آداب المتعلمین – مدرس آیت الله العظمی میرزا جواد تبریزی ره http://portal.tabrizi.org Wed, 12 Jun 2013 08:11:38 +0000 fa-IR hourly 1 https://wordpress.org/?v=6.6.2 استغلال الفرص لتربية الروح http://portal.tabrizi.org/?p=3191 Wed, 12 Jun 2013 08:11:38 +0000 http://ar.tabrizi.org/?p=3191

من الاُمور التي امتاز بها الفقيه المقدس الميرزا التبريزي(قدس سره)استغلال الفرص لتربية وبناء الروح والذات، فعلى الرغم من التقوى والزهد الذي كان يتحلى به الميرزا إلا أنه كان دائم السعي لتربية روحه وبناء ذاته، وما المرجعية إلا امتحان واختبار بنظر الميرزا(۶۳)، لذا فإنه كان كثير الدقة والاحتياط في اُمورها لا سيما في مسألة الحقوق الشرعية بما يحرز معه رضا صاحب العصر والزمان(عليه السلام) بتمام المعنى، ويمكن الاشارة إلى تهجده وتوسله آناء الليل في الحرم المطهر، ومسجد الامام الحسن العسكري(عليه السلام)، وزيارة أهل القبور، ومناجاته الطويلة كنماذج من برنامج الميرزا في بناء الروح والذات(۶۴)، لقد كان يطلب الرشد الروحي وبناء الذات طوال أيام عمره، يقوم بنصيحة طلاب العلم الشباب إن رآهم أهلاً لذلك.

يقول في ذلك: «على الانسان أن يكون دائم الذكر للموت وأن لا يغفل عن امكانية جبر تقصيره في جنب الله وامكانية ادّخار الزاد ليوم المعاد مادامت هناك فرص ومتسع في العمر، وعلى طلاب العلم الشباب أن يسعوا إلى الوصول إلى مراتب الكمال في زمن شبابهم، ويعجنوا طينتهم بالروحانيات والمعنويات، ويبنون أنفسهم بحيث لا يستطيع هوى النفس أن يغويهم ويضلهم، ومن يسعى منهم في سبيل ذلك فإن الله حليفه وناصره ومن هذا دأبه سيكون التوفيق الالهي من نصيبه ويصل إلى مرتبة عليا».

]]>
إقامة مراسم العزاء في أيام عاشوراء من محرم الحرام سنة ۱۴۳۴ http://portal.tabrizi.org/?p=3515 Tue, 20 Nov 2012 12:46:08 +0000 http://ar.tabrizi.org/?p=3515

إقامة مراسم العزاء في أيام عاشوراء من محرم الحرام سنة ۱۴۳۴
في حسينية آية الله العظمى الميرزا جواد التبريزي قدس سره( سوريه – السيدة الزينب)

بالاستعانة بالله تعالى والتوفيق بالتمسك بأهل البيت عليهم السلام تقام مراسم العزاء في العشرة الاُولى من محرم الحرام في حسينية آية الله العظمى الميرزا جواد التبريزي قدس سره في سورية ـ السيدة زينب عليها السلام ـ المجاور للمرقد المطهّر لحضرة زينب الكبرى عليها السلام. ونرجوا من المؤمنين الأعزّاء أن يدعو للمتولّين المشغولين في خدمة سيّدالشهداء عليه السلام. آمين يا رب العالمين.

]]>
الاحترام لكتب الفقه والحديث http://portal.tabrizi.org/?p=3374 Sun, 12 Aug 2012 11:40:05 +0000 http://ar.tabrizi.org/?p=3374

 

كان الفقيه الكبير المرحوم الميرزا جواد التبريزي(قدس سره) دقيقاً وحذراً في حمل كتب الفقه والحديث، ولأجل أن يأخذ كتاباً ما فانه كان يرفع أحياناً عدد من الكتب ويضعها على الأرض حتى يصل إلى الكتاب الذي يحتاجه.

وكان يولي احتراماً خاصاً لكتب الفقه والحديث عندما ينقلها من مكان إلى آخر فانه كان يراعي عند نقلها الدقة والاحترام(۷۶)، ويقول دائماً: «إن هذه الكتب تحتوي على الأحاديث الشريفة لأهل البيت(عليهم السلام) فانقلوها بدقة واحترام». وكان ينحني بشدة حتى يضع الكتاب على الأرض أو على الطاولة، وأحياناً يقبل الكتب احتراماً لما تحتويه من علوم ومعارف لأهل البيت(عليهم السلام)، وكان هذا درساً لجلسائه والمحيطين به.

ويقول ابنه: لم أر والدي يوماً يمد رجله اثناء المطالعة وكان يجلس باحترام والكتب تحيط به من كل جانب وأثناء درسه كان يقول: «ان حمل هذه الكتب بهذه الأيدي أمان من نار جهنم لأن فيها أحاديث ومعارف أهل البيت(عليهم السلام)».

]]>
السعادة الاُخرويّة http://portal.tabrizi.org/?p=2301 Sat, 25 Dec 2010 12:58:29 +0000 http://tabrizi.org/ar/?p=2301 sadat

إحدى الأسئلة التي كانت توجه إلى الفقيه المقدس الميرزا التبريزي(قدس سره)لا سيما من قبل الطلبة(۳) الشباب هي: كيف نصنع لنكون من الموفقين في حياتنا فنستغل هذه الدنيا ونستفيد منها كامل الاستفادة، وتكون جميع حركاتنا وسكناتنا في رضا الله وأهل البيت(عليهم السلام)؟

وبالرجوع الى أجوبة الفقيه الراحل عن تلك الاسئلة يمكننا الاشارة إلى بعض النكات المستفادة منها وهي كالتالي:

۱ـ الاهتمام بالتكليف الشرعي: فعلى الإنسان ابتداء اعطاء اهمية خاصة لواجباته فيؤدي فروضه على النحو الأحسن، ولا يتهاون في أداءها وهي الخطوة الاُولى لكسب التوفيق والارتباط الغيبي.

۲ـ التورع عن المعاصي: بحيث يجعل من تقوى الله ميزاناً له في أعماله وأقواله، فلا يرتكب المعصية لأجل حطام هذه الدنيا، فربما يقنع الانسان نفسه باقتراف الذنب على أمل الاستغفار والتوبة فيلتجأ إلى الكذب مثلاً والعياذ بالله في حين أن نفس تلك المعصية تسلبه التوفيق وتؤخر تقدمه نحو المكاسب المعنوية، فأن الشيطان في مكمن لكم يحاول أن يعطيكم التبريرات عبر وساوسه حتى يجركم إلى المعصية، فعلى الإنسان أن يطيع أوامر الله بكل اخلاص و لايقدم المكاسب واللذائذ الدنيوية على طاعته.(۴)

۳ـ المحبة الحقيقية لأهل البيت(عليهم السلام): يقول تعالى (وابتغوا إليه الوسيلة)وأهل البيت مصداقها البارز، فهم سفن النجاة، نجا وفاز كل من تعلق بحبلهم وتوسل بهم في الدنيا والآخرة، وكل من أراد أن يكون موفقاً في اُموره (لاسيما الطلاب) فعليه أن يغرس في قلبه المحبة الحقيقية لأهل بيت النبي(صلى الله عليه وآله) ويقف بوجه الذين يلقون بالشبهات من هنا وهناك ليضللوا عوام المؤمنين ويثبت ايمانه واخلاصه ومحبته لهم ليكون قدوة للآخرين يعتبر منه كل من يراه.

۴ـ الابتعاد عن ظلم الآخرين: على الانسان أن يجتنب إلحاق الظلم بالآخرين فإن الامتناع عن ظلم الآخرين له دور رئيسي في نيل التوفيق والكمالات، إن الله يغلق أبواب الرحمة أمام من يظلم الآخرين، ويسلبه التوفيق، وللظلم مراتب; فأحياناً يكون من ايحاءات الشيطان بأن هذا ليس ذنباً مهماً فلا يترك أثراً في حين أن نفس هذا العمل له أثره الوضعي ويجر الانسان نحو الهلاك، فإذا أراد الانسان اكتساب التوفيق عليه أن يترك الاُمور التي يشعر بأن فيها ظلم للآخرين.

والخلاصة: ليشتغل بتربية نفسه ولا يتدخل بشؤون الآخرين.

۵ـ الجدّ في التحصيل: أن يكون الدرس كل همه ولا يغفل عن تقوى الله، على الطالب أن يجدّ في دروسه حتى يكون مؤثراً، إن قيادة المجتمع وهدايته في أيدي طلاب العلم فإن قصّروا في تلقي العلم فإنه اضافة إلى أنهم مسؤولون عن ذلك أمام الله تعالى لن يكون لهم تلك الخدمات المؤثرة في المجتمع، وعليه أن تكون دراسته بحيث كلما انتهى من درس يستطيع إلقاءه، فإذا ما جد في دروسه والتزم التقوى وصل إلى درجة عظيمة يقيناً وسيوفق لخدمة الدين والمذهب.

إن المثابرة في الدرس والجدّ في تلقي العلم والتزام التقوى إلى جانبهم نور إلى سعادة الدنيا والآخرة، والله يزيد من توفيقات عبده المطيع الذي لا قصد له سوى خدمة الدين المجد في دراسته وتهذيب نفسه.(۵)

۶ـ الجليس الصالح: من الاُمور التي لها دور أساسي في البناء الذاتي الجليس الصالح لاسيما لطلاب العلم الذين يريدون أن يكونوا مبلغين لدين الله ومعارف أهل البيت(عليهم السلام)، فالإنسان يفقد روحيته ومعنوياته مع مرور الزمان بمجالسته لرفيق السوء وتزول منه النورانية تدريجاً ثم لا تساعده الفرصة للاستدراك لاقدر الله، لذا عليه أن يشاور المعروفين بتحصيلهم وتدينهم من بداية مشروعه الدراسي في اُموره، إن لم يكن بنفسه من أهل التشخيص فعليه أن يستعين بأهل الفضل، وإن يكون له رفيق من عمره في مباحثته وبقية اُموره، فالإنسان بحاجة إلى رفقاء يمكنهم افادته علمياً اضافة إلى افادته في بذل المشورة والنصيحة ومجالسته لهم أوقات فراغه، وعليه الحذر من صرف أوقاته لا قدر الله في أشياء هامشية لاطائل من ورائها واجتناب الاُمور التي تعتم قلب الانسان وكثرة المزاح ككثرة الملح في الطعام، على الطالب أن يكون كلامه متقن وموزون فلا يتكلم بكل ما يخطر بباله; بل عليه أن لا يتكلم إلا بعد تفكير وانتقاء للكلمات الصالحة، فإذا كان مراقباً لأعماله ملتزماً جانب التقوى فقد ضمن سعادته.(۶)

۷ـ اغتنام الفرص: إن رمز موفقية الإنسان تكمن في اغتنام الفرص، فإذا ما أراد الانسان لاسيما طالب العلم أن يكون له مستقبل موفق عليه ان يستغل جميع الفرص ويستفيد منها «فاغتنموا الفرص فإنها تمر مر السحاب».

۸ـ الارتباط الروحي: إذا أراد الانسان أن يكون موفقاً في عمله عليه بداية أن يتقن أداء تكاليفه الشرعية ولا يغفل عن الدعاء والذكر ليقرأ الأدعية المعروفة ولا يتخلف عن قراءة الأذكار التي من جملتها الصلوات والاستغفار.

وعليه أن يقوم ببعض الأعمال لتقوية ارتباطه الروحي كصلاة الليل لكن بشكل تدريجي وذلك حتى لايشعر بالملل والتعب في هذه الأعمال المستحبة التي عليه أن يأتي بها بنشاط وهمة عالية، فاذا ما تدرج بالعمل ولو كان قليلاً فإنه سوف يستمر عليه بينما الإكثار من المستحبات والعجلة فيها يمكن أن تتعب البعض وربما سلبته توفيق الاستمرار على ذلك العمل، فالشاب إذا تدرج في العمل المستحب عليه فانه يكتسب نورانية خاصة، البعض يفرط في أداء المستحبات وقد أثبتت التجربة أنهم لا يوفقون للاستمرار في ذلك وسرعان يتعبون منها ويتركونها.(۷)

۹ـ التوكل: من الاُمور المهمة المؤثرة في رقي الانسان وتقدمه مسألة التوكل، فإذا ما كان العمل خالصاً لوجه الله مقترنا بالتوكل عليه تعالى كان ذلك موجباً لسعادة الدنيا والآخرة، فالإنسان المؤمن المتدين اضافة إلى اخلاصه بالعمل لله عليه أن يطلب أجره منه تعالى وسيتلطف الله به وإن التوكل أفضل غنيمة تعين الإنسان وتوفقه لاكتساب الروحانية وارتقاء الدرجات.(۸)

۱۰ـ التخلق بالأخلاق الحميدة: الابتعاد عن الغرور والتخلق بالأخلاق الحميدة كالتواضع، فعلى الانسان الابتعاد عن الغرور والكبر في جميع مراحل حياته وأن يطلب من الله تعالى بالتوسل بأهل البيت(عليهم السلام) أن لا يقع في فخوخ الشيطان تلك، وأن يجعله من عباده الصالحين الحائزين على رضا امام الزمان(عليه السلام) ببركة التواضع وتقوى الله تعالى، لاسيما الطلاب عليهم أن لا يغتروا بمعرفتهم لعدة مصطلحات علمية بل عليهم أن يجعلوا التقوى نصب أعينهم، ويطلبوا من الله تعالى أن لا يكلهم إلى انفسهم طرفة عين ابداً.(۹)

]]>
نيّة و صفات طالب العلم http://portal.tabrizi.org/?p=2126 Sun, 10 Oct 2010 12:51:54 +0000 http://tabrizi.org/ar/?p=2126 نيّة طالب العلم : كيف يجب أن تكون نية الطالب الشباب أثناء التحصيل

باسمه تعالى: يجب أن تكون نية طالب العلم هو رضاء الله تعالى وأن يُزيل عنه الجهل وأن يحصل على العلوم التي بها يحيي الدين الحنيف وأن يوفّقه في هذا الاتجاه بتحمّل المشكلات التي تعتريه.(۱۸)

أنا طالب علم في مرحلة المقدمات أرجو منكم النصيحة.

باسمه تعالى: اغتنم فرصة الشباب ووقتك الثمين في الدراسة(۱۹)، وكما ينبغي السعي في اكتساب الكمالات الأخلاقية عليك الجد في اكتساب العلم أيضاً، وعليك باختيار الاُستاذ البارز في الجانب العلمي والأخلاقي حتى تستفيد من علمه وعمله، واجتنب المجالس التي تنسيك ذكر الله، وليكن قصدك من الدراسة خدمة الدين والمذهب في المستقبل(۲۰)، واعلم أن الشيطان يكيد لك في كل لحظة ويسعى بشتى أساليبه لأن يحرفك عن جادة الحق والصواب.

صفات طالب العلم الجيّد : ما هي صفات طالب العلم الجيد؟ أرجو أن تنصحوننا.

باسمه تعالى: إن لفترة الشباب دور أساسي في مستقبل طالب العلم، فإذا ما بنى نفسه وأحسن الاستفادة من وقته فإن مستقبله سيكون لامعاً مضيئاً، ومتانة الدراسة واكتساب المعنويات والتقرب إلى الله تعالى، وتهذيب النفس اُمور إن أولاها طالب العلم أهمية منذ أيام شبابه وابتداء دراسته الحوزوية فإن توفيقه أمر محتم، ادرس لله واترك الأمر لله تعالى وستكسب النورانية بإذن الله التي ستعقبها السعادة الدنيوية والاُخروية.

واغتنم الفرص فإن الشباب سرعان ما يمضي وفقك الله.

]]>
نصيحة للتحصيل http://portal.tabrizi.org/?p=2065 Mon, 27 Sep 2010 13:05:20 +0000 http://tabrizi.org/ar/?p=2065 تفضّلوا بنصيحتي كي أتوفّق في تحصيل العلوم؟

اذا أراد الطالب أن يكون موفّقاً في التحصيل يجب عليه أن لا يغفل عن بعض الاُمور:

۱ـ انتخاب اُستاذ مجرّب وصالح لأجل التحصيل.(۱۵)

۲ـ لا تترك الدرس أو الموضوع الذي تدرسه حتى تفهمه كاملاً، بل تعلّم عند حضرة الاُستاذ المجرّب بطريقة ما حتى تستطيع أن تدرّس الذي تعلّمته.

۳ـ أظهر الإنصاف وراعه عند المباحثة وأن تكون في المباحثة العلمية جامعاً مانعاً وذا جدّية بحتة.(۱۶)

۴ـ يجب عليك أن تتأمّل في خصوص الكلام الذي تريد أن تتكلّمه.(۱۷)

۵ـ يجب أن تستفيد من وقتك بالتمام.

۶ـ يجب أن تجالس الأفراد الذين تستفيد بمجالستهم وابتعد عن الذين يكون مجالستهم لك ضياعاً للوقت.

۷ـ لا تغفل عن إتيان التكاليف الشرعية وكذا لزوم التقوى عند تحصيلك للعلوم .

۸ـ اجتنب عن الأعمال التي من الممكن أن تبعد الإنسان عن تحصيل العلوم.

]]>
فاخلص كأعظم ما يكون الاخلاص للاسلام http://portal.tabrizi.org/?p=1922 Sat, 14 Aug 2010 08:10:21 +0000 http://tabrizi.org/ar/?p=1922

bagher-ghorashi

بسم الله الرحمن الرحيم
حمداً لله منزل الكتاب هدى ورحمة، ونفحات من روحه تعالى لعبده و رسوله محمد(ص) وتحيات معطرة بالولاء والايمان إلى الأئمة الهدى وكنوز الحكمة وأوصياء النبي وخلفائه(عليهم السلام). وبعد:

فإنّ فقيد الاسلام آية الله العظمى الجواد التبريزي (طيب الله ثراه) كان من عيون مراجع الطائفة، وفي طليعة الفقهاء العظام، قد وهب روحه وفكره لله تعالى، وتفانى في طاعته ونكرانه للذات فاخلص كأعظم ما يكون الاخلاص للاسلام، وسهر على خلاصته والذب عن قيمة ونشر معارفه، وتبليغ أحكامه، وقد تميز (قدس الله مثواه) منذ نعومة أظفاره بالجد والاجتهاد والمثابرة في طلب العلم، لم يألف الراحة ولم يخلد إلى السكون حتى في أيام العطل التى اعتاد فيها طلاب العلم على الراحة، وقد نال درجة الاجتهاد بتفوق فى نهاية العقد الثانى من حياته، ولم تقتصر علومه على الفقه والاصول وقواعد الحديث، وانما شملت الفلسفة والحكمة التي برع فيهما، وكان في أيام دراسته في النجف الأشرف ممن يشار إليه باعتزاز في فضله وتقواه، ولما اضطر إلى الهجرة من النجف الأشرف إلى قم المقدسة أقام حوزة علمية فغذاها بتقواه وورعه وعلمه وكان من ألمع المراجع في قم.

وبعد ما منيت الاُمة بالخسارة العظمى بفقد سماحته اُصيبت الحوزة العلمية بخسارة كبرى فقد فقدت الأب الذي كان يحنو عليها ويعطف… .

وان من الوفاء للفقيد نشر تراثه الذي انفق عليه طيلة حياته، وقد انبرى سماحة العلامة ولده إلى ابراز بعض ما الفه والده فى الفقه والاصول والرجال و… وهذا من أهم ما يقدم للفقيد من الخدمات لتستفيد الحوزة العلمية من هذا التراث القيم أجزل الله تعالى لولده الأجر وأثابه على ذلك وتغمد الفقيد العظيم بالرحمة والرضوان.

باقر شريف القرشي

النجف الاشرف

۱۵ رجب سنه ۱۴۳۰ هـ

]]> الميرزا التبريزي ثلمة لا يسدها شيء http://portal.tabrizi.org/?p=1821 Sat, 14 Aug 2010 07:10:28 +0000 http://tabrizi.org/ar/?p=1821

إذا أردت أن اتحدث عن فضله وعلمه، أو أن تتحدث عن ورعه وتقواه، أو أن تتحدث عن جده واجتهاده، أو أن تتحدث عن صبره ومعاناته، أو أن تتحدث عن صدقه ومصداقيته، أو أن تتحدث عن تبصره وبصيرته، أو أن تتحدث عن سعة اطلاعه وواسع معرفته، أو أن تتحدث عن تحقيقه وتدقيقه، أو أن تتحدث عن تثبته وتتبعه، أو أن تتحدث عن تعقله وحكمته، أو أن تتحدث عن وضوح آرائه وصلابة مواقفه، أو أن تتحدث عن إقدامه وشجاعته، أو أن تتحدث عن تأنيه وحيطته، فأنت في كل ذلك كناقل التمر إلى هجر، أو كالمشير إلى الشمس في رابعة النهار، فشمسه الساطعة اليفة العيون المبصرة، لا يُذهلها عنها إلا اُنس العادة، ولا يصرفها إلا انشغال الإرادة.

أما اذا أردت الحديث عن شمس وجدانه الكامنة التي تستمد منها شمسُ سلوكه الساطعة، فلابد لك في اكتناه سرها أن تستجلي مجرى النور الذي يصلها بالشمس العظمى التي يجللها السحاب. حيث لا يكون مثله مرجعاً حقاً في حيز من الزمان إلا اذا تجاوزت روحه دائرة الزمان لترتبط بامام الزمان وترتشف النور من صاحب العصر والزمان.

فإلى أي مدى يجب أن ترتقيَ النفس، وإلى أي اُفق رحب يجب أن تسمو الروح، لتصبح كل حركة وسكنة تصدر عنها خاشعة لإمام زمانها، مستظلة بظل عنايته ورعايته، منبعثة من نبع رضاه، فما يُحرز فيها رضاه(عليه السلام) مدار الحركة والسكون، وجوهر الكيان، والسر المقدس الذي به يُستخلف الانسان.

بهذا كان له(قدس سره) موقعُ المرجعية الحقة، وكان مرجعاً حقاً حارساً للعقيدة وحافظاً للشريعة وقائداً للمسيرة، نهل من نمير علمه الاعلام، واهتدى بحكيم آرائه العظام، واقتدى بسديد مواقفه الانام، واستنار بهديه التائهون في الظلمات، واستدفع به الحائرون ملتبس الشبهات.

ولا عجب، اذ هكذا تكون المنارة المستمدة من شعاع الامامة المعصومة، عِلماً واضحاً تستضيء به الامة، وركناً وثيقا يُلجئ إلى نهج الائمة، وحصناً حصيناً لا يتزعزع، وعزماً راسخاً لا يتزحزح، وتلبية صارمة لنداء الحق لا تتهيب، واقداماً حازماً لا يخاف في الله لومة لائم، وصبراً جميلاً يطوي المعاناة ويتجاوز الاخطار، يستمد من الأبوة المحمدية والعلوية ليُغرِق في العطاء والتضحية والايثار.

PIC (65)

ولا تحسبن هذا المرتقى سهل المنال في زمن بلغ أو شارف ان يكون القابض فيه على دينه كالقابض على الجمر، والسائر فيه كالمتحرك بين قطرات المطر أو المتخطي بين مزالق الخطر.

في زمن اختلط فيه حابل الدين بنابل السياسة، وتحولت فيه الشعائر إلى شعار، واختُزِلت مصلحة الامة في مصلحة السلطة، ولم يبق ما يرسم الأولويات بين مقتضيات المرحلة ومقتضيات التاريخ، ولم يعد من فرق بين مسيرة الحاضر ومسيرة الحضارة، أو مائز بين سياسة تهدف إلى السلطة وسياسة تهدف إلى حفظ الامة من السلطة، أو حفظها خارج دائرة السلطة.

في زمن التسبت فيه المرجعية الدينية بالمرجعية السياسية المتطبعة بالدين، فضلاً عن المتمرجعين، حتى ليحسب المتوجس ويظن المتهجس ان سلسلة المرجعية الدينية التاريخية الحقة التي جعلها الله مأمناً لرسالته قد انقطعت أو انها تكاد، فكان الميرزا جواد التبريزي، كان بحيث يمكن ان يقال في مفاصل الصراع:

كنا وكانوا وكان السدَّ يحجزهم *** أن يستباح نمير النهر بالكدر

فالميرزا جواد التبريزي ليس مرجعاً يتحرك في دائرة أشعة الامام المعصوم، وانما هو مرجع لايتحرك الا في دائرة أشعة الامام المعصوم(عليه السلام). وشتان بين مرجعية يمكن أن تتجاوز حدود الدائرة لتبدأ من حق وتنتهي إلى باطل أو تمر بباطل، ومرجعية تصفو فيها البدايات والنهايات وما بينهما من المسافات.

هكذا عرفنا الميرزا(قدس سره) وبهذا امتاز، وبهذا الامتياز رجعت نفسه المطمئنة إلى ربها راضية مرضية، لكنه ترك ثلمة نخشى أن لا يسدها شيء.

الراجي فضل ربه

عبد الحليم شرارة العاملي

]]>
أحاديث أهل البيت وعلوم آل محمد(ص) http://portal.tabrizi.org/?p=1847 Sun, 11 Jul 2010 12:50:30 +0000 http://tabrizi.org/ar/?p=1847 لقد كان الفقيه المقدس الميرزا التبريزي(ره)  شديد التأنّي في تقليب الكتب و في انتقاء الكتاب الذي يستند عليه وربما حدث أن تناول العديد من الكتب ثم يرجعها إلى مكانها إلى أن ينتخب منها كتاباً، كان يولي الكتب الروائية والفقهية احتراماً خاصاً ويتناولها بكل احترام وعناية ومما ينقل عنه في ذلك قوله دائماً «إنها أحاديث وعلوم ومعارف أهل البيت الشريفة فانتبهوا في حملها ونقلها».

لم يلحظ على الميرزا التبريزي يوماً أنه تناول كتاباً ثم ألقاه إلى الأرض; بل كان ينحني إلى أن يضعه بيده على الأرض أو على الطاولة، وكان ذلك درس لكل من كان حوله.

يقول نجله: لم أرَ والدي المرحوم يمد رجليه أثناء المطالعة قط، فكان يجلس جلسة المتربع دائماً وينشغل بمطالعته بين كتبه التي تحيط به من كل جانب، وكان يحمل كتبه الفقهية والروائية بنفسه إذا ما توجه لإعطاء الدرس وكان الميرزا يقول في ذلك: «إن حمل هذه الكتب أمان ليدي من نار جهنم لأنها معارف أهل البيت(ص) وفقه آل محمد’».

]]> نصائحه (قدس سره) العامّة لطلبة العلم http://portal.tabrizi.org/?p=1833 Wed, 07 Jul 2010 11:27:14 +0000 http://tabrizi.org/ar/?p=1833 السعادة الاُخرويّة :  إحدى الأسئلة التي كانت توجه إلى الفقيه المقدس الميرزا التبريزي(قدس سره)لا سيما من قبل الطلبة(۳) الشباب هي: كيف نصنع لنكون من الموفقين في حياتنا فنستغل هذه الدنيا ونستفيد منها كامل الاستفادة، وتكون جميع حركاتنا وسكناتنا في رضا الله وأهل البيت(عليهم السلام)؟

وبالرجوع الى أجوبة الفقيه الراحل عن تلك الاسئلة يمكننا الاشارة إلى بعض النكات المستفادة منها وهي كالتالي:

۱ـ الاهتمام بالتكليف الشرعي: فعلى الإنسان ابتداء اعطاء اهمية خاصة لواجباته فيؤدي فروضه على النحو الأحسن، ولا يتهاون في أداءها وهي الخطوة الاُولى لكسب التوفيق والارتباط الغيبي.

۲ـ التورع عن المعاصي: بحيث يجعل من تقوى الله ميزاناً له في أعماله وأقواله، فلا يرتكب المعصية لأجل حطام هذه الدنيا، فربما يقنع الانسان نفسه باقتراف الذنب على أمل الاستغفار والتوبة فيلتجأ إلى الكذب مثلاً والعياذ بالله في حين أن نفس تلك المعصية تسلبه التوفيق وتؤخر تقدمه نحو المكاسب المعنوية، فأن الشيطان في مكمن لكم يحاول أن يعطيكم التبريرات عبر وساوسه حتى يجركم إلى المعصية، فعلى الإنسان أن يطيع أوامر الله بكل اخلاص و لايقدم المكاسب واللذائذ الدنيوية على طاعته.(۴)

۳ـ المحبة الحقيقية لأهل البيت(عليهم السلام): يقول تعالى (وابتغوا إليه الوسيلة)وأهل البيت مصداقها البارز، فهم سفن النجاة، نجا وفاز كل من تعلق بحبلهم وتوسل بهم في الدنيا والآخرة، وكل من أراد أن يكون موفقاً في اُموره (لاسيما الطلاب) فعليه أن يغرس في قلبه المحبة الحقيقية لأهل بيت النبي(صلى الله عليه وآله) ويقف بوجه الذين يلقون بالشبهات من هنا وهناك ليضللوا عوام المؤمنين ويثبت ايمانه واخلاصه ومحبته لهم ليكون قدوة للآخرين يعتبر منه كل من يراه.

۴ـ الابتعاد عن ظلم الآخرين: على الانسان أن يجتنب إلحاق الظلم بالآخرين فإن الامتناع عن ظلم الآخرين له دور رئيسي في نيل التوفيق والكمالات، إن الله يغلق أبواب الرحمة أمام من يظلم الآخرين، ويسلبه التوفيق، وللظلم مراتب; فأحياناً يكون من ايحاءات الشيطان بأن هذا ليس ذنباً مهماً فلا يترك أثراً في حين أن نفس هذا العمل له أثره الوضعي ويجر الانسان نحو الهلاك، فإذا أراد الانسان اكتساب التوفيق عليه أن يترك الاُمور التي يشعر بأن فيها ظلم للآخرين.

والخلاصة: ليشتغل بتربية نفسه ولا يتدخل بشؤون الآخرين.

۵ـ الجدّ في التحصيل: أن يكون الدرس كل همه ولا يغفل عن تقوى الله، على الطالب أن يجدّ في دروسه حتى يكون مؤثراً، إن قيادة المجتمع وهدايته في أيدي طلاب العلم فإن قصّروا في تلقي العلم فإنه اضافة إلى أنهم مسؤولون عن ذلك أمام الله تعالى لن يكون لهم تلك الخدمات المؤثرة في المجتمع، وعليه أن تكون دراسته بحيث كلما انتهى من درس يستطيع إلقاءه، فإذا ما جد في دروسه والتزم التقوى وصل إلى درجة عظيمة يقيناً وسيوفق لخدمة الدين والمذهب.

إن المثابرة في الدرس والجدّ في تلقي العلم والتزام التقوى إلى جانبهم نور إلى سعادة الدنيا والآخرة، والله يزيد من توفيقات عبده المطيع الذي لا قصد له سوى خدمة الدين المجد في دراسته وتهذيب نفسه.(۵)

۶ـ الجليس الصالح: من الاُمور التي لها دور أساسي في البناء الذاتي الجليس الصالح لاسيما لطلاب العلم الذين يريدون أن يكونوا مبلغين لدين الله ومعارف أهل البيت(عليهم السلام)، فالإنسان يفقد روحيته ومعنوياته مع مرور الزمان بمجالسته لرفيق السوء وتزول منه النورانية تدريجاً ثم لا تساعده الفرصة للاستدراك لاقدر الله، لذا عليه أن يشاور المعروفين بتحصيلهم وتدينهم من بداية مشروعه الدراسي في اُموره، إن لم يكن بنفسه من أهل التشخيص فعليه أن يستعين بأهل الفضل، وإن يكون له رفيق من عمره في مباحثته وبقية اُموره، فالإنسان بحاجة إلى رفقاء يمكنهم افادته علمياً اضافة إلى افادته في بذل المشورة والنصيحة ومجالسته لهم أوقات فراغه، وعليه الحذر من صرف أوقاته لا قدر الله في أشياء هامشية لاطائل من ورائها واجتناب الاُمور التي تعتم قلب الانسان وكثرة المزاح ككثرة الملح في الطعام، على الطالب أن يكون كلامه متقن وموزون فلا يتكلم بكل ما يخطر بباله; بل عليه أن لا يتكلم إلا بعد تفكير وانتقاء للكلمات الصالحة، فإذا كان مراقباً لأعماله ملتزماً جانب التقوى فقد ضمن سعادته.(۶)

۷ـ اغتنام الفرص: إن رمز موفقية الإنسان تكمن في اغتنام الفرص، فإذا ما أراد الانسان لاسيما طالب العلم أن يكون له مستقبل موفق عليه ان يستغل جميع الفرص ويستفيد منها «فاغتنموا الفرص فإنها تمر مر السحاب».

۸ـ الارتباط الروحي: إذا أراد الانسان أن يكون موفقاً في عمله عليه بداية أن يتقن أداء تكاليفه الشرعية ولا يغفل عن الدعاء والذكر ليقرأ الأدعية المعروفة ولا يتخلف عن قراءة الأذكار التي من جملتها الصلوات والاستغفار.

وعليه أن يقوم ببعض الأعمال لتقوية ارتباطه الروحي كصلاة الليل لكن بشكل تدريجي وذلك حتى لايشعر بالملل والتعب في هذه الأعمال المستحبة التي عليه أن يأتي بها بنشاط وهمة عالية، فاذا ما تدرج بالعمل ولو كان قليلاً فإنه سوف يستمر عليه بينما الإكثار من المستحبات والعجلة فيها يمكن أن تتعب البعض وربما سلبته توفيق الاستمرار على ذلك العمل، فالشاب إذا تدرج في العمل المستحب عليه فانه يكتسب نورانية خاصة، البعض يفرط في أداء المستحبات وقد أثبتت التجربة أنهم لا يوفقون للاستمرار في ذلك وسرعان يتعبون منها ويتركونها.(۷)

۹ـ التوكل: من الاُمور المهمة المؤثرة في رقي الانسان وتقدمه مسألة التوكل، فإذا ما كان العمل خالصاً لوجه الله مقترنا بالتوكل عليه تعالى كان ذلك موجباً لسعادة الدنيا والآخرة، فالإنسان المؤمن المتدين اضافة إلى اخلاصه بالعمل لله عليه أن يطلب أجره منه تعالى وسيتلطف الله به وإن التوكل أفضل غنيمة تعين الإنسان وتوفقه لاكتساب الروحانية وارتقاء الدرجات.(۸)

۱۰ـ التخلق بالأخلاق الحميدة: الابتعاد عن الغرور والتخلق بالأخلاق الحميدة كالتواضع، فعلى الانسان الابتعاد عن الغرور والكبر في جميع مراحل حياته وأن يطلب من الله تعالى بالتوسل بأهل البيت(عليهم السلام) أن لا يقع في فخوخ الشيطان تلك، وأن يجعله من عباده الصالحين الحائزين على رضا امام الزمان(عليه السلام) ببركة التواضع وتقوى الله تعالى، لاسيما الطلاب عليهم أن لا يغتروا بمعرفتهم لعدة مصطلحات علمية بل عليهم أن يجعلوا التقوى نصب أعينهم، ويطلبوا من الله تعالى أن لا يكلهم إلى انفسهم طرفة عين ابداً.(۹)

رضا ولى العصر(عليه السلام)

غالباً ما كان الطلاب الشباب الذين كانوا يقدمون لزيارة الفقيه المقدس الميرزا التبريزي(قدس سره) يسألون الميرزا السؤال التالي:

ماذا يتوجب علينا حتى تكون أعمالنا محط رضا ولي العصر(عليه السلام)؟

لكن الميرزا كان يلاحظ ظاهر هؤلاء الطلبة قبل أي شيء فإذا ما رأى أحدهم لا يتناسب لباسه مع شأنية طالب العلم أو أن شعره كان طويلاً أو أن لحيته من القصر بمكان ابتدأ أولاً وبكل محبة بابداء الملاحظات الظاهرية.

الخطوة الاولى:

فكان مما يقوله(قدس سره): «أولاً عليكم اصلاح الشكل الظاهري، فالواجب عليكم أن يكون تحرككم في المجتمع مختلفاً عن تحرك بقية الشباب، الشعر قصير، لحية متعارفة عند أهل العلم، ولباس مناسب لشان الطلبة»(۱۰). ثم يضيف: «ثم عليه أولاً أن يكون دقيقاً في تكاليفه الشاملة للحلال والحرام ويبتعد عن المسائل اللهوية.

الخطوة الثانية:

عليه أن تكون جميع أعماله لله بمعنى أن لا يقدم على عمل إلا لأجل رضا الله تعالى، ولا يشرك في نيته أي داع آخر غير رضا الله تعالى، فإذا ما كان العمل خالصاً لله فانه سوف يكون ذا نتيجة حسنة وسيجزيه الله على ذلك العمل المخلص ويرفع صاحبه إلى مرتبة أعلى(۱۱).

الخطوة الثالثة:

عليه أن يلتزم الولاء لأهل بيت النبوة(عليهم السلام)ويخلص لهم الولاء والأدب في ساحتهم القدسية ولا يعمل عملاً إلا ولهم فيه رضا، ويبرز لهم محبته باللسان والجنان، ويقف مدافعاً عن ساحتهم وعن مظلوميتهم ويكون مدافعاً حقيقياً عن الدين والمذهب.

الخطوة الرابعة:

التي أكد عليها الميرزا لهؤلاء الطلبة الشباب هي المواظبة على الدرس، فأوجب على الطلاب صرف جميع أوقاتهم لتحصيل الدروس ليتمكنوا من خدمة الدين والمذهب فإذا لم يواظب الطالب على درسه وأمضى يومه بمسائل هامشية فإنه ليس فقط لن يخدم الدين بل أنه سوف يكون وبالاً على الدين والمذهب(۱۲).

الخطوة الخامسة:

والاهتمام بالمعنويات هي النكتة الاُخرى التي أوصى بها الميرزا(قدس سره)فقال: حينما كنا في المدرسة الفيضية كانت المدرسة تعج بالطلبة في منتصف الليل (لاقامة نافلة الليل) بحيث لو أن غريباً دخل منتصف الليل إلى المدرسة لظن من كثرة الطلاب انما هو وقت صلاة الصبح، فقد كان الطلبة ملتزمين بالتهجد واحياء الليل. فعلى الطلبة أن يخطو نحو تحصيل هذه الروحانيات وبناء الروح وان لا يغفلوا عن التوسل باهل بيت النبوة(عليهم السلام).

ان مما كان يعتقد به الميرزا ان منتصف الليل هو وقت توزيع العطايا والاُجور لهذا فانه كان يناجي الله بعد منتصف الليل، وكان لديه اتصال قلبي خاص مع معبوده تحكي عنه ذهابه منتصف الليالي إلى الحرم وتهجده في الحرم ومسجد الامام الحسن العسكري(عليه السلام)الذي أصبح حديث الطلاب.

والنكتة التي أصر عليها الميرزا في حديثه مع الطلاب أن قال لهم:علاوة على وجوب تمتع الطالب بالذكاء والفطنة عليه ان يتحرك بكل تواضع وتؤدة فلا يحسب لنفسه شأناً ومكانة في نفسه ، فينشغل بدرسه وأبحاثه بكل اخلاص فاذا ما اعتبر لنفسه مكانة ما فانه لن يصل إلى شيء(۱۳).

]]>