مجيء خادم الحسينية، وفي هذه الأثناء جاء الميرزا التبريزي+ وبعد اطلاعه على الأمر وبدل أن يعلن تعطيل الدرس توجه

– إلى ما تبقى من الطلاب قائلاً: «اليوم نتابع درسنا في سرداب منتدى جبل عامل (بجانب حسينية أرك)».

وتوجه الميرزا إلى المكان المذكور وتبعه بقية الطلبة وتابع بحثه كما في سائر الأيام الاُخرى.

يقول حجة الاسلام والمسلمين الشيخ رضا الانصاري: ذات يوم وبينما كان الميرزا التبريزي+ يلقي درسه في حسينية أرك ايام الحرب المفروضة إذا بصفّارة الإنذار يعلو صوتها، وكان علامة على هجوم جوي للعدو الكافر، وفي هذه الأثناء وفي جو من الخوف والوحشة تهتز الحسينية على أثر انفجار مهيب، وكان من الشدة بحيث تناثر التراب من سقف الحسيينة على رؤوس الطلاب، وبعد هدوء الوضع قام الميرزا التبريزي+ بعد اطمئنانه على سلامة الطلاب باكمال الدرس طبق البرنامج اليومي.

طيّب الله روحه وذكراه وأكثر الماشين على خطاه، فإنه إضافة إلى التحول الكبير الذي أحدثه في السلك العلمي للحوزة كان المدافع الصادق عن الولاية كذلك، وقد أحدث فقده اليوم خلأ محسوساً.

إنا لله وانا اليه راجعون، رحمة الله عليه رحمة واسعة وحشره الله مع النبي المصطفى وآله الطاهرين الأطيبين، صلوات الله عليهم أجمعين، والحمد لله رب العالمين.

اخذت من کتاب النصایح آیة الله العظمی المیرزا جواد التبریزی (ره)

]]> الأسئلة والأجوبة – الوضوء http://portal.tabrizi.org/?p=2493 Sun, 10 Apr 2011 11:09:42 +0000 http://tabrizi.org/ar/?p=2493 al-vozo

في الوضوء عندما نمسح علی الرأس یکون هناك بلل ناتج عن غسل الوجه علی الشعر فهل یعتبر هذا أشکال فی المسح؟ وإن کان نعم فما الحل لهذا الاشکال ؟
شکرا لجهودکم الجبارةوعلی حسن تعاونکم معنا.

بسمه تعالی : یجفف موضع المسح قبل المسح بمندیل و نحوه ثم یمسح علی الرأس والله العالم.

ما هو حکم وضع الوشم المتعارف علیه في الدول الغربیة علی اجزاء الجسم واثره علی غسل و وضوء المسلم و ذلك بوخز الابرة  وخروج الدم مما یتسبب بذلك وشم علی الجسم لایزول؟
بسمه تعالی : الوشم تحت الجلد لا یمنع من وصول الماء الی البشرة في الوضوء والغسل والله العالم.

حدث في یوم انقطع جمیع الماء في الکلیة فوجدت اناس یتوضأون بماء معبأ في اکواب فسألتهم من أین احضروا الماء فقالوا من اخر القسم و هو مکان وضع فیه الماء مخصص للطلاب یوزع علیهم مجانا حین قالوا لي ذلك ایقنت انه مشروع و أخذت منهم بعض الماء بعد سؤالهم و توضأت به ثم صلیت بنیة صافیة أنه خاص بالطلاب و لکن بعد ذلك شککت في صحة صلاتي و خاصة أني صائم فلما عدت الی البیت اعدت الصلاة خوفاً من عدم صحتها و بناء علی ذلك بطلانها و الصوم أیضاً

بسمه تعالی: صلاتك  بوضوءك بالماء المذکور صحیحة و لاحاجة إلی اعادتها في الوقت أو قضائها خارج الوقت والله العالم.

ما حکم الشعر المزروع علی الرأس والذي ینمو و یسقط و یتجدد نموه في المسح علیه و غسله مع الأغسال، مع العلم أنه یختلف عن الشعر الملصوق علی الرأس بمواد لاصقة و الذي لا ینمو و لا یتجدد؟

بسمه تعالی: یجب المسح علی البشرة في الوضوء و کذا یجب غسل البشرة في الغسل في الفرض الاول و اما الشعر اللاصق فلا یجوز المسح علیه في الوضوء وکذا غسله في الغسل بل یجب ازالته لأنه حاجب والله العالم.

کیف یطمئن المکلف بأنه غسل یدیه غسلة واحدة أو غسلتین ، فبعض المکلفین یغسلون أیدیهم ببطء شدید و البعض الآخر بسرعة لکی لاتعتبر أنها غسلتان في الوضوء؟

بسمه تعالی: اذا استوعب الماء کامل الید فقد تحققت الغسلة التامة و لافرق بین کون الغسل بالسرعه او مع البطء والله العالم.


هل یکفي الطهارة بغسل الموضع أو الملابس و نشرها في داخل البیت المسقوف من حیث عدم وصول الشمس إلی الملابس فهل یکفي فیها الطاهرة بدون عرضها إلی الشمس.

بسمه تعالي: لا بأس بنشر الملابس للتجفیف في المکان المسقوف ولا یعتبر اشراق الشمس علیها في الطهارة والله العالم.

]]>
بعض اللمحات التی لمحتها شخصیاً عن المیرزا جواد التبریزی (ره) http://portal.tabrizi.org/?p=2247 Wed, 08 Dec 2010 12:37:43 +0000 http://tabrizi.org/ar/?p=2247 Z-KHABAZ

لستُ أنا هنا بصدد الحديث التحليلي عن شخصية المرجع الديني الكبير، سماحة آية الله العظمى، الشيخ التبريزي (طيب الله تربته، ورزقنا شفاعته) فإنَّ ذلك مما أعترف بعجزي وقصوري عنه، وإنما بصدد تجلية بعض اللمحات التي لمحتها شخصياً في شخصيته المباركة، والتي أجد من الضرورة تسجيلها وتخليدها، إذ لعلَّ غيري قد يفوته ذكرها.

بسم الله الرحمن الرحيم

۱ ـ اللمحةُ الأُولى : قوةُ التوكل.

من المراتب العالية جداً التي لا يصل لها إلا القلة من الأولياء : مرتبة التوكل، والتي تعني الاطمئنان التام، والثقة الكاملة بذات الحق سبحانه وتعالى، المنعكسة عن عمق المعرفة بالله، وقوة اليقين بجمال أفعاله وصفاته.

إذ ليس يقوى العبد على الوصول إلى شامخ هذه المرتبة، إلا فيما لو فَوَّضَ كل اُموره إلى خالقه المدبّر، مع الاعتقاد الجازم بأنه تعالى لا يصنع بعبده إلا ما فيه صلاحه، وترى العبد المتوكل في هذه المرتبة لا يعرف طريقاً إلى الأسباب الظاهرية التي قد توصله إلى مطلوبه، لأنَّ قلبه قد ارتقى عنها مرتقىً بعيداً، وصار بحيث لا يعرف سوى ربه سبباً.

وهكذا كان شيخنا التبريزي (طيب الله تربته، ورزقنا شفاعته) فإنه كان في عظمة توكلهِ اُعجوبةً من أعاجيب الزمان، وإنَّ مواقفه الشريفة لأوضحُ شاهد على ذلك، وسوف أكتفي بعرض موقف من مواقفه، فإنَّ فيه الكفاية للدلالة على ما اُريد الاستشهاد عليه.

وذلك عندما وقف موقفه التأريخي حول موجة التشكيك في مصائب السيدة الطاهرة، المظلومة الشهيدة (أرواحنا لتراب نعلها الفداء) فإنه قد توالت عليه حينها الكثيرُ من الرسائل والفاكسات المهددة والمتوعدة، وهذا ما أوجب إثارة مشاعر الخوف والقلق عند ذويه وأصحابه، فطلبوا منه مرافقته عند خروجه من محل تدريسه ـ حيث كان لا يرضى بذلك في سابق الزمان ـ غير أنه قد رفض ذلك أشدَّ الرفض، وقال : إنَّ التي بذلتُ نفسي للدفاع عنها، هي التي ستتكفّل بحفظي.

وهكذا كانَ يخرجُ ـ كما كنّا نراه ـ من محل درسه في المسجد الأعظم، بجوار حرم كريمة الأئمة، وسليلة أهل العصمة (عليها أفضل الصلاة والتحية) ويتجه إلى بيته وحيداً، من غير أن يرافقه أحد، مع أنَّ تلك الفترة كانت من أصعب وأشدّ وأحرج الفترات التي عاشها (رضوان الله عليه)، حيث كان فيها مُعرّضاً للخطر والضرر في أيّ لحظة، ولكنه مع ذلك لم يأبه ولم يعبأ، وهذا إن كان يكشف عن شيء فهو يكشف عن عمق يقين المعرفة لديه، وعظمة ثقته بالله وجنوده (عليهم السلام)

۲ـ اللمحةُ الثانية : الاهتمام بمأساة سيد الشهداء (ع).

هُنالكَ ظاهرة عجيبة في مسيرة الآية التبريزي (قده) تشد المتأمل إليها، وهي انشداده إلى مأساة سيد الشهداء الحسين (عليه السلام)، وكان لهذا الانشداد عدّة مبرزات تجلّت في مواقفه وأقواله، وسوف أكتفي بعرض أحدها، لأنه كفيل بإبراز تلك الحالة الولائية عنده من ناحية، وإزالة الغبار عن بعض المفاهيم والتصورات المشوّهة من ناحية اُخرى.

والموقف الذي ألمحتُ إليه، هو : أن الشيخ التبريزي (قده) كان شديد الاهتمام بخطباء المنبر الحسيني الشريف، وحريصاً جداً على تقديرهم وتبجيلهم، ولم يكن هذا منه (طيب الله تربته) إلا لأجل أنّ الخطباء الكرام (أعزّهم الله تعالى) هم أصوات الخطب الحسيني، من خلال إثارتهم وعرضهم لمصائب سيد الشهداء الحسين (ع) والصفوة الطاهرة من أهله وصحبه.

فكان (قده) إذا عُرِّفَ لديه خطيب بأنه من أهل المصيبة والإبكاء، يبتهج بذلك للغاية، ويُظهر له تمام التقدير والاحترام، وهو بهذا يريد أن يبيّن بأنَّ قيمة المنبر الحسيني تكمن في مقدار ما يحتويه من إثارة معالم مظلومية أهل البيت (عليهم السلام) وإلهاب الوجدان العاطفي والولائي في نفوس مَن يجتمعون تحت ظلاله الوارفة.

ففي الوقت الذي تتعالى فيه الصرخات من هنا وهناك بانعدام دور المنبر الحسيني الشريف، وأنه لا زال يسير في ركب التخلف، وأن خطباء المنبر لا همَّ لهم إلا استدرار الدمعة وإثارة المظلومية، نجد أنَّ المرجع الراحل (قده) يؤكد على خطأ مثل هذه المفاهيم، من خلال تعظيمه لخطباء الدمعة الحسينية والصرخة الفاطمية، والإشادة بهم والتنويه بفضلهم.

وهو بهذا يكرس المفاهيم المستقاة من روايات أهل البيت (عليهم السلام)، فإنَّ المتتبّع لها يصل إلى أنّ الغاية المنشودة لهم (عليهم السلام) من وراء تأسيس المآتم الحسينية، وتشييد المنابر الشريفة، هي : تأجيج الحالة العاطفية لأتباعهم، من خلال عرض مصائبهم ومظلوميتهم، إذ أنَّ هذا كفيل بمضاعفة عواطف الولاء لهم (ع) من ناحية، وبتحريك مشاعر العداء تجاه أعدائهم وقتلتهم وغاصبي حقوقهم (عليهم أشد اللعنة والعذاب) من ناحية اُخرى.

والشاهدُ على ما ذكرناه : «ما وردَ عن الإمام الصادق (عليه السلام) من أنه قال للفضيل : تجلسون وتتحدثون ؟ قال: نعم، جعلتُ فداك، قال: إن تلك المجالس اُحبها، فأحيوا أمرنا، رحمَ الله من أحيى أمرنا، يا فضيل من ذكرنا أو ذُكرنا عنده، فخرج من عينه مثل جناح الذباب، غفر الله له ذنوبه، ولو كانت أكثر من زبد البحر».

فإنه ليس يخفى على المتأمل في هذه الرواية الشريفة، كيف أن الإمام (عليه السلام) قد اعتبر أن قيمة المجالس التي يجتمع فيها الشيعة، إنما هي بذكر أهل البيت (عليهم السلام) الموجب لتحريك الدموع ليس إلا، مما يعني أن الغاية المحورية التي ينشدها المعصومون (عليهم السلام) من وراء الدعوة إلى المآتم الحسينية الشريفة هي الدمعة أولاً وآخراً.

ولا يعني هذا التقليل من أهمية الاستفادة من المنابر الحسينية الشريفة في إيصال معارف المعصومين (عليهم السلام) لشيعتهم، ضرورةَ أنَّ الاستفادة من آلية المنبر الشريف في نشر المعارف الإلهية، هو الآخر من مصاديق إحياء أمر أهل البيت (عليهم السلام)، حيث ورد عن الهروي أنه قال: «سمعت الإمام الرضا (عليه السلام) يقول : رحم الله عبداً أحيى أمرنا، قلتُ : وكيف يحيي أمركم ؟ قال : يتعلم علومنا ويعلمها الناس».

فالاستفادة من المنبر الحسيني في نشر معارف الأئمّة (عليهم السلام) لاريب في رجحانها، لاندراجها ضمن عمومات الإحياء، غير أنه ليس هو الهدف الأساس الذي تكمن وراءه قيمة المنبر الحسيني وخطبائه، بل القيمة كلها كامنة في مدى إثارة المنبر الحسيني لمظلومية المعصومين(عليهم السلام) ونشر مصائبهم المفجعة، وهذا هو ما كان يؤكد عليه الشيخ التبريزي (طيب الله ثراه) في تعامله مع خطباء الدمعة الحسينية.

۳ـ اللمحةُ الثالثة : بذلُ النفس في تحصيل العلم.

كانت هنالك خصوصية يتمتع بها الشيخ التبريزي (قدس سره) لم ألحظها عند غيره من معاصريه، وهي خصوصية (قوة الاستحضار) بحيث كان ذهنه الشريف أشبه شيء بجهاز الحاسب الالكتروني، فما كنتَ تطرح عليه فرعاً من الفروع الفقهية، إلا وكان ينحدر كأنه السيل، فكانَ ـ في أغلب الأحيان ـ يستعرض متون الروايات المرتبطة بذلك الفرع، بل ويستحضر حتى أسانيد الأخبار، إلى جانب استحضاره لسائر الكبريات الاُصولية المرتبطة بصغرياتها، وكأنكَ قد ضغطتَ – بسؤالكَ له – على زرٍ من أزرار جهاز الحاسوب، ليوافيك بجميع المعلومات المتعلقة بسؤالك بكل تفصيل ودقة.

وقد أثارت قوةُ استحضارهِ هذه روحَ الفضول عندي ذاتَ مرة، فسألته وقلتُ له : مولانا،كيف يستطيع الطالب أن يجعل قوة الاستحضار لديه بهذه المثابة ؟ فأجابني قائلاً : أيها السيد، إنَّ هذا يحتاج إلى جهد كبير.

والأمر كما أفاده (عطر الله مثواه) إذ أن التوفر على قوة الاستحضار، كما يتوقف من ناحية على نضج قوة الذاكرة لدى الطالب، كذلك يحتاج إلى بذل الجهد المضاعف في تحصيل العلمين العظيمين : الفقه والاُصول، وما يرتبط بهما من معارف رجالية وحكمية وكلامية و… .

وإنَّ المستوى الشامخ الذي كان عليه شيخنا التبريزي (قده) في قوة الاستحضار، لمؤشر واضح على مدى الجهد الشديد الذي قد بذله (طابت في أعلى الجنة نفسه) في طريق تحصيل معارف المعصومين (عليهم السلام) حتى أصبح في طليعة فقهاء الطائفة المحقة في المرحلة المتأخرة.

وفي الختام: أجد نفسي متحيراً أمام شخصية هذا العلَم العملاق، لذلك فإنني أستحث الخطى من أجل إنهاء هذه السطور بشكل عاجل، وإنه ليطيب لي أن أختمها بذكر نفحة من نفحات شيخنا المقدس في أواخر أيام حياته، حيثُ كانَ في ظل الضعف والمرض ـ وهو على سرير الموت ـ لايترنم لسانه المبارك بشيء من الكلام، إلا بكلمة واحدة، وهي كلمة : (يا زهراء) إذ أنَّ هذا الاسم المقدّس قد انتقشت حروفه على صفحات قلبه وبذلک جری علی لسانه، فصار لا ينتشي ولا يطرب ولا يلتذ إلا بذكر اسم السيدة الشهيدة الزهراء (أرواحُ جميع ما خلقَ اللهُ لها الفداء) لأنه ذاب عشقاً فيها، وولاءً لها، والعاشق لا يلتذ إلا بذكر معشوقه، فكانت حياته مع الزهراء، ومماته مع الزهراء، وسنراه ـ إن شاء الله تعالى ـ يوم القيامة، وهو يحمل أكبر راية كُتبَ عليها : (يا لثارات الزهراء).

وإنا لله وإنا إليه راجعون

ضياء السيد عدنان الخباز

قم المقدسة : ۳ / ۱۱ / ۱۴۲۷ هـ

]]> مقدار زکاة الفطرة http://portal.tabrizi.org/?p=2022 Thu, 09 Sep 2010 10:48:55 +0000 http://tabrizi.org/ar/?p=2022 zakat-fetre5

مقدار زکاة الفطرة لکل فرد ثلاثة کیلو حنطة الذی قیمته الآن فی السوق۱۵۰۰ تومان(یعادل ۱٫۵$ دولار) ، ولکنه یستحب للذین یکون  طعامهم الغالب هو التمن ، هو آن یعطوا ثلاثة کیلو منه ، و بما آنه هناک اختلاف بین قیمة التمن الخارجی و الداخلی فلذا لم یعین قیمتها .

]]>
الدورة الصيفية في مدرسة وحسينية – سورية ، سيّدة الشام http://portal.tabrizi.org/?p=1942 Sat, 14 Aug 2010 11:33:55 +0000 http://tabrizi.org/ar/?p=1942 انتهاء الدورة الصيفية في مدرسة وحسينية استاذ الفقهاء والمجتهدين الميرزا جواد التبريزي(رحمه الله) في سورية ، سيّدة زینب (سلام الله عليها)

دامت بحول الله وقوّته شهرين الدورة الصيفية (للإمام المهدي(عج)) للأطفال والطلائع والشباب في حسينية استاذ الفقهاء والمجتهدين الميرزا جواد التبريزي(رحمه الله) في سورية ـ سيدة زینب (سلام الله عليها) وكان الهدف من هذه الدورة الصيفية هو تربية وتعليم الأطفال والطلائع والشباب مع معالم أهل البيت(عليهم السلام). ونحمد الله على أنها كانت ذانتائج قيّمة. وبالإضافة إلى التربية والتعليم المأخوذ من القرآن والحديث والفقه (المسائل الشرعية) والشعائر الحسينية كان هناك تفريح سالم لهم اختص اطراف الشام.

****

scan0004

scan0005

scan0007

scan0006

scan0008

]]>
الأمان من نار جهنم http://portal.tabrizi.org/?p=1886 Thu, 22 Jul 2010 12:53:37 +0000 http://tabrizi.org/ar/?p=1886 jahanam

جرت عادة الفقيه المقدس الميرزا التبريزي(ره) أن يصطحب معه كتابي «وسائل الشيعة» للحر العاملي(ره) و«العروة الوثقى» لليزدي إلى مجلس الدرس.

يقول الفاضل المحترم حجة الاسلام الشيخ غلام حسين الفشاركي: ذهبت إلى مكتب الميرزا التبريزي(ره) صباح أحد الأيام قبل موعد درس الشيخ، ولما أراد الخروج إلى الدرس رافقته، وحين الخروج لاحظت أن الشيخ يحمل بين يديه كتباً تمنعه من إحكام قفل باب غرفته بسهولة فتناولت الكتب من يديه حتى أغلق الباب بروية ثم توجه الي قائلاً: «أعد إليَّ كتبي!». فقلت يا سماحة الشيخ دعها معي فإنها ثقيلة وساُعيدها لكم في المسجد الأعظم (مكان الدرس). فالتفت إليّ الشيخ وقال: «أعد إليّ الكتابين فإن أحدهما فقه آل محمد والآخر روايات أهل البيت (ع) وإني اُريد أن أحملهما بيديّ لتأمنا نار جهنم غداً». وأخذ بالبكاء….

وقد تركت تلك الكلمات بالغ الأثر في نفسي ولازلت حتى اليوم اُكرر كلمته تلك; «فإنّ أحدهما فقه آل محمد والآخر روايات أهل البيت(ع)».

]]>
مجالس العزاء الحسيني فی المدرس http://portal.tabrizi.org/?p=1441 http://portal.tabrizi.org/?p=1441#respond Wed, 30 Dec 2009 13:03:55 +0000 http://tabrizi.org/ar/?p=1441 أقيمت مجالس العزاء الحسيني من اول یوم محرم الحرام الی يوم الثاني عشر في مدرس المرجع الراحل استاد الفقهاء و المجتهدین المیرزا جواد التبریزی (قدس سره)

أقيمت مجالس العزاء الحسيني من اول یوم محرم الحرام الی يوم الثاني عشر في مدرس المرجع الراحل استاد الفقهاء و المجتهدین المیرزا جواد التبریزی (قدس سره) بمدينة قم المقدسة وحضرها العلماء والفضلاء، وعامّة المؤمنين.

وارتقى المنبر الحسيني المقدّس الخطباء الأفاضل وتناولوا في أحاديثهم جوانب من المصائب التي جرت على الامام الحسین (علیه السلام )و اهل بیته الطیبین الطاهرین

DSC03194

DSC03128

DSC03132

DSC03154

DSC03163

DSC03178

]]>
http://portal.tabrizi.org/?feed=rss2&p=1441 0
کتاب الاصول ج ۱-۶ http://portal.tabrizi.org/?p=1400 http://portal.tabrizi.org/?p=1400#respond Thu, 24 Dec 2009 09:05:38 +0000 http://tabrizi.org/ar/?p=1400 کتاب الصول جلد ۱-۶
استاد الفقهاء آیة الله العظمی المیرزا جواد التبریزی (ره)

]]> http://portal.tabrizi.org/?feed=rss2&p=1400 0 کتاب الصراط النجاة http://portal.tabrizi.org/?p=11735 http://portal.tabrizi.org/?p=11735#respond Mon, 16 Nov 2009 13:32:19 +0000 http://tabrizi.org/ar/?p=1197 کتاب الصراط جلد ۱،..۷
استاد الفقهاء آیة الله العظمی میرزا جواد تبریزی (ره)

مقدمة الطبعة الاُولى
الحمد لله رب العالمين، والصلاة والسلام على محمد وآله الطاهرين، واللعنة الدائمة على أعدائهم أجمعين إلى يوم الدين.

الإسلام دين الحياة ومنهجها القويم الذي ارتضاه الله سبحانه وتعالى لعباده، وكلّفهم به عن طريق الرسول الأعظم محمد(ص) والأئمة الأطهار المنتجبين من أهل بيته:، وقد قاد سفينة الشريعة بعد غيبة الإمام الحجة «عجّل الله تعالى فرجه الشريف» طائفة من العلماء الأعلام، الذين هم حجج الله على عباده، واُمناء الرسل ومبلغو أحكام العباد لينجوا يوم المعاد التي عليها المدار.

وكان مِنْ أبرز مَنْ حمل راية الشريعة في هذا العصر اُستاذ الفقهاء والمجتهدين السيد أبوالقاسم الموسوي الخوئي(ره) الذي تصدّى للمرجعية العامة مدة تزيد على عشرين سنة، فكان يكثر ورود الاستفتاءات والمسائل عليه، وكانت تلك الاستفتاءات والأسئلة متشعبةً تشعّب حياة المسلمين الحاضرة، وواسعةً تكاد تشمل جميع كتب الفقه وأبوابه، ومتطلعةً قد تستفهم عن الأمر الحادث والجديد، ونهجت في ذلك نهجاً مُعيناً فتركت أجوبة الاُستاذ الخوئي (ره) التي توافق نظري بلا تعليق، إلا ما أحتاج منها إلى توضيح أو بيان نكتة أو تدقيق في الصورة المفروضة، أما ما أُخالفه فيه فعلّقت عليه بعد تمام كلامه۱ وأضفت إليه الاستفتاءات التي حصلت لي طول حياتي، وبهذا صارت الاستفتاءات وأجوبتها ـ بحمدالله ـ كتاباً يشتمل على أكثر مسائل الابتلاء في عصرنا الحاضر، وبعد فإن العمل بهذا الكتاب وملحقه مجزئ ومبرئ للذمة إن شاء الله تعالى، والله وليّ التوفيق.

 

قم المقدسة

جواد التبريزي

]]>
http://portal.tabrizi.org/?feed=rss2&p=11735 0
مجلس عزاء الإمام الصادق (ع) http://portal.tabrizi.org/?p=11729 http://portal.tabrizi.org/?p=11729#respond Thu, 15 Oct 2009 13:57:05 +0000 http://tabrizi.org/ar/?p=1041 دار الفلک حول محور الظلم و الجور مرة اخری فاحترق ثم انصهر العالم و الآدمیون ، و کان هذا فی زمان الحاکم الظالم العباسی عندما وضع السم فی قدح فیه شراب للامام جعفر الصادق (ع) و فی نهایة ان مظلومیة هذا النجم ، نجم الولایة اصبح شهیداً للحقیقة و هوکان من آمال الرسول الأعظم (ص) فی نشر الحقیقة و بث رسالة الاسلامیة حتی أدی ما أدی من فداء نفسه الشریفة (ع) فی سبیل المبدأ ، و الهذه المناسبة اقیم مجلس عزاء فی مدرسة آیة الله العظمی المیرزا جواد التبریزی ( فدس سره )

IMG_0009

IMG_0010

IMG_0029

IMG_0040

]]>
http://portal.tabrizi.org/?feed=rss2&p=11729 0